تحقيق – آلاء هشام
في بعض الأحيان قد يكون عدم تلقي نتيجة من الدواء خيرًا للمريض، إذا كان الدواء مجهولًا المصدر، فيأتي ذلك بدلًا من تلقيه الآثار الجانبية، وتتعدد الأسباب وراء شراء المنتجات الطبية عبر الإنترنت، فربما يكون السبب هو سلالة وسرعة توصيلها إلى باب المنزل، أو لأن إعلانات المنتج وصلت إلى الشخص المعني واقنعته بالشراء، ولكن بالتأكيد يتم الشراء عن جهل بمدى خطورتها.
أراء المواطنين حول شراء المنتجات مجهولة المصدر
وبسؤال المواطنين حول موضوع شراء الأدوية المجهولة المصدر التي تباع عبر الإنترنت، تقول “ثريا حسام” أنها تعتقد أن أكثر فئة تقوم بشراء الأدوية عبر الإنترنت هى فئة كبار السن، فقد لا تساعدهم صحتهم على الذهاب إلى الصيدلية، ولكن الشباب قد يكونوا أكثر فئة تقوم بشراء الأدوية من الصيدليات؛ لقدرتهم على الحركة.
وأضافت “ثريا حسام” أنها إذا رأت إعلانًا لدواء على الإنترنت لن تثق فيه، حيث قالت: “معرفش مصدره إيه وهو شغال ولا لا”، لافته إلى أن الأدوية التي تباع في الصيدليات يكون عليها رقابه، فنستطيع شراؤها بثقه.
وتقول “هدى منير” أن عند رؤية إعلانًا عن دواء عبر الإنترنت، وأصبح لدى الفرد رغبة في شراءه، يجب أن يقوم بسؤال الصيدلي عنه أولًا، ليتأكد من إذا كان من الممكن تناوله، لافته إلى أنه يوجد أدوية لها إعلانات على الإنترنت وفي الوقت ذاته يتم بيعها في الصيدليات مثل منتج “V,H”، فحينها يمكن للفرد شراءه بثقه.
وقالت “داليا أحمد” أنه لا يمكن الوثوق بالمنتجات الطبية التي تباع عبر الإنترنت، فربما يكون لها آثار جانبية خطيرة، ومن الممكن أن تؤدي للوفاة، وأنه من الواجب شراء الأدوية من الصيدليات، وعدم الشراء من أي مصدر مجهول.
رأي الطب حول الأدوية مجهولة المصدر
وبسؤال المختصين أوضح الدكتور صالح عجوة دكتور صيدلي، الفرق بين الأدوية الأصلية التي تصل إلى الصيدليات، والأدوية مجهولة المصدر التي تباع عبر الإنترنت، حيث قال أن الأدوية التي تباع في الصيدلية تكون مرخصة من وزارة الصحة، وتأتي إلى الصيدلية عبر شركات توزيع معتمدة، وتكون محفوظة بطريقة مخصوصة، في مبردات مثلًا.
كما تصل الأدوية إلى الصيدلية في حالة جيدة، وعلى الصعيد الآخر الأدوية التي تباع عبر الإنترنت، كثيرًا ما تكون أدوية غير مرخصة من وزارة الصحة، بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تصل في ظروف حفظ سيئة، وذلك يؤثر بالتأكيد على فاعلياتها بنسبة كبيرة.
واستكمل الدكتور حديثه قائلًا أن الأدوية مجهولة المصدر التي تباع عبر الإنترنت، كثيرًا ما تحتوي على تركيبات مختلفة عن الأدوية الموجودة بالصيدليات، وفي بعض الأوقات يكون لها آثار جانبية، وتكون خطورة الآثار الجانبية التي تسببها عالية، وذلك بسبب أنها ليست معتمدة من وزارة الصحة.
واستدل “عجوة” على كلامة بمثالًا لأدوية إنقاص الوزن “التخسيس”، التي يتم الترويج لها في الكثير من الإعلانات عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أنها أدوية ليست معتمدة من وزارة الصحة، وتكون لها آثار جانبية تظهر على مرضى الضغط، فبالتالي من الممنوع تمامًا تناولها، إذا كان الفرد يعاني من مرض الضغط.
وبالرغم من ذلك ولعدم إمتلاك بائع هذه الأدوية “أدوية التخسيس مجهولة المصدر”، المعلومات الكافية، يقوم ببيعها لأي فرد، ثم يحدث من ورائها مضاعفات ومشكلات، لافتًا إلى سماعه عن حالات كثيرة لقت مصرعها، بسبب تلك الأدوية، وبسبب أن من يقوم ببيعها لا يعلم أضرارها أو آثارها الجانبية.
وأكد الدكتور صالح عجوة أن أكثر ما يدفع الناس لشراء الأدوية مجهولة المصدر، عبر الإنترنت هى الإعلانات، موضحًا أن لها تأثير كبير جدًا، خصوصًا على الطبقة البسيطة، فكثيرًا من الأشخاص ما يتأثرون بالإعلانات.
بالإضافة إلى أن صانعي هذه الإعلانات يتفننون، فيستخدمون أسلوب معين، من أجل الوصول إلى الطبقة البسيطة؛ ليصدقوا في فاعلية هذا المنتج، ولكن في الواقع لا يتلقى الفرد منها النتائج المطلوبة، وربما لا يكون لها نتائج نهائيًا.
وأشار الدكتور أن تلك الأدوية تكون بأسعار باهظة الثمن، فما يدفع الناس لشراؤها ليس إنخفاض سعرها، بل لأن الإعلانات جذبتهم، كما أن الكثير منها لا يكون مرخصًا من وزارة الصحة.
ونجد أن أسعار الدواء الذي يتم بيعه في الصيدليات، مرخصًا من الوزارة، وأيضًا أقل سعرًا، فنتيجة لتكاليف إعلانات الدواء المباع عبر الإنترنت، يتم وضع أسعار باهظة الثمن؛ لتعويض ما تم دفعه من تكاليف للإعلان عنه.
كما أوضح الدكتور صالح أن الأعراض الجانبية والمضاعفات تكون مترتبه على نوع الدواء وتركيبته، حيث قال أنه على سبيل المثال أدوية “التخسيس”، إذا تناولها مريض ضغط، يمكن أن يرتفع ضغطه ويحدث له مشاكل كبيرة.
وشدد الدكتور على أنه بالرغم من وجود أدوية مجهولة المصدر، إلا أنه لا يوجد أدوية يعاد تدويرها، موضحًا أن الأدوية التي تنتهي صلاحيتها، يتم إعدامها في الحال.