تحقيق – السيد السنطاوى
قرية الاسرار التاريخية ربما كان ذلك اقرب وصف لقرية تابعة لمركز فاقوس بالشرقية تبدو مثل غيرها من القرى ولكنها فالحقيقة قائمة على كنوز تاريخية تعود الى العصر الفرعونى ما دعا بعثة اثرية المانية الى الاقامة فيها منذ 40 عاما للتنقيب عن الاثار بينما يؤكد اثريون ان وجود البعثة ليس بهدف الاثار فقط وان القرية مقامة فوق اطلال مدينة فرعونية كاملة كانت عاصمة لحكم رمسيس الثانى .
قنتير قرية صغيرة تقع على مسافة 10 كم شمال مدينة فاقوس و38 كم من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية لكن قيمتها كبيرة جدا بتاريخها الكبير واثارها حيث اكد الاهالى ان سيدنا موسى ولد بها ودارت فيها قصته الشهيرة مع فرعون مصر وايضا شهدت خروج اليهود من مصر لذلك تزورها وفود يهودية كل عام باعتبارها مكانا اثريا شهد خروج اجدادهم من مصر.
الأنباء المصرية زارت القرية وعددا من القرى المجاورة لها فى محاولة للوصول الى سر تلك الشبهات التى احاطت بها فقال الاهالى ان حكاية تلك القرية بدات منذ مايزيد عن 40 عاما عندما جاءت بعثة المانية برئاسة ادجار بوش اليهودي الألماني ومنذ هذا الوقت تحولت القرية الى علامة استفهام ورغم انه لاوجود لها على اى خريطة سياحية الا ان تاريخها العريق مؤكد بالدلائل وبسؤال رجل مسن عما يعرفه عن تاريخ القرية ابدى توجسه وقال انه لايعرف شيئا ومايعرفه هو ان القرية تحتوى على اثار وان البعثة الالمانية بالتعاون مع هيئة الاثار تقوم بالتنقيب فى القرية وعدد من القرى المجاورة منذ سنوات طويلة رافضا الخوض فى اى تفاصيل اخرى.
تركنا الرجل وتحدثنا الى شابين فى العشرينات قال احدهما ويدعى رجب على القرية فوق سراديب من الاثار التى تعود الى العصر الفرعونى وكثير من الاهالى عثروا على لوحات اثرية مرسوم عليها رموز غريبة مستدركا الغريب انه لما حد من الاهالى بيلقى حوائط اثرية البعثة بتجبره علشان يبنى عليها ويخفيها ودا السر اللى محدش عارفه من اهل القرية.
واضاف قصة القرية دى بدات قبل ما اتولد واشوف الدنيا وجاءت البعثة الالمانية من اكتر من 40 سنة ونقبت فى مئات المناطق بالقرية والغريب ان محدش من الاهالى يعرف بيطلعوا ايه ولا بيعملوا ايه وان فى اهتمام كبير خالص من البعثة بالقرية والمناطق المجاورة لها وزى ما انت شايف الاثار والحجارة القديمة ظاهرة على الارض والسطح .
قاطعه صديقه احمد قائلا وكانت فى واقعة كبيرة جدا بالقرية لما حاول بوش شراء حتة ارض فى عام 2005 علشان يبنى معبد لسيدنا موسى عليه السلام والاهالى رفضت الكلام دا ووقفت محاولته وكمان فى وفود كتير بتيجى بصورة كثيفة للقرية من السياح وبتشوف القرية وبتمشى تانى .
واما مسجد القرية التقينا بهانى عبد الغنى وهو فى الاربعينيات من العمر الذى اكد انه شاهد عيان وشارك البعثة قبل 30عاما فى التنقيب عن الاثار باحدى مناطق القرية وقال اشتغلت معاهم سنة فى الحفر والتنقيب وكنا بنحفر على عمق متر ونص ومترين وكنا بنلقى حجارة فرعونية كتير وعواميد ولوحات مرسوم عليها كتير لكن مكانش فى حاجات لها قيمة .
وتابع فى احدى المناطق اللى كنا بنقب فيها وجدنا اسطبل ملكى والبعثة قالت انه اسطبل فرعون وكان فيه دواوين وحاجات غريبة وحمام متوصل بالبحر القديم اللى بيقولوا انه هو نفسه البحر اللى القى فيه سيدنا موسى عليه السلام وكان البروفيسورات بينقبوا باستخدام الgbs .
واستكمل حديثه لأنباء المصرية اسم القرية بتاعتنا قنتير يعنى حسب لغات اجنبية مدينة الارواح وفى اعتقاد يهودى ان القرية دى ملكهم وفى يوم من الايام هيرجعولها وانا سافرت المانيا منذ سنوات وكانت هناك قنوات المانية وخاصة قناة zdf بتتكلم عن القرية وعملت فيلم قصير عنها مما يدل على ان القرية لها اهمية بالغة بالنسبة ليهم وتابع اليهود يعتقدون ان القرية كانت العاصمة الصيفية للفراعنة فى مصر القديمة وده فى الاسرة ال16 و17 فالقرية مليئة بالاختام الفرعونية والمصبات والتماثيل وحاجات على شكل الجعران والاهالى دايما بيلاقوها لما بيحفروا او يشتغلوا فى الارض وكنا بنبيع الجعران ده ب 100 جنيه وفى منه الوان احمر واسود .
انتقلنا بعد ذلك الى بيت ادجار بوش رئيس البعثة الالمانية فى بداية القرية اما الكوبرى الثانى لها والذى يطلق عليه البيت الابيض لانه مطلى بالكامل باللون الابيض ولكنه كان مغلقا بسبب عدم وجود الخواجه الذى ياتى الى قنتير باستمرار ويمكث بها 3 اشهر سنويا منذ عام 1979 اى بعد معاهدة السلام بين مصر واسرائيل مباشرة وهو مغطى تقريبا بالاشجار العالية ولا يبدو من معالمه اى شئ تقريبا وشكله غريب بعض الشئ عن بقية منازل القرية ولفت انتباهنا وجود عدد كبير من الاحجار والاوانى الفخارية الموجودة فى حديقة المنزل كما شاهدناها من بين فتحات بوابته الكبيرة مع وجود قطع من الاحجار الاثرية القديمة متناثرة حول بوابة البيت قيل انها فى طريقها للترميم او انها بلا قيمة اصلا.
واستكمل بوش استأجر من احد اهالى القرية البيت الذى تقيم به البعثة لمواصلة عمليات التنقيب خاصة امام بركة الديوان وهى ترعة صغيرة يقال انها اليم الذى القى فيه التابوت الذى حمل سيدنا موسى عليه السلام وهو رضيع ويوجد بهذا البيت مخازن للاثار وفى تل الضبعة ايضا توجد مخازن للاثار وفى اثناء الثورة هجم على المخازن بلطجية وسرقوا السلاح ولكن معظم القطع الاثرية هناك كبيرة وبالتالى يستحيل نقلها بسهولة وحسب كلام اهالى القرية فان الخواجه بوش يتعايش معهم كانه واحد منهم ويتضامن معهم فى كل شئ .
وفى لقاء طويل مع اكبر شيوخ القرية واحد علماء الازهر المعروفين رزق العرباوى قال فوجئنا بالصحف تكتب بان البعثة الالمانية اكتشفت قصر رمسيس الثانى تحت مبانى القرية وتعجبت لان الذى اكتشف قصر فرعون كان الدكتور سليم حسن فى كتابه مصر القديمة وذكر ان علماء الاثار المصريين اكتشفوا قصر فرعون اسفل الجبانة الحديثة بالقرية وليست البعثة الالمانية وللاسف الشديد هم تحولوا من منقبين عن الاثار الى تجار للاثار.
ولفت الى هناك فتاة من القرية تعمل لدى البعثة طلبوا منها ان تجمع القطع الاثرية الصغيرة التى تسمى جعارين وتسلمها للبعثة وتقوم هذه البعثة بتهريبها للخارج وهذا البعثات تقوم بمهام جاسوسية اكثر منها علمية لانها تعمل لجمع المعلومات وسرقة الحضارات القديمة.
واكد ان البعثة تقيم حفلا سنويا تدعو له السفارات الاجنبية واعيان المنطقة وعندما استفحل الامر قدم الاهالى شكوى للسئولين قبل الثورة فقالوا لى انهم تحت المراقبة لكنهم لم يفعلوا شيئا والبعثة تقوم باستئجار الارض للتنقيب فيها لمدة معينة وتعويض صاحبها ويكون ذلك تحت اشراف من مفتشى الاثار المصريين .
وعند البحث على الانترنت عن قنتير او عن اى معلومات عن الاثرى ادجار بوش هذا وجدنا عشرات الصفحات الانجليزية تتحدث عن قرية قنتير او Qantir باعتبارها القرية التى خرج منها سيدنا موسى اما ادجار بوش او Edgar Pusch فهو اثرى متخصص فى المصريات وتابع لمعهد هيلدز هايم او Hildesheim فى المانيا وعلى موقع www.bibleorigins.net وجدنا خريطة توضح شكل المدينة قديما ولكن الخطير فعلا كان على موقع يهودى اسمه greatcommission.com فهناك وجدنا صورا لكل مكان فى قرية قنتير وعليها تعليق هنا عاش الهكسوس واليهود والفراعنة فى ارض الاباء الاوائل .
من جانبه قال هشام عبد المؤمن مدير وزارة الاثار بمحافظة الشرقية ان هناك عالما سريا تحت بعض قرى محافظة الشرقية خاصة قنتير وتل الضبعة وان هناك فريقا من هيئة الاثار يتابع البعثة فى كل تحركاتها وعملها التنقيبى بالقرية .
ونوه فى تصريحات للانباء المصرية الى ان مخازن قنتير وتل الضبعة تعرضت لحادث سرقة ونهب بعد استغلال اللصوص الاحداث التى مرت بها البلاد فسطو على مخازن الاثار بالمنطقة مشيرا الى ان هناك وفودا من السياح اليهود يقومون بزيارة القرية بصفة مستمرة باعتبارها مكانا اثريا .
ولفت الى ان هناك اثرا فى قنتير يسمى ابو شافع وهذا الاثر عبارة عن يد ورجل من ايام الفراعنة ويقع هذا الاثر ابو شافع بجوار مسجد التوحيد بالقرية والمعروف بمسجد الاخوان المسلمين واهالى القرية لا يرغبون فى تكرار هذه الزيارات من قبل اليهود .
وقال عبد المؤمن ان قنتير وتل الضبعة وعزبة حلمى وعزبة رشدى كانوا يمثلون مربعا اثريا قديما على فرع النيل اللوزى لان النيل قديما كانت له 7 فروع عبارة عن اشباه جزر ساحرة يحيط بها النيل من 3 وجهات وعندما غزا الهكسوس مصر اتخذوا هذه المنطقة كعاصمة لهم الى ان جاء احمس وطردهم ودمر المدينة التى كانت تعرف باسم اواريس او حات وعرت وعندما جاء رمسيس الاول عاد للمدينة كمركز لحكمه ولكن ابنه رمسيس الثانى اقام بالفعل عليها كعاصمة لمصر لمدة 67 سنة وبنى فيها رمسيس قصورا ومعابد واسطبلات خيل وحدائق وكانت مساحتها تقترب من 15 كيلو مترا .