تحقيق – آلاء هشام
هل مؤخرًا أصبحت الإنسانية تتدنى يومًا عن يوم، ليستحل شخص بالغ جسد طفل بريئ؟ أم أن هذة الجريمة الوضيعة متواجدة من القدم ولكن بفضل تغيير النظرة للضحية، “النظرة للضحية على أنها ضحية يجب دعمها من كل فرد من المجتمع، وليس عليها لوم أو وصم بأي شكلٍ من الأشكال”، وهى النظرة الصحيحة، هى ما جعلت الضحية تتحدث دون خوف، فأصبحنا اليوم نرى مثل هذة الجريمة كل فترة ليست ببعيدة، عن الجريمة التي قبلها.
آراء المواطنين حول جريمة التحرش بالأطفال
وعند سؤال المواطنين قالت “بسمة البوهي” التحرش بالأطفال يعد أبشع الجرائم التي نواجهها في المجتمع هذه الأيام، لأن هذا التصرف ينتهك براءة الطفل، وينشئ بداخلهم فجوة وخوف من المجتمع، ومن الممكن حدوث صدمة نفسية له ومن المؤكد عدم تخطيها بسهولة، ونتيجة هذا يصبح الطفل مهزوزًا ولا يعطي الأمان لأحد، مما يقلل من ثقته بنفسه.
كما أشارت إلى أنه يجب على الأهل توعية أطفالهم بالحفاظ على أنفسهم وتعليمهم عدم الثقه بالناس بسهوله، وأيضًا يجب ملاحظات رد فعل الطفل والسلوكيات، التي تظهر عليه وإعطاء المساحة والأمان للطفل، للتحدث معهم وعدم خوف الطفل من والدية، حتى يكونوا هم الملجاء الوحيد له ويزرعوا بداخله الشعور بالأمان.
وأضافت “إيمان أشرف” أن هذة أصبحت ظاهرة شديدة الإنتشار، بالرغم من أن هذا ضد الطبيعة، وبرأيها أن المؤسسات سواء دار للأيتام أو المدارس وغيرهم، يجب وجود رقابه عليهم، وعلى الموظفين بهم، وتأتي أهم نقطة هى الرقابة ومتابعة الأهل للأولاد، ليكونوا قادرين على الحفاظ عليهم من جريمة قذرة مثل تلك.
وتقول”إسراء وجدي” أن توعيه الأطفال بخصوصيتهم وأجزاء جسدهم في مرحلة مبكرة، تعتبر الضامن الحقيقي لحمايتهم، وتنصح الآباء بتعليم أطفالهم أن يخبروهم بما يتعرضوا له، وذلك من خلال بناء الثقة بين الآباء وبين أطفالهم وتعزيز شعورهم بالأمان عندما يتحدثون مع الآباء عن مشاكلهم.
وأضافت أن الآباء لا يجب أن تضع إستثناءات في ذهن الأطفال، فيجب تعليم أطفالهم كيفية الخروج من المواقف غير المريحة، وتوعية الطفل بإحترام خصوصيه أجساد الأطفال الآخرين، بل إنها جزء من حمايته هو من التحرش والإعتداء.
العقوبة القانونية للمتحرش بطفل
وفي تصريح صحفي خاص لموقع وجريدة الأنباء المصرية الجديدة، أوضحت المستشارة “شيماء المجيدي”، أن عقوبة التحرش في العموم تكون بالحبس من 6 أشهر إلى سنة وغرامة من 1000، إلى 50 ألفًا.
وأضافت المستشارة أنه في حالة التحرش بطفل فيتم تغليظ الحكم، فيصل إلى 5 سنوات، ومؤبد وذلك بناء على الكشف الطبي، وتزيد الغرامة بشكل كبير أيضًا.
وأكدت “المجيدي” أن أول خطوة من الأهل، يجب أن تكون إبعاد الطفل عن الشخص المعتدي، وإتخاذ اللازم فورًا بالإبلاغ للشرطة.
وأوضحت “المستشارة” أن هناك عدة خطوات لإثبات الواقعة، أول خطوة هى أقوال الطفل، يليها شهادات العينية “شهود العيان” إذا كان هناك أشخاص شاهدوا الواقعة، يمكنهم تقديم شهاداتهم أمام الشرطة أو النيابة.
وذلك بالإضافة إلى “التسجيلات الصوتية أو المرئية، الرسائل الإلكترونية أو النصوص، كاميرات المراقبة، البلاغ الفوري، تقارير الخبراء الفنيين، إفادة الضحية، الإعتراف من المتهم”.
بعض الآثار النفسية التي يعاني منها الطفل إثر جريمة التحرش
عقب جريمة التحرش، يعاني الطفل من آثار نفسية طويلة المدى، وربما تستمر معه لبقية حياته، وتؤثر علية بعمق في مختلف جوانب حياته، وهذه الآثار تختلف من طفل لآخر، وذلك لعدة عوامل منها “طبيعة الحدث، عمر الطفل، وطريقة الدعم عقب الحادث”.
ومن هذه الآثار “الإكتئاب”، كثيرًا من الأطفال قد يظهرون علامات إكتئاب بعد الحادث، مثل الحزن الشديد وفقدان الإهتمام بالأنشطة التي كان يحبها الطفل، والشعور بالعزلة.
بالإضافة إلى “تدني تقدير الذات”، يشعر الطفل بخجل أو بعار، ويعتقد أن الحادث خطؤه هو، وينتج عن هذا تدني تقدير ذاته، وربما يعاني من مشاعر عدم القيمة أو الشعر بعدم إستحقاقه للإحترام أو الحب.
إلى جانب “الإنعزال الإجتماعي”، العديد من الأطفال المتعرضين للتحرش يقوموا بالإنعزال عن المجتمع، وذلك بسبب شعورهم بالخجل والعار، أو خوفهم من الحكم عليهم.
و”الإضطرابات السلوكية”، وهو إظهار الطفل سلوك ليس معتادًا، مثل الإنسحاب الإجتماعي أو العدوانية أو ظهور علامات على الإضطرابات السلوكية، سواء في البيت أو المدرسة، كما يشمل هذا التدني في المستوى الدراسي، أو مشاكل في التركيز.
وأيضًا “الضغط العاطفي”، الطفل المتعرض للتحرش قد يشعر بضغط عاطفي شديد، ويؤثر هذا على قدرته على التحكم في عاطفته، ربما يعبر عن مشاعره بطريقة خاطئه، مثل الإكتئاب المزمن، أو الإنفجارات العاطفية.
و”صعوبة في بناء الثقة في الآخرين”، ربما يجد الطفل المتعرض للحادث صعوبة في بناء علاقات صحية مبنية على الثقة مع الأشخاص الآخرين، إن كان مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو المعلمين، وربما يكون مواقف سلبية ناحية الجنس الآخر، أو الأشخاص في موقع السلطة.
و”القلق”، فالطفل المتعرض للتحرش يمكن أن يشعر بقلق دائم، خاصةً إذا شعر بعدم الأمان أو خوفه من تكرار الحادث، وربما ينتج عنه نوبات هلع أو إضطرابات النوم أو خوف من أماكن أو أشخاص يذكروه بالحادث.
وأيضًا “الذكريات والكوابيس”، يعاني الأطفال من ذكريات تؤلم، على شكل صور أو أفكار تقوم بمطاردتهم بإستمرار، وربما يصاب بعض منهم بكوابيس متكررة، ويؤثر هذا على نومهم ويزيد توترهم.
وفي النهاية جريمة التحرش جريمة بشعة على إثرها يُصاب البالغين بصدمات نفسية، قد تكون طويلة الأمد أو لبقية حياتهم، فما كم الأضرار النفسية إن كانت الضحية طفل.