كتبت – جهاد عامر
ظهرت مؤخراً في الأسواق عبوات اللبان المصنوعة على شكل علبة سجائر، و وجدت سبيلها للإنتشار فى عدد من المحافظات والمناطق الشعبية التى لا تحظى بالتفتيش والرقابة الكافية على محالها التجارية.
و هي عبارة عن “لبان” للأطفال على شكل سيجارة داخل علبة سجائر كرتون تصميمها والعلامة التجارية المطبوعة عليها، يطابق تماماً واحدة من أشهر الماركات العالمية للسجائر التى تباع فى الأسواق للكبار وبداخلها اللبان الملفوف على شكل سيجارة.
و يذكر أن العلبة تباع بواحد جنيه فقط، وتلقى إقبالاً كبيرًا من الأطفال بداية من 5 سنوات، و يتهافتون لشرائها بل ويتباهون بإظهارها على اعتبار أنها علبة السجائر الخاصة بهم.
و على نفس السياق، كانت قد صرحت د.صفاء عراقي “إستشاري الطب النفسي”، أن هناك نظرية فى علم النفس تعرف بإسم الإرتباط الشرطي الكلاسيكي، وهى تعني أنه فى حالة دمج شيئين معاً حتى لو كانا فى الأساس متضاربين يحدث ذلك نوعاً من الإرتباك الفكري، بمعنى أن ربط علبة السجائر التى تعتبر شيئاً مضر جداً بالحلوى ذات المذاق المحبب لدينا جميعاً، ولدى الأطفال بشكل خاص، يحدث حالة من الإرتباط فى أذهانهم، بأن علبة السجائر شىء محبب وبالتالي سيتم ترسيخ هذه الفكرة لديهم، وهذا الأمر يشكل خطورة حقيقية ستؤثر على الأطفال فى المستقبل لأن المفاهيم الراسخة التي يصعب تغييرها لدى أي شخص يتم تكوينها فى الصغر وتحديداً في سنوات العمر المبكرة مما يعني أن فكرة تدخين السجائر ستكون فكرة راسخة كشىء محبب لديهم وصعب جدا تغييرها.
وتابعت “عراقى” أن هناك أمراً آخر أكثر خطورة، وهو الإنتقال إلى المرحلة التي تلي مرحلة الطفولة المبكرة، وهي السن من10 إلى 12 سنة، وبداية مرحلة المراهقة ومن الممكن أن يتحول الأمر لخطر أكبر نتيجة رغبة الأطفال فى هذا السن فى التشبه بالكبار مما يجعلهم قد يلجأون لإستخدام هذه العلبة، التى من المفترض أنها علبة حلوى ويتم إخفاء سجائر حقيقية داخلها حتى لا يعلم الأب والأم ذلك والتعرض للتعنيف من قبلهما، فيكتسب الطفل صفة أخرى سيئة نتيجة المفاهيم الخاطئة التى ترسخت داخله.