كتبت – ناديه ديهوم
يتعرض الفرد يومياً للضغوط النفسية، والتي استطاعت أن تؤثر وبقوة على كل ما يشعر به الأنسان، أصبح للصراعات الداخلية نتيجه أكثر قسوة علي الفرد ،بفعل أسلوب الحياة العصري الذي يتطلب من الفرد قدرة كبيرة على تجاوز ما يراه يومياً، الكثير من المشاكل والضغوط والأحداث والتراكمات التي تجعلنا نشعر بحاجة ماسة لمسحها، أو بالاخص بحاجة لوجود مفتاح يفرغ هذه الاحداث غير المرغوب فيها، والتي لا تتوقف أدمغتنا عن تذكرها مرات عديدة، فكثرة التفكير واسترجاع المواقف السابقة والتخطيط للخطوات القادمة، بكل ما تحمله من قلق وندم وتخيلات وهمية أو واقعية، هي حالة نفسية تسمى التفكير الزائد “Overthinking”
أكدت البحوث أن 73% من الشباب بين عمر 25-35 يعانون من التفكير المفرط، 57% من هذه النسبة هم من النساء و43% من الرجال، وهذه النسبة تعد كبيرة بالفعل.
-فما هو هذا الداء؟ وكيف نتخلص منه؟
Overthinking هو التفكير بشكل كبير في شيء محدد وقد يستمر لفترة طويلة.
أما التعريف الأكثر إحاطة فهو تقوقع الأفكار حول شيء معين ما قد يسبب القلق، الإجهاد، الخوف، الرهبة.. إلخ.
إنه ليس فقط التفكير كثيرًا حول شيء ما فقط، إنه التفكير الذي قد يؤدي إلى الحد من العمل والإنجاز بشكل كامل والذي يؤثر على قدرة الفرد في ممارسة حياته اليومية.
ولا يتوقف الأمر على كون المبالغة في التفكير مصدر إزعاج فقط، فقد أظهرت دراسة امريكية حديثة أجريت على 30.000 شخص، أن فرط التفكير يمكن أن يُحدِث ضررًا كبيرًا على سعادتك وصحتك حيث يؤدي إلى ساعات نوم أقل ونوعية نوم أسوء، فحصر نفسك وتفكيرك في عيوبك، أخطائك ومشاكلك يزيد من خطر الوقوع في مشاكل عقلية، بحسب ما أكدته هذه الأبحاث، وعندما تنخفض صحتك العقلية، فإن ميلك إلى الاجترار يزيد بشكل كبير ما يسبّب خلق حلقة مفرغة يصعب كسرها.
وللهروب من هذه المحنة، يلجأ الكثيرون إلى استراتيجيات غير صحية وخاطئة للتكيف، مثل الإفراط في شرب الكحول أو الإفراط في تناول الطعام، فتصبح عملية تقييمك للأمور وحكمك عليها غائمة وغير واضحة.
-طرق للتخلص من التفكير المفرط:.
1-الوعي هو الطريقه الاولي للتخلص من التفكير المفرط
فعلاج أي مشكلة يبدأ بتحديد السبب، وفي هذه الحالة تكون بتحديد الوقت والدافع والحدث الذي يدفعنا لاستعادة الأفكار والخوض في عالم القلق والتوجس الذي لا يتوقف.
2- لا تضخم الأمور وأيقن أنك لا تستطيع التنبؤ بالمستقبل
راقب نفسك عندما تشعر بأنك تعطي بعض الأمور البسيطة حيزاً كبيراً من التفكير، أكثر مما تحتاجه في الواقع، واسأل نفسك ما الفرق الذي ستشكله هذه الفكرة أو الخطوة أو أياً كانت، بعد 5 سنوات أو حتى بعد شهر؟ فهذا السؤال البسيط سيغير منظورك للأحداث لتكون أكثر واقعية وموضوعية.
وتذكر أن لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل، وإضاعتك الحاضر في التفكير بالمستقبل المجهول، لن يجلب لك سوى القلق والخوف، فعش يومك بكل ما يحمله واستمتع باللحظة الحالية.
3-لا تفكر في الأخطاء التي قد تحدث بل فكر بما ستنجح في تحقيقه
في معظم الأحيان فرط التفكير يكون له مسبب رئيس وهو الخوف، فتركيزك على الأخطاء والمخاوف التي قد تحدث، سيزيد من احتمالية وقوعها، في المرة القادمة ابتعد عن السلبية توقع الأفضل، وضع توقعاتك الإيجابية في الواجهة وتخلص من أرق الفشل.