حاورتها – جهاد عامر
• طالبَة، كاتبة ناشئة وتطمح للقمة، وعلى الرغم من عدم إعترافها بالقمم، ويقينُها بأن الصعود هو إستمرارية.. إلا أنها لا تُريد التوقف عن النظر لقمم الأشياء والوصول إليها..
إليكم الكاتبة نيرمين القصبي في حوار مفتوح مع الأنباء المصرية.
– أين تعلمتِ الكتابة باللغة العربية الفصحى والألفاظ المتقنة؟
فطرةٌ مكتسبة؛ مع القليل من التمرينات والقراءات، مشاهدة الأفلام الوثائقية، قراءة الكتب المُترجمة، وكتب الأدب والتعليم الديني، والمرجع الأهم كتاب الله عز وجل فقد ختمت حفظه في سنٍ مبكرة، وهذا ما نفعني نحويًا ولُغويًا قبل أن أتعمق بدراسة اللغة.
– متى بدأتِ بإطلاق أولى كتاباتك؟
منذ ثلاث سنوات أي منذ عمر التاسعة عشر.. تبنيتُ الكتابة على موقع التواصل الإجتماعي -فيس بوك- ومع الإستمرارية وبعد بذل الكثير من المجهود؛ خرجت كلماتي إلى النور.
– ما هو الشكل الذي خرجت عليه كلماتك؟
في البداية؛ مجرد خواطر قصيرة، وقصص لا تتعدى الألف كلمة، لاقت استحسانًا كبيرًا، وبالتدريج اتسعت الدائرة التي تقرأ لي.
وبعد أن كانوا قرائي هم أصدقائي فقط في أول عامين.. أصبح لدي عشرون ألفًا قارئ، وبعدها أربعون ثم خمسون حتى وصلوا للـ خمسةٌ وسبعون..
وهكذا حتى سطع اسمي قليلاً وأصبحت نصوصي القصيرة تتجول في كل الصفحاتِ، وقصصي أصبحت تتعدى الثلاثون ألف كلمة، تُقرأ من الورق وليست فقط منشورًا إلكترونيًا.
– مِن وراء الكواليس.. مَن كان الداعم الأكبر لقلمك؟
أخي الأكبر، أحمد.. الداعم الأول والأهم لي، بالرغم من اختلاف التفكير وفارق السن الكبير بيننا، إلا أنه دائمًا كان ينصفُني، ويؤمن بأنني سأثبت نفسي.
فـ معنويًا كان اليد التي تمسك بي، والوقود الذي يحركني، فعندما قررت إخراج أولى كلماتِ للنور؛ جاء التصفيق بحرارةٍ وصوت الصفير والتشجيع منه أولًا قبل الجميع.
– ماذا كانت أُولى أعمالك الورقية؟
في معرض القاهرة الدولي 2021 صدرت أولى أعمالي الورقية؛ رواية “على حبل المشنقة”، وعلى النقيض تمامًا من اسمها؛ فهي لا تشجع أو تدعو للإنتحار، بل ترتكز على مناقشة قضايا كالطلاق والعوامل المترتبة عليه، وأيضًا ما المصير الذي ينتظر عائلة قررت أعمدتها الأساسية أن تنفصِل؟
قصة فتاة ابتعدت عن والدها وأختها والعالم الواقعي لتنغمس في الأحلام.. وما نهاية سيرها وراءها؟
– وما العمل الثاني؟
رواية “الوجه الآخر لبرايتون” كانت ثانِ أعمالي الورقية؛ والتي نُشرت يناير الماضي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2022.
أُسلط فيها الضوء على العديد من القضايا في إطار بسيط، منها الحروب وما الذي ينتج عنها من إضطراباتٍ نفسية وأفكار كثيرة، كما تحاول شرح طريقة عيش العائلات التي تحوي أطفالاً معاقين، المشاعر والأفكار التي تراود الأب والأم؛ والقضية الأساسية في الرواية هي الروابط والعلاقات، الصداقة وكيف يساند الأصدقاء بعضهم البعض في الشِدة والأزمات، هل سيصدق كل الكلام الذي يخرج من فاهِه حتى لو قال الجميع أنه يتخيل؟
كيف تأخذنا الحياة في تجاربٍ قاسية، ولا ندرك الدرس الذي نتعلمه إلا في النهاية.
أن نتوقف عن رؤية الصورة ناقصة وأن ننظر لكل الأشياء من إتجاهاتٍ عديدة قبل أن نتسرع في إصدار حكمٍ عليها.
تأخذك في مغامرةٍ شيقة؛ تكشف فيها عن كل المشاعر التي تحاول أنت رفضها أو الهروب منها.
– هذا يعني أنكِ تبحثين عن القضايا الإجتماعية والتي من خلالها تستطيعين مس القلوب بسهولة؟
أبحث عن قضايا تمس القلوب حقًا
ولكن العقول قبلًا، لا أميل للخيال كثيرًا، وكل ما أكتب عنْه.. أشياءٌ منسية.
وأمورٌ إن لم ننبش بها.. ستختفي، وأخرى نخاف أن نتطرق إليها من الأساس.
– ألم تفكري في كتابة نوع الفانتازيا لجمهوره الكبير؟
أجل لها جمهور كبير وأحبها؛ لكن لا أميل لها كثيرًا، فالخيال يسرقُنا من واقعنا المرير، والإعتياد عليه.. نُكبة.
– هل كان لأزمة كورونا الفضل في التفرغ لكتابة “الوجه الآخر لبرايتون” ؟
بدأتها وأنهيتها في فترة وجيزة أثناء الازمة حقًا، لكنها لم تكن ذا فضلٍ كبير، وذلك لأنني بالفعل كنت أتخذت القرار مسبقًا أن أبدأ بكتابة هذا العمل.
– في نهاية الحوار ما هو طموح نيرمين القصبي؟
أن أخلِق لونًا جديدًا للكتابة، كما فعل عدنان الصائغ، ووديع سعادة، عندما صنعوا القصائد الشعرية؛ والتي يكتبها الكثيرون الآن ولا يعلمون أصلها.
أطمح أن أجعل الطابع الكتابي في الشرق الأوسط أفضل بمائة مرةٍ من الطابع الغربي، أو أن أمزج بينهما لأخرِج لونًا جديدًا، مدرسةً جديدة؛ ينضم لها كل من يؤمن أن الكِتابة هي أفضل طريقة للعيش.