بقلم تحية محمد
الإهمال يقتل أي علاقة مهما كانت قوية،الحب من أجمل وأسمى المشاعر ،التي تزيد الحياة روعة وجمالاً ،وتعطيها معنى إنسانياً سامياً،وقبل ذلك الحب هو احتياج فطري ، لا يكتمل سواء الإنسان بدون أن يسده،
فالحب المجرد من الاهتمام لا يكفي، لابد أن يكون الإهتمام رفيق الرحلة معه دائماً وأبداً،
فالعلاقات الشخصية تبدأ في الغالب بالحب والانجذاب الشديد الذي يعمي عن ملاحظة عيوب الطرف الآخر،
وفي هذه المرحلة تكون البدايات جميلة، حيث يبلغ الاهتمام أوجه،
فيهتم كل طرف بالتفاصيل الدقيقة للطرف الآخر ، وفي ذات الوقت يسعى لإظهار صورة مثالية كاملة،
ويحرص على تأكيد نقاط التشابه بينهما،ومع تطور العلاقة تمر العلاقة بمرحلة استقرار تدريجي، حيث يبدأ كل طرف بملاحظة عيوب الآخر إن صحت التسمية،
أو بالأصح مواطن الاختلاف مع الطرف الآخر ،وقد يتهم أحدهما الآخر بأنه تغير، وطبيعياً يقل الاهتمام بالتفاصيل،ليحل محله اهتمام ذو صبغة أخرى،
بعد ذلك تتحول العلاقة إلى الاستقرار حين يكون كل طرف مستعد للتقارب مع الطرف الآخر، وإيجاد قواسم مشتركة بينهما،
هنا تختفي ملامح شغف البدايات، وجمال الإبحار في نفس الآخر واكتشافه، ويحل محلها محاولات جادة للتقارب والتواصل ،قد يكون الحب في هذه المرحلة أقوى، ولكنه فاقد الكثير من بريقه القديم ،والاهتمام بطبيعة الحال يقل،وربما يحل محله بعض الإهمال،
والذي إن تطور قد يصل بالعلاقة إلى نهايتها وربما إعدامها.
وهنا نقول هل الاهتمام يطلب أم يمنح كنتيجة طبيعية لوجود الحب؟
الاهتمام يبني والاهمال يقتل.