حاورتها: جهاد عامر
تدرس في عامها الأخير في كلية الصيدلة؛ في العقد الثاني من عمرها، ورغم دراستها العلمية إلا أنها تميزت في المجال الادبي.. “مي محمد صالح” الشهيرة بـ ميّ صالح، مواليد محافظة بني سويف، ترجع نشأتها إلى المملكة العربية السعودية، حيث تفتحت عيناها على خضرتها وصحرائِها، مارست الكتابة في سنٍ صغيرة، واتخذت من الكاتبة أجاثا كريستي مثلًا أعلى لها..
وإلى نص الحوار بين الكاتبة ميّ صالح والأنباء المصرية:
– كيف بدأت يداكِ خط أول كتاباتكِ؟
الأمر يصعب عليّ تذكره قليلًا لأنني مارست الكتابة في أوج حياتي، كنت أكتب باستمرار خواطر صغيرة في كتبي أثناء دراستي وأحيانًا أرسم أشكالًا غريبة لأرتجل عليها نصوصًا أغرب.. كان الأمر معقدًا أن أفهم أنه موهبة ولكن كما سمعت من أجاثا كريستي – كاتبتي المفضلة – سابقًا: “بالتأكيد لديك الموهبة سارع أنت فقط في إخراجها”.
ومن هنا سارعت في الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي في بدايات 2018 مع بداية التحاقي بالجامعة، وذلك حتى يتسنى لي معرفة آراء الناس فلكل كاتب رغبة شرسة في أن يعرف كيف يظنه الناس من أفكاره ومعتقداته ولغته، والحمد لله قد فاق سخاء الناس عليّ بآرائهم اعتقادي.
وها أنا الآن أكتب حتى وقتنا هذا وإلى ما بعده إن شاء الله.
– ما هو أول عمل خرجتِ به إلى النور؟
أول عمل كتاب أدبي متكامل الأركان؛ كان قصة قصيرة قد شاركت بها في كتاب الكتروني، كانت تُسمى “اليد الخالدة”، وبعدها بشهور قِلة قد انتهيت من كتابة روايتي الأولى “المندل”، والتي شاركت بها في معرض الكتاب الدولي عام 2020.
– هل تشعرين أنكِ حققت بها نجاحًا ملموسًا أو حتى نجاحًا داخليًا؟
من حيث النجاح الملموس فالحمد لله قد قرأها حتى الآن 300 شخص؛ وكانت جميع الآراء بناءة ومداحة بالرغم من أنه أول عمل كبير لي، ولكن بداخلي لم أشعر بكامل الرضا عنه، لطالما ظننتُ أن هناك جزءٌ ناقصٌ فاجتهدت بأقصى حد حتى أنتج عملًا آخرًا أكثر كمالًا عن “المندل”، ولكن ستظل روايتي الأولى لها مكانة مرموقة في قلبي ومكانًا خاصًا في قلمي.
– وما هو العمل الثاني؟
روايتي الجديدة، والتي مضى على ظهورها في أيدي القُراء أيامٍ قليلة تسمى “ليلة ونعود”.
هذا العمل الذي استحوذ على تفكيري عامين كاملين كي أتخذ لي أسلوبًا منفردًا خاصًا عندما يراه الجميع؛ فيتوارد اسمي على ذهنهم في الحال.
– وماذا عن نوع الرواية؟
تندرج تحت أدب الجريمة مختلطة بالأدب الاجتماعي السيكولوجي، رأيت خيالي يقودني لهذا النوع من الأدب وأنني حقًا أجد براعتي تكتمل فيه لذلك قررت أن أتخصصه، ويصبح هذا النوع هو وجهتي الدائمة.
– هل تنتظرين أي مقابل؟
مقابل مادي لا أما معنوي بالطبع، كما قلت مسبقًا فلكل كاتب رغبة كبيرة أن يعرف كيف هي استصاغة الناس له.
– وكيف تحبذين استصاغة الناس إليكِ؟
شكل جيد أو ربما أكثر بكثير من جيد، أتمنى أن أصبح بجوار هؤلاء الذين إذا ذُكر اسمهم تتنهد الصدور ويقولون أنهم عاجزون عن نسياننا، أن أترك بصمة لا تُنسى داخل قلوب القراء.
– وما هو هدفكِ القادم؟
أن أقوم قليلًا بإحياء صفات مجتمعية باتت تندثر هذه الآونة أو في هذا العصر من خلال تأليفي وأن أتقدم أكثر فأكثر حتى يتسنى لي تجسيد الكلمات على أرض الواقع من خلال سيناريوهات تلفزيونية أو عروض مسرحية.. لمَ لا؟
– تحدثتِ عن طموحكِ في كتابة السيناريو المسرحي أو السينمائي، وبما أنكِ مختمرة.. إن لزم الأمر أن يوجد بالسيناريو مشهد عاطفي فماذا سيكون موقفكِ؟
الرومانسية موجودة منذ بداية الأدب ولكن الرومانسية تختلف عن العاطفة الفظة المبتذلة فبالتأكيد لن أقوم بما لا يتوافق مع ديني أولا ومجتمعي الشرقي ثانيًا.. أعانني الله على ذلك.
– وليكون ختام حوارنا مختلف قليلًا.. وبما أنكِ عزباء؛ فهل تريدين أن يكون شريك حياتكِ هو نفسه أحد أبطال كتاباتكِ؟
يكون خليطًا من أبطال روايتي الجديدة، فلقد وضعت في كل منهم شيئًا أتمنى أن أحصل عليه في شخصي المستقبلي ولكن بالطبع ليس كل شيء.. فلن أتمناه شريرًا قاسيًا.