كتبت – هيام علي
نساء عظماء ذات بصمة في تاريخ مصر والمصريين ولكننا هنا نتذكر منهن من ساعدن فى صناعة تاريخ مصر وحاضرها املاً ان يظل كفاحهن نبراساً يضىء الطريق امامنا اليوم ونحن نصنع مستقبل البلاد.
منذ ما يقرب من 4500 عام فى مصر القديمة مارست “بسشت” الطب لتصبح اول طبيبة يذكرها التاريخ بل وربما اول عالمة ايضاً وقد استغرق الأمر عدة الاف من السنين حتى تقتحم المرأة المصرية مجال الطب مرة اخرى عندما اصبحت” هيلانه سيداروس” اول مصرية تمارس الطب فى ثلاثينيات القرن العشرين. كان للمرأه المصريه على مر التاريخ الإنسانى نجاحات كثيره خاصة فى تلك العصور التى شهدت فيها مسيرة تحرير المرأة تقدماً وصعوداً.
واليوم تمر مصر بمرحلة انتقالية يعاد فيها ترتيب البيت من الداخل وتقييم الكثير من الأمور ونحن هنا نتذكر ونذكر بأكثر النساء تأثيراً فى تاريخ مصر، نساء شاركن فى صناعة ذلك التاريخ وتستحق كل منهن ان نتذكرها فى سياق المرحلة التى تمر بها مصر الآن.
سهير القلماوى استاذة جامعية وصحفيه
وجود فتاة واحدة بين 14 رجلاً يدرسون فى كلية الآداب فى جامعة فؤاد الأول فى عام 1929 كان
امراً غريباً، ولكن سهير لم تهتم لنظرات الاستغراب وتفوقت على جميع زملائها فى كل سنوات الدراسة لتصبح من آوائل المصريات الاتى تخرجن من الجامعة وحصلن على درجة الماجستير وكانت هى أول من حصلت منهن على الدكتوراه التى كان موضوع البحث فيها عن رواية الف ليلة وليلة، ذلك الكتاب الذى واجه هجوماً ضاريا بعد ذلك بعقود بدعوة انه مناف للأخلاق.
وفى عام 1956 اصبحت سهير القلماوى استاذاً للأدب العربى المعاصر ثم رئيسة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب فى الجامعة العريقة ولمدة تسع سنوات.
ولدت سهير القلماوى فى طنطا ودرست فى المدرسة الأمريكية للبنات هناك، ثم اقدمت على تسجيل اسمها للدراسة بجامعة فؤاد الأول مع بعض الفتيات الأخريات فى سابقة كانت الأولى من نوعها.
اعجب عميد كلية الآداب آنذاك الدكتور طه حسين بحماسها وشجعها وساعدها ان تكتب فى مجلة الجامعة المصرية وما لبثت ان أصبحت محررة بها لتبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة فى عالم الكتابة والصحافة.
شاركت فى تأسيس معرض الكتاب فقد أرادت أن تكون أعمال الأدب العالمى متاحة أمام جميع المصريين، وشجعت علي أقامة عديد من المكتبات والمشروعات التى عنيت بترجمة كلاسيكيات الأدب العالمى وتوفيرها فى طبعة شعبية لتصبح فى متناول الجميع، وكانت هى ايضاً من قدمت الأدب المصرى المعاصر كفرع من فروع الدراسة بكلية الآداب التى سيطر عليها ولايزال الأدب العربى الكلاسيكى.