كتب – محمد فرحات
في زمن قياسي ضرب كافة التوقعات حول طول أمد أزمة السفينة البنمية، نجحت جهود هيئة قناة السويس بعد 6 أيام فقط في إنقاذ “إيفر جيفن” التي كانت جانحة في مجرى القناة.
وكانت تقديرات شركات عالمية وخبراء دوليين في الملاحة البحرية ترى أن أزمة السفينة البنمية الجانحة بقناة السويس لن تنتهي قبل أسبوعين إلى 3، وتعددت سيناريوهات التعامل مع الأزمة وكان أخطرها تفريغ الحمولة وهو السيناريو ذات الكلفة الأكبر، خصوصا للشركة المالكة للسفينة.
وأعلنت هيئة قناة السويس في بيان لها تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي سدت قناة السويس لقرابة أسبوع يوم الاثنين، وقالت إن حركة الملاحة في الممر المائي تم استئنافها.
ووصف عدد من خبراء النقل البحري، ومسئولون كبار سابقين في هيئة قناة السويس، نجاح عمليات تحريك وتعويم السفينة الجانحة في 6 أيام فقط بأنه إنجاز كبير لهيئة قناة السويس، وأوضحوا أنه بمجرد تعويم السفينة وإمكان تحريكها استأنفت سيرها بسرعة تبلغ 1.5عقدة.
وفى هذا الصدد، أثار الإعلان عن المحاولات المصرية الناجحة في إعادة تحريك السفينة الجانحة “ايفر جيفن” التي علقت في قناة السويس من يوم الثلاثاء الماضي، اهتماما كبيرا في الصحف والمنصات العالمية.
وكانت شركة “إنتش كيب” لخدمات الشحن قد أعلنت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي”تويتر”: أن “سفينة الحاويات العملاقة إيفر جيفن التي علقت في قناة السويس أعيد تعويمها اليوم الإثنين ويجري تأمينها.
وأظهر موقع تتبع حركة السفن العالمية VesselFinder استجابة السفينة Ever Given الجانحة في قناة السويس لمناورات الشد، ولأول مرة منذ جنوحها الثلاثاء الماضي، أظهر الموقع نجاح مناورات الشد التي شاركت فيها 10 قاطرات، ما أدى إلى استقامة السفينة في المجرى الملاحي.
يأتي هذا فيما أشادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بجهود تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس، حيث قالت الصحيفة: “قد تمت إعادة تعويم السفينة الجانحة جزئيا صباح أمس الإثنين، وأصبحت شبه حرة مما يزيد الآمال باستنئاف المرور قريبا فى قناة السويس والحد من التداعيات الاقتصادية لهذا التعطيل”.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: أن “عملية المد والجزر ساعدت في عملية التعويم، وكان فريق الإنقاذ قد عمل لمدة خمسة أيام وليال متتالية”.
وفي سياق متصل، أشادت وكالة بلومبرج الأمريكية للأنباء، بالجهود المصرية والدولية لإعادة تعويم السفينة الجانحة، مؤكدة أن هذه المجهودات تكللت بالنجاح وستتواصل في الساعات القليلة المقبلة، فى خطوة هامة نحو عودة الحركة لأحد أكثر ممرات التجارة أهمية في العالم.
كما سلط موقع “ميدل إيست” البريطاني الضوء على الجهود المصرية والدولية لتعويم السفينة، حيث قال الموقع البريطاني إن تعويم السفينة سيعزز آمال إعادة فتح الممر المائي الذي بات مزدحما للغاية بسبب تراكم ضخم للسفن.
وتابع الموقع: بعد مزيد من أعمال الجرف والتنقيب خلال عطلة نهاية الأسبوع، عمل عمال الإنقاذ من هيئة قناة السويس وفريق من شركة “سميت سالفج” الهولندية على تحرير السفينة باستخدام قوارب السحب في الساعات الأولى من يوم الإثنين.
وقال بيتر بيردوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة “بوسكاليس”، الشركة الأم لشركة “سميت سالفدج” التي تساعد في جهود تحريك السفينة الجانحة للإذاعة الهولندية العامة: “لدينا حركة، وهذه أخبار جيدة”، وقال مصدر مشارك في عملية الإنقاذ لرويترز أمس الاثنين إنهم يعيدون تثبيت السفينة ويتوقعون أنه مع المد المواتي، لن تكون هناك حاجة لنقل البضائع.
فيما أشادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية بجهود محاولة تعويم السفينة، حيث قالت الصحيفة الأمريكية لقد حرر المهندسون جزئيًا السفينة الجانحة التي كانت تسد قناة السويس، وتعمل زوارق القطر الآن على تقويم مسارها، ما قد يعيد قريبًا فتح طريق التجارة الحيوي وينتهي أيام اضطراب الإمدادات العالمية.
أكما شادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بالجهود المصرية حيث قالت: لقد تم إعادة تعويم سفينة الحاويات “إيفر جيفن” بنجاح في أعقاب جهود دولية على مدار الساعة لإزاحة السفينة الضخمة وإعادة فتح ممر الشحن العالمي.
وفي سياق متصل، اعتبرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا، قناة السويس أهم شريان حياة رئيسي للتجارة البحرية العالمية لأنها تسمح للسفن بالسفر بين أوروبا وجنوب آسيا دون الإبحار حول إفريقيا، وبالتالي تقلل مسافة الرحلة البحرية بين أوروبا والهند بحوالي 7000 كيلومتر، كما يمر حوالي 12% من حجم التجارة العالمية عبر قناة السويس”.
فيما قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن عملية تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس إنجاز كبير، متابعة أن تعويم السفينة يعزز الآمال بعودة حركة الشحن في هذه القناة العالمية قريبا.
وأظهرت مقاطع فيديو مؤخرة السفينة إيفر جيفن وهي تتأرجح إلى منتصف الممر المائي “قناة السويس” في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين، وأظهرت الصور بعد ذلك السفينة وهي تبدو مستقيمة في القناة، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر ملاحية محلية قولها إنها الآن في “مسارها الطبيعي”.
وتابعت الاندبندنت: أن إعادة تعويم السفينة يعطي احتمالية بأن تعود الحياة لطبيعتها في ذلك الممر المائي، ما يؤدي إلى تحرير حركة الشحن المحظورة التي تقدر قيمتها بحوالي 9.6 مليار دولار في اليوم الواحد.
وفي سياق ذي صلة، قال موقع «فويس أوف أمريكا»: لقد كانت مصر حريصة على استئناف حركة المرور على طول قناة السويس، والتي تحقق عائدات تتراوح بين 5 مليارات دولار و6 مليارات دولار كل عام، ووفقًا لدراسة أجرتها شركة التأمين الألمانية أليانز، فإن كل يوم من سد القناة يمكن أن يكلف التجارة العالمية ما بين 6 مليارات دولار و10 مليارات دولار.
ووفقا للموقع الأمريكي، فقد تضمنت جهود الإنقاذ الكثير من أعمال الحفر لإزالة جزء من ضفة القناة ومجموعة من القاطرات القوية التي تسحب السفينة، وكانت أكثر من 360 سفينة تنتظر دخول القناة حتى وقت متأخر من يوم الأحد.
فيما وصف موقع tribtown قناة السويس بأنها أهم ممر للتجارة بين أوروبا وآسيا، كما أن حوالي 12% من التجارة العالمية من حيث الحجم تمر عبر قناة السويس، ولكنها تمثل 30% من شحن حاويات الشحن اليومية في العالم، وبحسب الأرقام الرسمية، مرت حوالي 19 ألف سفينة عبر القناة العام الماضي.
وبسبب السفينة العالقة تعين على السفن بالفعل الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا لتجنب القناة، ما يؤدي إلى إبطاء وصول الحاويات إلى وجهاتها كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع التكاليف وزيادة الأسعار التي تصل في النهاية إلى المستهلكين.
قال جاري هوفباور، زميل أول غير مقيم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي: “أسعار الشحن سترتفع” وهذا يعني نقصًا على مستوى المستهلك، وسيعني أيضًا ارتفاعًا إلى حد ما في أسعار النفط”.
وأشارت فيونا بوال، الرئيس العالمي للسلع في مؤشرات داو جونز ستاندرد آند بورز، إلى أن الاضطراب الناجم عن انسداد القناة يأتي في وقت صعب للتجارة الدولية والشحن.
وقالت: “بلغت تكلفة شحن البضائع من آسيا إلى أوروبا مستوى قياسيًا مرتفعًا في الأشهر الأخيرة، كما أن أسعار الشحن العالمية تقترب بالفعل من ثلاثة أضعاف مستوى العام الماضي”.
يأتي هذا فيما أعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، صباح أمس الإثنين، أن حالة سفينة الحاويات البنمية الجانحة سالمة وسيتم قطرها للبحيرات.
وأكد:أنه تم تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة 80%، وأن العمل مستمر على مدار الساعة حتى يتم تعويم السفينة بالكامل.
وأضاف: “بدأنا تعويم السفينة بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر؛ حيث ابتعدت مؤخرة السفينة عن الشط بمسافة 102 متر بدلا من 4 أمتار”.
وأوضح أن مناورات الشد لتعويم السفينة تتم بواسطة 10 قاطرات، مشيرا إلى وصول سفينة إيطالية صباح اليوم للمساعدة.
وتابع: “حركة الملاحة ستستأنف مرة أخرى في القناة والعمل سيستمر بمجرد الانتهاء من تعويم السفينة بشكل كامل لحل أزمة السفن العالقة”.