تحية محمد تكتب
طبق الحلوى المفضل للمصريين فى رمضان ،له حكاية وتاريخ كبير ،يرجع إلى ما يزيد عن ألف عام، تاريخ تحولت الحلوى من طعام خاص للملوك إلى حلوى شعبية لا تخلو منها المائدة المصرية.
أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي، وأن المصريين هم أول من عرفوها قبل أهل بلاد الشام،عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار ،و يقدمو له الهدايا بين ما قدموه كانت الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام
حيث ابتكرها صانعي الحلويات و قدموها خصيصا إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو أول خلفاء الدولة الأموية، كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به في نهار رمضان، فوصف له الطبيب الكنافة لتمنع عنه الجوع.
كل منطقة تبتدع في أشكال وأصناف هذه الحلوى و حشواتها المختلفة ،أهل الشام حشوها بالقشطة، وأهل مكة حشوها جبن بدون ملح ، و كنافة الجبن هى المفضلة لديهم على باقي الأنواع، وأهل نابلس برعوا في كنافة الجبن، حتى اشتهرت وعرفت “ب الكنافة النابلسية” ، ولكن بلاد الشام هي الأشهر في صنع أشكال مختلفة من الكنافه.
وبذلك أصبح لطبق الكنافة بمختلف أنواعه مكانته الخاصة بين أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، فمن لا يأكلها في الأيام العادية، لابد أن يتناولها خلال رمضان، وأصبحت ، وأصبحت طعاما لكل غنى وفقير، مما أكسبها طابعها الشعبي. وتتعدد أنواع الكنافة فمنها ما يسمى الكنافة الشعر، وتستخدم فيه الآلة ويطلق عليها كنافة ماكينة، كما يوجد نوع أخر من الكنافة وهو الكنافة اليدوية وهى التي تعتمد علي الطريقة التقليدية من خلال الوعاء ذي الثقوب، ويطلق عليها كنافة بلدي، هناك عدداً من الصناع مازال محتفظ بالطريقة القديمة لعمل الكنافة البلدي.
أما القطايف ظهرت قبل ظهور الكنافة، فيرجع تاريخ صنعها إلى العصر المملوكي؛ حيث كان يتنافس صناع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، اشتق اسمها عندما ابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزين قطفها الضيوف لذلك سميت قطايف.
وقد حظيت الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى تراثنا العربي والشعبي، ولا تزال من الأطباق الرئيسية فى شهر رمضان، وعند أول أيام العيد يصبح هذا الطبق غريبا عن موائدنا العربية إذ ارتبط وجوده بشهر رمضان الكريم، وبعد هذا الشهر يبدأ موسم القطايف الانحسار حتى يتألق من جديد فى رمضان المقبل.