تقرير – سوزان الجمال
يعتبر الكثيرون أن التأخر المستمر عن المواعيد، يشير إلى عدم النضج أو حتى يشكل مشكلة خطيرة، حيث قد يؤدي التأخير المزمن إلى عواقب وخيمة، ومع ذلك وفقًا لتقرير منشور على موقع “Your Tango”، تشير دراسة حديثة إلى أن التأخر في العمل قد يكون في الواقع سمة إيجابية.
أجرى علماء من جامعة هارفارد بحثًا، وأظهروا أن الأشخاص الذين يعانون من قلة الالتزام بالمواعيد يشعرون بتوتر أقل، ويعمل هؤلاء الأشخاص بطريقة أكثر هدوءًا وتماسكًا من الأشخاص الذين يلتزمون بالوقت بدقة وفي النهاية، يؤدي الشعور بالسلام الداخلي والهدوء إلى زيادة متوسط العمر المتوقع.
وذكر الباحثون في جامعة هارفارد، أن “النظرة المتفائلة في وقت مبكر من الحياة يمكن أن تتنبأ بصحة أفضل ومعدل وفاة أقل، خلال فترات المتابعة التي تتراوح بين 15 و40 عامًا”، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الهادئين “حتى إذا كانوا متأخرين بشكل مزمن”، يظهرون علامات أقل للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
ويشير الباحثون إلى أن “التفاؤل يحمي القلب والدورة الدموية”، ولا يمكن للأشخاص الذين لا يتحملون الفكرة المتعلقة بالوصول متأخرًا، أن يستطيعوا فهم كيف يظل الآخرون هادئين في حين يسارعون، وعادةً ما يكونون فخورين بالالتزام بالمواعيد، ويزدهرون عندما يشعرون بالاستعداد والتنظيم الجيد، ومع ذلك فإن الفوضى تجعلهم يشعرون بالذعر، والتأخير يجعل دمهم يغلي.
ووفقًا لصحيفة “Wall Street Journal”، فإن الأشخاص الذين يعانون من التأخر المزمن يفتقرون إلى القدرة على التخطيط الدقيق لوقتهم، ويعاني نحو 40% من الأشخاص في الواقع من هذه السمة، كما أن العديد من الأشخاص يتأخرون لأنهم يحاولون القيام بمهام متعددة إلى حد أنهم لا يستطيعون إدارة وقتهم بشكل كامل، وهذا يؤثر على قدرتهم على التعامل بدقة ويشتت انتباههم.
كما أن العديد من الأشخاص يتأخرون لأنهم يحاولون القيام بمهام متعددة إلى حد أنهم لا يستطيعون إدارة وقتهم بشكل كامل، يؤثر تعدد المهام على القدرة على التعامل بدقة، مما يعني أن هؤلاء لا يستطيعون التركيز بشكل كامل على عملية تفكيرهم أو التحكم في أذهانهم.
لذلك، يمكن أن يتشتت انتباه هؤلاء الأشخاص بسهولة وينتهي بهم الأمر بفقدان التركيز على المهام التي يحاولون إكمالها، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى استغراق المزيد من الوقت لإكمال المهمة.
يبدو الأشخاص الملتزمون بمواعيدهم دائمًا، والذين تقدر نسبتهم بحوالي 60%، متوترين وقلقين ومرهقين، في حين يبدو النوع الثاني، الذي يتأخر باستمرار لمدة 30 دقيقة على الأقل في كل مكان، مرتاحًا وغير متأثر بتأخره المزمن، تظهر نتائج البحث أن كل شخص يشعر بمرور الوقت بشكل مختلف، ولهذا السبب يؤثر التأخير على كل فرد بطرق مختلفة جدًا.
صفات الشخص المتأخر عن مواعيده
يعتبر من صفات الشخص الذى دائمًا ما يتأخر عن مواعيده، أنه شخص متفائل وذلك لاعتقاده الشخصي بأنه يمكن إنجاز كل شىء في وقت قصير، لذلك لا يجد داعي للتسرع والإلتزام بالمواعيد.
أشارت إحدى الدراسات إلى إن الأشخاص الذين اعتادوا التأخير عن مواعيدهم، يتسمون بالتفاؤل الذي يجعلهم أكثر نشاط وحيوية وحماس للعمل، عن غيرهم من أصحاب النظرة التشاؤمية.
كما يتصف الأشخاص دائمين التأخير عن مواعيدهم، بالحماس الذي يجعلهم يحاولون تعويض أوقات التأخير، مما يساعدهم في إنجاز عملهم في وقت قصير، بالإضافة إلى إنهم يتصفون بالمرح والانفتاح على الأخرين، لمعرفة كل ماهو جديد ومختلف وتطبيقة في عملهم.
ويمارس الشخص المتأخر عن مواعيده بعض الأنشطة والهوايات المختلفة، التي يقضي فيها معظم أوقات فراغة، ويحقق نجاحات كبيرة فيها، ويتسم الشخص المتأخر عن مواعيده، بأنه شخص اجتماعي، لاهتمامة بالأخرين، وحرصة على التواصل مع زملائه وأصدقائه ومساعدتهم عند الحاجة.
ويتصف الشخص المتأخر عن مواعيده بأنه شخصية هادئة، ولذلك فهو لن ينزعج في حالة حدوث أى شىء طارىء، مثل تأخر القطار عن مواعيده أو توقف الرحلات الجوية، لأنه يجد خطط بديلة لقضاء وقتة، مثل الذهاب للمنزل للنوم أو للذهاب لتناول الطعام مع أحد الأصدقاء.
كما أنهم يتصفون أيضًا بعدم قدرتهم على إدخار المال، ويفضلون إنفاقه دائمًا، لذلك يجدون صعوبة في العيش عند نهاية الشهر، وفقًا لأطباء القلب، فالأشخاص الذين يتأخرون عن مواعيدهم، هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، من الأشخاص الملتزمين بمواعيد الأكثر قلقًا وتوترًا.