تحقيق – إيمان أشرف
تداول رواد التواصل الاجتماعي تفشي فيروس بين بعض التلاميذ في إحدى المدارس، بعد ظهور أعراض مرضية مشابهة، تتمثل في حبوب باليدين، والفم، والرجل، الأمر الذي أثار مخاوف من احتمالية وجود عدوى معدية بين الطلاب.
التعريف الطبي لمرض «HFMD»
يعد مرض اليد والقدم والفم «HFMD»، هو مرض فيروسي غير خطير، ولكنه شديد العدوى، حيث ينتشر بسرعة في المدارس والحضانات، وشائع عند الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
برغم من ذلك، يمكن أن يؤثر المرض على الأطفال الأكبر سنًا والبالغين أيضًا، وبرغم من ذلك يعاني معظم المصابين به من أعراض خفيفة لمدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام.
كما يعتبر “HFMD” مرض فيروسي وليس بكتيريًا، ويسببه عادة فيروسات معوية مختلفة مثل فيروسات “كوكساكي”، وهو عدوى خفيفة ومُعدية تصيب بشكل أساسي الأطفال الصغار، ويتميز بتقرحات في الفم وطفح جلدي على اليدين والقدمين.
ينتشر الفيروس في المدارس والحضانات، وذلك لأن يسهل انتقال العدوى بين الأطفال؛ لضعف نظام المناعة لدى الأطفال مقارنة بالبالغين، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
طبيب الأطفال يوضح الفرق بين مرض «HFMD» وفيرس «كوكساكي»
أوضح الدكتور “سامح النادي أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة”، أن المرض «الفم واليد والقدم» المعروف بـ «HFMD»، سمي بهذا الاسم لأن أعراضه تظهر على هيئه بثور، أو حبوب، تنتشر في الفم، وراحة اليد، والقدم، وقد تنتشر في مكان الحفاضة، وهذا شائع جدً،ا ولكن لا تظهر في البطن أو الظهر.

الدكتور “سامح النادي أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة”
قال الدكتور “سامح النادي” إن الفيروس المسبب للمرض، هو فيروس «الهيربس» وهذا غير شائع، بينما الأكثر شيوعًا هو فيروس «كوكساكي»، وهو فيروس من النوع «RNA virus»، وهو يشبه في تركيبه فيروس الكبدي «A».
إنذار مبكر لحماية طفلك.. سامح النادي يكشف الأعراض الدالة على مرض «HFMD»
أكد الدكتور “سامح النادي” أن ينتشر المرض بين الأطفال في عمر مبكر جدًا، وحتي عمر 10 سنوات، وقد يأتي بعد ذلك في حالات نقص المناعة عند الأطفال، وينتقل الأكثر من الأطفال إلى الأطفال عن طريق التلامس أو اللعاب، أما من الكبار إلى الأطفال عن طريق التقبيل للطفل عن طريق الفم.
عن طريق ذلك، أشار الدكتور “سامح” أنه قد يكون الشخص البالغ حامل للفيروس أو مصاب به، ولا تظهر عليه أي أعراض بسبب قوة مناعته، ومقاومته للفيروس، وعند تقبيل الطفل ينقل العدوى للطفل الذي يظهر عليه الأعراض، وتظهر الأعراض خلال من 3 إلى 5 أيام من العدوى.
نوه على أن يشخص المرض بظهور بثور، وتقرحات في المناطق الشائعة، والفم، والشفاه، واليد، والقدم، وتضخم في الغدد الليمفاوية، وخمول في الطفل، ومنع الأكل والشرب، بسبب صعوبة البلع، ووجود حمى خفيفه لا تعدى 38 يوم.
أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة يوضح مدى خطورة مرض «HFMD»
صرح طبيب الأطفال “سامح النادي” عن مدى خطورة المرض، حيث قال إنه فيروس ضعيف، ويزول من تلقاء نفسه، حيث أنه من نوعيه الفيروسات «RNA»، فإنه لا يستجيب لمضادان الفيروسات التقليدية، المتاحة في الصيدليات، فلا يوجد داعي لإعطائها.
أشار “سامح” أن الطبيب يعالج الأعراض الظاهرة مثل السخونية، ويستطيع أن يتناول المصاب دواء «باراسيتامول»، بينما يمنع من أخذ «الأسبرين» نهائيًا، ويعالج الحبوب في الفم ببخاخ مطهر للفم، وقد يلجأ إلى أدوية لرفع المناعة مثل «اللاكتوفرين».
كشف الدكتور “سامح النادي” أن الأطفال حديثي الولادة قد ينتقل الفيروس إليهم، خاصة إذا كان الفيرس «انتيرو فيروس»، وينتقل للإصابة المخ، والأغشية المخية، ويصاب الطفل بالتهاب سحائي، والتهاب المخ.
علاوة على ذلك ظهور مضاعفاتها خطيرة مثل شلل للطفل، أو تؤدي إلى الوفاة، وقد يحدث مضاعفات غير الفيروس كـ عدوة بكتيريا ثانوية، وتعرف بارتفاع درجة الحرارة، وفي هذا يلجأ الطبيب إلى المضاد الحيوي، بعد عمل تحليل صورة دم، وإثبات العدوى البكتيريا.
طبيب الأطفال يوجه رسالة لأهل الطفل المصاب لحماية باقي أشقائه من انتقال العدوى
أفاد الدكتور”سامح النادي” أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، بأن طرق الوقاية تتمثل في عزل الطفل المصاب لمدة 5 أيام، مشددًا على النظافة الشخصية للطفل، عن طريق غسل اليدين، واستخدام أدواته الخاصة، والعلاج فور ظهور الأعراض.
ناشد طبيب الأطفال الأهل، بعدم تقبيل الطفل، والحفاظ على مناعته، وتناول التطعيمات، وعدم استخدام المضادات الحيوية في غير مكانها، إلا باستشارة الطبيب، وذلك لمدى خطورتها في تلك الأحيان.
يشدد المختصون في طب الأطفال على أن مرض «HFMD» ليس من الأمراض المستجدة، وغالبًا ما يتسم بمسار سريري محدود يزول تلقائيًا، خلال فترة زمنية قصيرة، إلا أن خطورته تكمن في سرعة انتقاله بين الأطفال، ومن خلال ذلك يجب الالتزام بالإجراءات الوقائية، والمحافظة على النظافة الشخصية، لأنها تمثل الركيزة الأساسية للحد من تفشي العدوى وحماية الصحة العامة، ووجود مجتمع محصن.