جهاد عامر
يتزامن اليوم مع ذكرى وفاة الفنانة أمال زايد، حيث رحلت عن عالمنا في 23 سبتمبر عام 1972، عن عمر يناهز الـ 62 عامًا، إثر إصابتها بورم خبيث في الأمعاء.
أمال زايد هي واحدة من أشهر من مثلن دور الأم في السينما في حقبة الستينات، وتنوعت أدوارها بين الكوميديا والتراجيدى، ويبقى شخصية “الست أمينة” هي الأشهر في مشوارها الفني.
بدأت الفنانة أمال زايد مشوارها الفني وهي في الـ 20 من عمرها عام 1939، والتحقت بالفرقة القومية، وكان أجرها 3 جنيهات في الشهر الواحد فقط، وشاركت أثناء دراستها في مسلسل إذاعي بعنوان عيلة مرزوق أفندي، بالتعاون مع شقيقتها جمالات زايد، وظهرت آمال زايد في السينما لأول مرة من خلال فيلمي بائعة التفاح، والدنانير عام 1939 مع أم كلثوم، ثم التحقت بعد ذلك بالفرقة القومية، لبضع سنوات، حيث تعرفت على زوجها عبد الله المنياوي، والتي أنجبت منه ابنتها معالي زايد، وجمالات، ومحمد، وماجدة، ثم توقفت عن العمل الفني لمدة 15 عاماً، وعادت مرة أخرى للسينما عام 1959.
كما شاركت في مجموعة من الأفلام والمسرحيات التي لم ينساها الجمهور، كما عملت بالإذاعة، ومن الأفلام التي شاركت فيها: دنانير، بائعة التفاح، زليخة تحب عاشور، المتهمة، عايدة، طاقية الإخفاء، من أجل حبي، حب في حب، يوم من عمري، بين القصرين، بياعة الجرايد، آخر جنان، قصر الشوق، عفريت مراتي، شيء من العذاب، شيء من الخوف، حياتي، عين الحياة، دعوة للحياة، وكان آخر أعمالها فيلم الحب الذي كان، والذي توفيت قبل عرضه على إحدى الشاشات التليفزيون.
كانت دائمًا ما تُقدم أدوار الأم التي اشتهرت بها، ولم تخلق لنفسها فرصة على أن تقدم أدوار مختلفة، وظلت داخل هذا الصندوق، لكن اختلفت عندما قدمت دور الأم بشكل كوميدي في فيلم عفريت مراتي بطولة النجمين الراحلين شادية، وصلاح ذو الفقار.
اشتهرت بدور الست أمينة في فيلم بين القصرين، ليصبح من أنجح الأعمال التي قدمتها طيلة مشوارها الفني، وتُسجل اسمها ضمن أفضل أدوار الأم، إضافة إلى جملتها يا سي السيد، التي ما زالت عالقة في أذهان الجمهور.
بينما شاركت في بعض أدوار الكوميديا والتراجيدي، فلا يستطيع أحد أن ينسى دورها الكوميدي في فيلم “طاقية الإخفاء”، وفيلم “عفريت مراتى”، أما التراجيدي فقد برعت فيه في العديد من الأفلام.
كما شاركت في مسلسلات، ” العسل المر، ناعسة، الحائرة”، ومن المسرحيات:” بين القصرين، خان الخليلي، طبيخ الملايكة”.
تزوجت الراحلة آمال زايد عام 1943، وبعدها بعامًا واحدًا اعتزلت الفن عام 1944، استمرت لمدة 15 عامًا، لإنجابها ابنتها معالي زايد، وتفرغت لحياتها الأسرية، ودخلت مجال الفن، وأصبحت فنانة مشهورة مثل والدتها.
ومن المفارقات أن شخصية الست أمينة كانت أبعد ما تكون عن شخصية أمال زايد الحقيقية وهو ما كشفته ابنتها جمالات وابنها محمد خلال استضافتهما في إحدى الفضائيات حيث أكدت أن والدتها، كانت شخصية قوية جدًا أمام أبنائها بعكس الفيلم، وعلى الرغم من أنها كانت حنونة، إلا أنها ليست ساذجة بالمرة”.
وأشار ابنها، الدكتور محمد عبد الله، إلى أنها كانت حازمة جدا، ولا تدلل أي منهم، كما أنها هي من تمنت له أن يكون طبيبًا، وهو ما تحقق: “هي اللي خلتني أطلع دكتور، ومفرقتش بيني وبين أخواتي البنات، وأخري في البيت برجع 9 ونص زيهم”.
وعن الأيام الأخيرة في حياة أمال زايد، قالت جيجي زايد، ابنة الفنانة أمال زايد، إن السبب الحقيقي وراء وفاة والدتها، كان إصابتها بورم خبيث في الأمعاء، وتم اكتشاف المرض في أيامها الأخيرة، لذلك لم تتمكن من العلاج.
وأضافت جيجي زايد، خلال تصريحات تليفزيونية، أن فيلم “خان الخليلي” من أحب الأعمال للفنانة الراحلة أمال زايد، حيث إنها قدمت العمل أيضًا كمسرحية، موضحة أن والدتها كانت حزينة للغاية على وفاة شقيقتها “ماجدة”، لدرجة أنها في أيامها الأخيرة أخبرتهم: “أنا رايحة لماجدة علشان لوحدها”.