كتبت تحية محمد
نساء خالدات هم آسيا بنت مزاحم ،ومريم بنت عمران ،وخديجة بنت خويلد ،وفاطمة بنت محمد.
سوف نتحدث عن سيدة من أعظم السيدات على مر التاريخ , ولكن هذه المرة زوجها ليس من الأنبياء او الصالحين , وانما من أشد الناس كفرا وعداوة لله عز وجل أنها أسيا زوجة فرعون .
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
حياة السيدة آسيا :
كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد حياتها مرفهة . متنعمة . زوجها طغى وتجبر ، وأراد أن يقدسه الناس. فنصب نفسه إلها عليهم.
وأصدر قرار الألوهية من قصره فقال أنا ربكم الأعلى إنه فرعون الذي نسي أنه كان نطفة مذرة ، هذا المتكبر بكل ما يملكه من مال وجنود وعبيد.
تحداه أقرب الناس إليه ، تحدته زوجته آسيا بنت مزاحم وهي إحدى أربع نساء هن سيدات نساء العالمين آسية التي آمنت برب العالمين.
جاءت إلى زوجها المتكبر عندما قتل الماشطة التي كانت تمشط ابنتها، الماشطة التي قالت له متحدية : ربي وربك الله ، نتيجة لذلك التحدي قذفها في النار هي وأولادها.
فلم ترض زوجته آسيا ، لأنها أختها في الله والأخوة في الله تنعدم فيها الطبقية بين الحرة والعبدة وبين الرئيس والمرؤوس.
فأرادت أن تنتصر لأختها في الله فقالت لزوجها فرعون عندما أخبرها عن أمر الماشطة.
قالت له الويل لك ما أجرأك على الله ،
فقال لها لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة؟
فقالت ما بي من جنون ولكني آمنت بالله تعالى ورب العالمين.
وبعد ذلك دعا فرعون أمها قال لها إن ابنتك قد أصابها ما أصاب الماشطة .
فأقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى ، فخلت بها أمها وأرادتها أن توافق فرعون .
ولكنها أبت وقالت أما أن أكفر بالله فلا والله.
وهذا هو التحدي. تحدي الواقع بكل ما يملك من قوة وجبروت وعندما رأى فرعون تمسكها بدينها وإيمانها خرج على الملأ من قومه
فقال لهم : ما تعلمون من آسية بنت مزاحم ؟
فأثنى عليها القوم.
فقال إنها تعبد رباً غيري .
فقالوا أقتلها .
ومن ثم نادى فرعون زبانيته ، وأوتدوا لها أوتاداً وشدوا يديها ورجليها ووضعوها في الحر اللاهب ، تحت أشعة الشمس المحرقة ووضعوا على ظهرها صخرة كبيرة لقد كانت متنعمة بالفرش الوثير، وشتى أنواع الطعام ،والمقام الكريم.
وليت فرعون وقف عند ذلك ، إنما قال لزبانيته انظروا أعظم صخرة فألقوها ، فإن رجعت عن قولها فهي امرأتي، وأخذ يتلذذ بتعذيبها ، وهذا شأن الطغاة في كل زمان .
وفي أثناء ذلك نظرت إلى ما عند الله فقالت: { رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
وكشف الله عن بصيرتها فأطلعها على مكانها في الجنة ففرحت وضحكت وكان فرعون حاضراًً هذا المشهد.
فقال ألا تعجبون من جنونها؟ إنا نعذبها وهي تضحك.
فقبض الله روحها إلى الجنة رضي الله عنها . وألقيت الصخرة عليها ، فلم تجد ألماً لأنها ألقيت على جسد لا روح فيه.