كتب – إبراهيم سالم
شهدت السيدة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور علي جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، ورئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وعدد من المسئولين بوزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسة مصر الخير، وشركاء النجاح، خلال توقيع بروتوكول التعاون بين وزارة التضامن الاجتماعى ومؤسسة مصر الخير لدعم مدارس التعليم المجتمعي والمنح الدراسية بمبلغ 90 مليون جنيه عرض قصص نجاح لقطاع التعليم المجتمعى بمؤسسة مصر الخير.
فقد تحدت الطالبة فرحة سالم خير كل الظروف والصعوبات وأصرت على التعليم رغم وصولها إلى سن الـ 14 ، فابنة قرية الفارسية بمركز اسنا بالصف الثالث الابتدائى، يعمل والدها صيادًا ودخله غير ثابت حيث انه يكسب رزقه يوماً بيوم.
فرحة لديها 7 اخوات وفكرة التعليم كانت مستحيلة فى ظل هذه الظروف ، ولكن كانت لديها رغبة قوية فى التعليم وأبيها كان يرفض وزادت هذه الرغبة أثناء ذهابها و إيابها من عملها كصيادة سمك و اقرانها الذين يرتادون المدارس فى هذا الوقت كانوا صوب عينيها ، حرمت فرحة من التعليم ولم تلتحق بالدراسة بسبب ظروفها الأسرية وحالتها المادية التي أعاقت أن تتعلم حيث انها تعمل فى صيد السمك مع والدها و ذلك لمواجهة أعباء الحياة التى لا ترحم صغيرا ولا كبيرا .
وأصرت فرحة على التعليم رغم محاولات الإحباط من الظروف المحيطة وأكملت تعليمها بالصف الثالث الابتدائى ، ولكن واجهتها صعوبات حيث إن أباها اشترط عليها الذهاب معه للصيد فجرا قبل المدرسة وبدون اى مصاريف تذكر ، إلا أنها تغلبت عليها والتحقت بمدرسة الفارسية المجتمعية وخاضت امتحانات عدة واجتازتها بنجاح والآن تسعى لتحقيق حلمها الأكبر كمحامية.
أما التلميذة عيدة العاشقة للتعليم، فقد نشأت بقرية صغيرة ، مستوى معيشى منخفض جدا ، عانت عيده كثيرًا للالتحاق بالمدرسة ، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل وذات يوم كان هناك العديد من الأحاديث حول مدرسة سوف تقام بالقرب من منزل عيده المتواضع بقرية حاجر المساوية ، القرية المحرومة من جميع الخدمات التى تساعد على حياة كريمة ،وسارعت عيده إلى الميسرات، وطلبت منهم مقابلة والدها واقناعه بالمدرسة والتحقت عيدة بالمدرسة وهى فى سن السابعة من عمرها ،حيث إن أقرب مدرسة من منزل عيده تتعدى الـ ( 3) كيلو مترات فكانت مدرسة أبو حسن المجتمعية الملجأ الوحيد لها ، إلا أن الظروف الصعبة التى تعانى منها الاسرة جعلت عيده غير منتظمة الحضور فى الصف الاول.
وكانت عيده تصنع حيلًا عديدة لتذهب الى المدرسة فكان والداها يأمرها أن تخرج بالغنم للرعى وهى تحب المدرسة جدًا ،فكانت عيدة تدعى المرض ليتركها والدها بالمنزل ، وبعد ذلك تسارع عيدة الى المدرسة بدون علم والدها وتعود الى البيت قبل عودته.
استمر الوضع فترة طويلة بعدها طلبت عيدة من ميسراتها التحدث مع والدها وإقناعه بأن التعليم أهم من أى شىء وأنها تحب المدرسة كثيرًا.
استجاب الوالد لطلب الميسرات ووافق على إرجاع الغنم إلى أصحابها،وعلى انتظام عيدة بالمدرسة وتكريمًا لها تكفلت مؤسسة مصر الخير بتعليمها حتى المرحلة الجامعية ،وكانت عيدة وهى فى هذا السن تتحمل مسئولية اخواتها الصغار وكانت عيدة تساعد والدتها بعمل جميع الاعمال المنزلية.
عيدة حاليا فى فى الصف الثانى الاعدادى ، وتمكنت من القراءة والكتابة ، واصبحت صاحبة شخصية قوية وجرأة غير معهودة ، عيدة فتاة مبهرة ونموذج مشرف ، تمتلك ذكاء وسرعة بديهة وتلقائية فطرية ، وبعدما كانت مجرد “راعية للاغنام ” استطاعت ان تنتصر على الجهل وكسبت معركة العلم وحاليا متفوقة دراسيا ، وحلمها أن تصبح معلمة ، لكى تعلم كل البنات اللاتى كن مثلها محرومات من التعليم.
أما مسامح جمال عبد العزيز، فهو تلميذ بالصف الثالث الابتدائي من قرية الربيعات مركز ديروط محافظة أسيوط ، فيقول «أنا مسامح ولازم أكون مسامح ومعنديش اختيار تانى.. أنا كنت شايف نفسى بصورة سيئة جداً، وده من نظرة الناس ليا أنا متقزم وأطرافي قصيرة جداً..اعترف أن شكلي غريب عن باقي الأطفال في سنى».
وتابع مسامح قائلًا:« لم اتوقع اني اجد لي مكان داخل مدرسة نظرا لحالتي وكمان لان مفيش في قريتنا مدارس ..في يوم جه والدى بخبر تقديم أسمى للمدرسة كان خبر مفاجئ ..أيوه كان فعلاً مفاجئ لأن ماكنتش متوقع أن فيه مدرسة تقبلني بعدما أتميت 12 سنة، تخيلت نفسى كتير في أوقات استهزاء وسخرية من زملائي علي في المدرسة ، لكن من بداية دخولي المدرسة وجدت معلماتي وزملائي يقبلوني دايماً ويشجعوني وبشارك كل زملائي في كل الأنشطة وليا دور مهم زي كل زملائي.. أنا بقوم بقيادة اليوم ..وقيادة العرض أو قيادة التخطيط وبأشارك في مجموعات العمل في المدرسة وبمارس هوايتي وللعلم هوايتي هيا لعبة كرة القدم».
وواصل مسامح حديثه قائلًا:« انا مسامح بشارك زملائي في الانشطة داخل المدرسة ..
علمتنا مدرستنا مفيش أي اختلاف بين البشر سواء فى الشكل أو اللون أو الطول لكن يوجد احترام وتقدير ومشاعر حب مسئوليات وأدوار وواجبات وحقوق لكل إنسان.. عرفتوا ليه مدرستي جنتي وحياتي.. شكراً معلماتي.. شكراً زملائي .. شكراً مصر الخير لكل ما بتقدميه لقريتنا من خير».