كتبت – آلاء رضا
يُعد الزواج المبكر هو الزواج الذي یتم قبل النضوج الجسدي و النفسي والعقلي لكل من الذكور و الإناث أي انه الزواج الذي يتم قبل سن الثامنة عشر وخاصة للمرأة والتي تكون فیھا أعضائھا البیولوجیة والسیسولوجیة لم تكتمل نموھا بعد أو لا تزال ضعيفة من أجل تحملها للحمل والانجاب.
الزواج المُبكّر أحد أنواع الزواج القسري، حيث إنّ أحد الطرفين أو كليهما لا يملك الحريّة الكاملة في الموافقة، أو لا يُظِهر موافقةً صريحةً على الزواج، حيث إنّه لا يمتلك القدرة على تحديد الشريك المناسب له.
وفي كثير من الأحيان، تُعدّ الفتيات الصغيرات هنَّ الأكثر تأثّراً بظاهرة الزواج المُبكّر، حيث إنّ بعض الأسر تفرض على الطفلة شريك حياتها المستقبلي منذ ولادتها، فما إن تصل إلى سنّ تستطيع فيه الإنجاب حتّى يتمّ تزويجها فوراً.
محدودية التعليم،إن حرمان الفتاة من التعليم بسبب عدم توافر وسائل النقل الآمنة بين المنزل والمدرسة، وانخفاض نوعية التعليم، وندرة فرص التعليم أدّى إلى بقاء الفتاة في منزلها فتميل نحو الزواج المُبكّر، فالفتاة التي تلقّت تعليماً لمدّة عشر سنوات تنخفض نسبة تزويجها في سن دون 18 عاماً لستّة أضعاف.
ضعف الالتزام بالقانون وتنفيذه ،إنّ عدم نشر المعرفة الكافية خاصةً بقانون حظر الزواج المُبكّر لعام 2006م، وفي كيفيّة تطبيق القانون ومعرفة عواقب تجاوزه أدّى إلى ضعف تنفيذه، كما أنّ هناك عدم ثقة من قِبل المجتمع بالمؤسسات المُنفّذة لهذا القانون، لا سيّما أنّ كثيراً من الأفراد يرون أنّ التقاليد والأعراف أقوى من القانون والمؤسسات، حيث إنّ عدد حالات التبليغ عن الزواج المُبكّر قليلة جداً.
سوء الوضع الاقتصادي ،إن ما يقارب 40% الفتيات اللاتي تزوجن في سن مُبكّر هنّ من أفقر الأسر في العالم؛ وذلك لأنّ الأسرة التي تُعاني من الفقر تعتبر الزواج المُبكّر طريقةً لتحسين وضعها الاقتصادي، حيث إنّها تعتبر المهر المدفوع فرصةً لتأمين حاجات الأسرة، وتغطية الديون المتراكمة، وحلّ الأزمات الاقتصادية التي تمرّ بها الأسرة.
كما أنّ هذه الأسر تعتبر زواج ابنة لديهم يُقلّل من نفقات الأسرة مع الاطمئنان إلى أنّها ستحصل على الطعام، والملبس، والتعليم المناسب بعد زواجها، أمّا في بعض الدول التي يقع فيها مهر الزواج على عاتق ذوي الزوجة فتميل أسرتها لتزويجها في سن مُبكّر، حيث تدفع أموالاً أقل إذا كانت العروس شابةً غير متعلمة.
تظهر الآثار النفسية للزواج المُبكّر على الفتاة نتيجة فقدانها لحنان ورعاية الوالدين وفرصة العيش والاستمتاع بمرحلة الطفولة، حيثث تتعدّد المسؤوليات في الحياة الزوجية ممّا يؤدّي إلى تعرّضها للضغط لعدم تفهّمها طبيعة العلاقة الزوجية، فتظهر عليها بعض الآثار النفسية؛ كاضطرابات في العلاقة الزوجية نتيجة الخوف، وقد تحتاج إلى تدخّل طبي في بعض الحالات.
كما تظهر على الزوجة أعراض الاكتئاب والقلق نتيجة كثرة المشاكل الزوجية الناتجة عن عدم تفهّم الطرف المقابل، وقد تظهر بعض الاضطرابات الشخصية وصور من الهستيريا والفصام، كما تزداد احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية أثناء فترتيّ الحمل والنفاس، حيث تزداد متطلبات الحياة على كاهل الزوجة لوجود طفل، بالإضافة إلى متطلبات الزوج والأقارب.
الجدير بالذكر ينتشر الزواج المُبكّر في المناطق الريفية بشكل أكبر من المناطق الحضرية، ومن جهة أخرى هناك اختلاف بانتشار الزواج المُبكّر بين المجتمعات الطائفية والقبلية، حيث وجد انخفاض معدل زواج الأطفال عند بعض الجماعات القبلية مقارنةً مع الجماعات الأخرى.