كتبت – نسمة هاني
خسر عماد حمدي إخوته واحدًا تلو الآخر، فعاش سنواته الأخيرة محاطًا بالمآسي والأحزان، تملك منه اليأس، وتعرض لاكتئاب شديد وأمراض في القلب، حتى وافته المنية، بينما كشفت مذكراته التي دونتها الكاتبة إيريس نظمي، تفاصيل مؤلمة عن حياته العائلية.
وأودع شقيقه التوأم عبد الرحمن في مستشفى للأمراض العقلية، بعد أن سيطر عليه اضطراب نفسي استمر 30 عامًا، هرب خلالها مرتين، وفي كل مرة، كان عماد يسارع بإقناعه بالعودة خوفًا عليه، وأكد أن شقيقه كان يشعر بالسعادة عندما يشاهده على شاشة السينما، رغم ظروفه الصعبة.
وفقد توأمه الأقرب إلى قلبه، فشعر بأن حياته انقلبت رأسًا على عقب بعد رحيله، وصف علاقتهما بأنها استثنائية يفرح لفرحه، ويمرض لمرضه، ويشفى من آلامه حين يراه يتعافى لذا، اعتبر أن اكتئابه بعد وفاة توأمه كان أمرًا طبيعيًا.
وكوّن مناعة ضد الألم بعد هذه الخسارة، فلم تعد الصدمات الأخرى تهزه بنفس القوة، استقبلها بتماسك أكبر، لكن باندهاش أقل، وكأن قلبه قد تعود على الفقد.
وتابع تفاصيل معاناته بذكر شقيقته الصغرى، التي فارقت الحياة في سن صغيرة بسبب اتباعها نظامًا غذائيًا قاسيًا، وأوضح أنها لم تكن بدينة كما كانت تعتقد، لكن هوسها بالنحافة أدى إلى تدهور صحتها ووفاتها.
وشبه فقدان أفراد عائلته بتساقط الأوراق، وقال في مذكراته: “هكذا تساقطت أوراق العائلة، ورقة تلو الأخرى، حتى بتُّ أشعر أنني ورقة ذابلة تنتظر السقوط”.