تحقيق – رحمه السعداوي
يصف أطباء علم النفس أن الإكتئاب مرض العصر والقاتل الصامت، حسب تقارير علماء النفس تبَّين أنه سيصبح المسبب الرئيسي للوفاة في 2030.
وصرحت الدكتورة دعاء الحريري من أطباء علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق للأنباء المصرية أن الإكتئاب: “يصنف أنه واحد من الإضطرابات النفسية التي تعتبر ضمن الإضطرابات المزاجية، والإضطرابات أو الأعراض النفسية تتوزع في مجموعات بعضها يتعلق بالتفكير وهو تفكير الإنسان”.
وتابعت الدكتورة دعاء الحريري: “وبعضها يتعلق بمزاجه ووجدانه، وشعوره، وعاطفته وبعضها يتعلق بسلوكه، والمشكلة الأساسية عندما يتعلق الإكتئاب بالأعراض الوجدانية أو المزاجية، ولذلك يعتبر الإكتئاب من الأمراض الوجدانية”.
وأوضحت دعاء الحريري: “وأهم مايميزه هو الحزن الشديد الغير طبيعي، بمعنى من الطبيعي أن يأتي أوقات حزن في حياة الإنسان ولكن في الإكتئاب يكون غير متناسب مع المؤثر أو السبب، وقد لا يوجد سبب من الأساس يستدعي كل هذا الحزن”.
وبيَّنت “الحريري” أعراض الإكتئاب: “يتواجد عدة أعراض للإكتئاب أولهم الأعراض الرئيسية والتي تبدأ بالحزن الشديد المستمر، مثلما ذكرنا من قبل الحزن الشديد دون سبب أو المزاج المنخفض، ويمكن أن يعبر عنه الشخص بأن يصبح كثير العطش أو الإرهاق المستمر”.
واستكملت دكتور علم النفس: “بالمجمل أنه يعبر دائمًا عن إنخفاض المزاج، وفي الأغلب يتفاوت خلال ساعات اليوم، ولكن أسوأ أوقاته هو أن يكون في الصباح، وخاصةً أنه يجعل الشخص يستيقظ قبل ميعاده، وعندما يأتي في منتصف النهار تكون انخفضت حدة الكئابة عنده، فإختلاف ساعات النهار يختلف معها التأثير المزاجي على الشخص”.
وتحدثت: “ومن أهم أعراضه أيضًا هى قلة الطاقة أو انخفاض نشاطه طوال اليوم بدون أن يفعل شئ من المجهود، ونتيجة لذلك هى ملاحظة الأسرة نومه لفترات طويلة حتى إذا لم يكن نائمًا ممكن أن يكون مستلقي على الفراش لا يقدر على النوم ولا يقدر أن يترك الفراش، والذي ينام نوم متقطع أو نوم متطرب”.
وقالت “الحريري”: “ولكن لا يدخل في النوم العميق، وهذا طبعًا يختلف بإختلاف درجات الإكتئاب، ويصبح أيضًا منخفض الشهية ونتيجة لذلك ينخفض الوزن، ويوجد نوع آخر وهو الذي ترتفع شهيته وبالتالي يزيد وزنه بشكل ملحوظ خاصةً مع قلة الحركة”.
وضمن أعراض الإكتئاب كما قالت دكتورة دعاء: “وثالث الأعراض الرئيسية للإكتئاب هو فقدان الرغبة، والإهتمام والإستمتاع، بمعنى أنه يكون مستمتع في حياته الطبيعية ولكن عندما يتعرض للإكتئاب يصبح ولا كأن يوجد شئ ليستمتع به، مثلًا الذي يحب القهوة يترك شربها والذي يمارس شئ يسعده يوقفه تمامًا”.
وأضافت: “ومن الأعراض أيضًا هو عدم الإحساس بالإهتمام، وهو شعوره بقلة تقدير الأشخاص له ويحتقر ذاته ويقلل من نفسه، وإذا جاءت له فكرة أنه مكروه لا يلوم الآخرين ولكن يلقي اللوم على نفسه، وينتج عن الإكتئاب أيضًا عدم القدرة على التركيز ويصبح ذات ذاكره ضعيفة”.
وتحتوي أنواع الإكتئاب: “ولكن في الحقيقة هو لم يصبح كذلك ولكن هو لم يركز في المعلومة من البداية أو مرحله من مراحل تلقي المعلومة، وضمن أعراض كذلك التفكير الزائد في الموت بطريقة غير سليمة، والموضوع ليس أنه يفكر للإستعداد للموت ولكن يصل إلى الرغبة في الموت”.
وتابعت دعاء الحريري: “وذلك لأنه لا يشعر بفرحة الحياة وينظر دائمًا للجانب السلبي في الحياة دون النظر إلى الجانب الإيجابي، وينظر إلى كل العواقب على أن حلها الوحيد هو الإنتحار، وهو نفس الشخص في وقت آخر عندما تكون مشكلته عند شخص آخر يقترح لها الكثير من الحلول”.
وأفادت “دعاء” بأن: “لا يوجد عمر محدد للإكتئاب، فيتعرض له حتى الأطفال وكبار السن لا يوجد فرق، ولكن تحدثت الدراسات عن مرحلة منتصف العمر من الثلاثينات ومنتصف الثلاثينات والأربعينيات وما فوق الـ60 لأنه فيها الإكتئاب يكون حاد ومتزايد، ولكن بصفة عامة يمكن أن يحدث إكتئاب بأى عمر”.
وأشارت “الحريري”: “أن تعرض النساء للإكتئاب يكون أكثر من الرجال، وعند النساء يكون أحادي القطب، ويوجد أيضًا إكتئاب ثنائي القطب وهذا يشترك فيه الجنسين، وتستمر نوبة الإكتئاب من 6 أشهر إلى 9 أشهر في المتوسط، وتكون فترة وتنتهي، ولكن إذا تُرِكت بدون العلاج في الغالب لا تنتهي ويمكن أن تنتهي بالإنتحار”.
وأكدت على الحالات التي يتوجب أو لا يتوجب عليها الذهاب للطبيب: “من الأشياء المهمة هل هناك سبب واضح أو لا، بمعنى أنه يمكن أن يوجد تغير في البيئة المحيطة أو قلة تغير في اهتماماته أو تغير أصدقاءه أو تغير مرحلته العمرية، فإذا كان له سبب واضح فهذا يتطلب التريُّس لأنه في الغالب تكون فترة عابرة وتنتهي”.
وأوضحت: “ولكن إذا كان عنده أعراض الإكتئاب بدون سبب فهذه هى المشكلة لأن في هذه الحلة يجب أن يتوجه للعلاج، ويشخص المصاب بالإكتئاب أم لا اذا تعدي الأسبوعين أقل من هذا فيتوجب علينا التمهُّل، وإذا كانت أقل من أسبوعين فيتم التعامل مع الشخص بالعلاج النفسي دون تدخل العلاج الدوائي”.
وقالت عن يتم تجنب أسبابه عند الأهل أو عند الأبناء: “هناك أسباب داخلية لا يمكن التحكم فيها وهى الخاصة بالچينات، فيمكن أن يصاب الشخص بالإكتئاب لمجرد أنه يوجد مرض وراثي في الأسرة، ويوجد أيضًا في الناحية الكيميائية التي تدخل في الجهاز العصبي”.
وأكملت قائلة: “والتي يصبح لها نواقل عصبية في الجهاز العصبي، ومن أنواعها “السيرتونين” وهو المسبب الرئيسي للإكتئاب وعندما يقل نسبته في المخ ينتج عنه أعراض الإكتئاب، ولهذا صمم العلاج ليتم تعويض هذا النقصان، ويجب أن يستمر على العلاج حتى لا تعود له نوبة الإكتئاب مرة أخرى”.
وأكدت أنه: “يوجد أعراض خارجية مثل طريقة تفكير الشخص ذاته بطريقة تفكيره للأحداث الخارجية حوله، وهو الذي يعطي للأمور أهمية فوق ما تستحقها، وضمن الآثار الخارجية هو إلقاء اللوم على نفسه حتى إن لم يكن الخطأ منه ويلوم طريقة تفكيره، بمعنى أنه يضاعف شدة الحدث، وأيضًا الظروف الإجتماعية وتربية الطفولة يكن لها تأثير أيضًا على الإصابة بالإكتئاب”.
وأفادت “دعاء الحريري” أن: “أدوية الإكتئاب لا تسبب الإدمان إطلاقًا، ولكن يأخدها لمجرد أنه يشعر بنوبات إكتئاب ولكن يجب أن يأخذها تحت إشراف طبي، وليس لأنه سوف يسبب الإدمان ولكن لأن له آثار جانبية من المتوقع حدوثها لأنها تكون أدوية كيميائية لذلك يجب إشراف طبي”.
وأضافت: “والأسرة أيضًا تعتبر معاملتها لمصاب الإكتئاب نصف العلاج، بحيث أنهم يجب دفعه للحركه، وتكوين العلاقات الإجتماعية، ولكن كل هذا يجب أن يرافقه اللين في المعاملة خاصةً عند تشجيعه على الخروج من النوبة المصاب بها”.