كتبت – آلاء هشام
أقامت الأكاديمية المصرية للفنون بروما برئاسة الدكتورة رانيا يحيى، ندوة ثقافية تاريخية مميزة، بعنوان “العلاقات بين المصريين القدماء والإتروسكان”، بحضور نخبه من الباحثين والمهتمين بالتاريخ والآثار من الجانبين، المصري والإيطالي، وذلك في إطار مبادرة” “الثمانية أسابيع للحضارة المصرية القديمة”، التي أطلقتها الأكاديمية، وبمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير.
وقامت الدكتورة سيمونا كاروزي، عالمة الآثار بوزارة الثقافة الإيطالية والمتخصصة في دراسات الحضارات القديمة، بتقديم الندوة، حيث استعرضت مجموعة من الاكتشافات الأثرية الحديثة، في مقابر إتروريا التيررينية، الواقعة في إقليم لاتسيو، على الساحل الغربي لإيطاليا.
كما أشارت الدكتورة سيمونا كاروزي إلى أن إتروريا التيررينية كانت في العصور القديمة مركزًا حضاريًا مزدهرًا للإتروسكان، وهم الشعب الذي سبق نشوء الحضارة الرومانية وأسهم في تشكيل ملامحها الأولى.
وأوضحت “كاروزي” إلى أن اللقى الأثرية والزخارف والرموز الجنائزية المكتشفة في تلك المقابر، تُظهر بوضوح تأثيرات فنية ومعتقدات ذات طابع مصري، ما يعكس عمق التبادل الثقافي والتجاري بين ضفّتي البحر الأبيض المتوسط، منذ الألفية الأولى قبل الميلاد.
كما أكدت عالمة الآثار بوزارة الثقافة الإيطالية، على أهمية إجراء المقارنات الأثرية بين القطع المصرية والإتروسكانية، لفهم أعمق لآليات التواصل بين الشرق والغرب في العصور القديمة، موضحة أن البحر المتوسط لم يكن يومًا حاجزًا بين الشعوب، بل جسرًا للحوار والتفاعل الحضاري.
وقدمت الدكتورة سيمونا كاروزي شكرها للأكاديمية على استضافتها الكريمة، مشيدةً بدور الأكاديمية في دعم الحوار الثقافي والعلمي بين البلدين، وكرمت الدكتورة رانيا يحيى، رئيسة الأكاديمية، ممثلة وزارة الثقافة الإيطالية ومنحتها شهادة تقدير، تقديرًا لمشاركتها العلمية الثرية وإسهامها في توثيق الصلات الحضارية، بين مصر وإيطاليا.
وتأتي تلك الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات العلمية والثقافية التي تنظمها الأكاديمية المصرية للفنون بروما، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية إيطالية، بهدف إبراز عراقة الحضارة المصرية القديمة ودورها المحوري في إثراء الفكر الإنساني والحضارة العالمية.






