كتبت – داليا حسام
وهب الله للجميع فى هذه الدنيا جنة هي “الأم” فهي عمود البيت وسر الحياه فيه، وهى الحنان الذي نلاقيه حين تقسو علينا الدنيا، والحضن الذي يضمنا حين تهلكنا الأيام، هى أول كلمة نطقتها أفواهنا، هي التي تهلك نفسها تعبًا لكي ترانا سعداء، هي التي تجوع لنشبع، هي التي أحيانًا تقسو علينا لنكون أفضل، هي التي أوصى بها الرسول فى حديثه الشريف عندما جاءه رجل وسأله، “يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك” صدق الحبيب المصطفى.
فتكرار كلمة الأم هنا تأكيد على عظمتها ومدى أهميتها،هي كلمة صغيرة لكنها تحتوي على أكبر معاني الحب والتضحية، هي أنهار لا تجف، هي الصدر الحنون الذي تلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك وأتعابك، هي التي لو أهلكتك الدنيا تجد في حضنها الدواء، وفي رفقتها الشفاء والراحة والإطمئنان، هي التي تعطي ولا تنتظرمقابل، ومهما حاولت أن تعمل من أجلها الكثير فلن تستطيع أن ترد جزء من جميلها عليك، هي التي عندما تنحني لتقبل يديها، تسكب الدموع من عينيها وتجد نظرات الرضا فيها.
هي الحب الصادق الذي لا يضعف ولا ينهدم مع الأيام، كما يقول البعض” قلبي على ولدي انفطر، وقلب ولدي علي حجر”.
والتي أوصانا الله بها فى كتابه الكريم،
قال تعالى:” ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه وهنًا على وهن..”.وغيرها من الآيات الجليلة التي تبين عظم حق الأم.
هي التي تستطيع بقلبها أن تشعر بأبنائها مهما كانت المسافات بينها وبينهم، هي النبع الصافي الذي يرتوي منه الجميع، هي التي عندما يتوفاها الله، تنادي الملائكة وتقول ماتت التي كان يكرمك الله من أجلها.
فما أروعها من إنسانه، وما أعظمها من مخلوق.