ناديه ديهوم
ولد مرسي جميل عزيز بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، وكان والده تاجراً للفاكهة وكان له الدور الأكبر في نجاح ولده.
أهتم تاجر الفاكهة بحياة ولده العلمية واهتماماته الفنية والثقافية منذ بداية عمره فقد حفظ آيات كثيرة من القرآن الكريم وحفظالمعلقات السبع بأكملها.
قرأ شاعرنا لكثير من الشعراء في بداية عمره وكان يتقدمهم الشاعر بيرم التونسي.
بدء مرسي حياته بشكل طبيعي مثل والده فقد عمل كتاجر فاكهة، حتى أنه تأثر بنداءات الباعة على الفاكهة وبالأغانىالشعبية واستوعبها.
وهو في سن الثانية عشرة توفي احد اساتذته فكتب أول قصيدة شعرية يرثي فيها أستاذه.
حصل على البكالوريا من مدرسة الزقازيق الثانوية عام 1940 والتحق بكلية الحقوق، وهناك أصبح رئيسًا وعضوًا لعدة جماعات أهمها الشعر، والآداب، وفنون التصوير، والموسيقي، والتمثيل، كما انضم لفريق الرحلات، وفيما بعد لم يكتف بموهبته لكتابة الشعر فدرس اللغة العربية والشعر والأدب والتراثين العربي الحديث والقديم، وكذلك الأدب العالمي وأصوله ونظرياته وقواعده النقدية، كما التحق بمعهد السينما، وكان الأول علي دفعته، وحصل على دبلوم في فن كتابة السيناريو عام 1963.
و أذيعت له اول اغنية في الاذاعة عام 1939 بعنوان “الفراشة” والتي لحنها الموسيقار الكبير “رياض السنباطي“، وهو لميتجاوز سن الثامنة عشرة.
وفي نفس العام كتب اغنية أغنية “يامزوق يا ورد في عود” وغناها المطرب عبدالعزيز محمود.
كان لكلمات مرسي جميل عزيز أثر عظيم في نفس كل من يسمعها فقد غنت له “السيدة أم كلثوم” الثلاثية الشهيرة التي لحنّهابليغ حمدي وهي: سيرة الحب، فات المعاد، ألف ليلة وليلة.
وكان النصيب الاكبر من فن شاعرنا من حظ “عبد الحليم حافظ“، بـ35 أغنية، بدايةً بـ“مالك ومالي يا أبو قلب خالي“، بداية بـ“نعم يا حبيبي، بأمر الحب، يا خلي القلب، بتلوموني ليه، في يوم في شهر في سنة“، وغيرها من الأغاني.
تجلى مرسي التعاون مع عبد الوهاب في أغنية “من غير ليه” التي كانت آخر كتابات مرسي جميل عزيز، واستمر العمل فيهالعامين بسبب خلافات بين عبد الوهاب ومرسي على بعض كلمات الأغنية، وكان من المقرر أن يغنيها عبد الحليم لكن توفي قبلذلك وغناها عبد الوهاب في 1989.
وكتب ايضاً لمطربين أخريين من بينهم “فيروز وفايزة أحمد“
ألّف مرسي أغاني لـ25 فيلمًا بداية من اغنية “مبروك عليكي” عام 1949، حتي اغنية “مولد يا دنيا” عام 1976.
ومن اشهر الافلام التي كتب اغنياتها “حكاية حب، أنا وبناتي، المرأة المجهولة، أحبك يا حسن، أدهم الشرقاوي، الشموعالسوداء، ويوم بلا غد“.
تنوعت أغانيه بين التفاؤل واليأس والحب والحزن فقد كتب “ليه تشغل بالك، ضحك ولعب، غريبة منسية، وأعز الناس“، وكانللاغاني الوطنية نصيباً من فنه فقد كتب “بلدي يا بلدي” التي غناها عبدالحليم حافظ، و“بلدي أحببتك يا بلدي” والتي غناهامحمد فوزي.
كتب مرسي الأغنية بألوانها المختلفة العاطفية والوطنية والشعبية والدينية ووصلت لأكثر من ألف أغنية وقصيدة ولذلك لقب بشاعر الألف اغنية، وإلي جانب كتابته للشعر والأغنية كتب الاوبريت الغنائي والقصة القصيرة والسينمائية وسيناريوهات بعض الأفلام وأيضا كانت له المقالات الأدبية في الصحف والمجلات المصرية حتي اعتبره النقاد ظاهرة أدبية وفنية بارزة.
في التاسع من شهر فبراير من عام 1980م توفي “مرسي جميل عزيز” بعد إصابته بمرض خطير سافر بسببه إلى أمريكاللعلاج، وبعد فترة قضاها في المستشفيات الأمريكية عاد ليموت فوق تراب مصر ودفن في مسقط راسه.