تقرير – سوزان الجمال
لا يشك اثنان في أن شرب الماء ضروري للحفاظ على صحة الجسم، ومع ذلك، فإن كمية المياه التي شربتها ومصدرها لا يكفيان لضمان صحة الجسم، فما هو في غاية الأهمية في هذه المسألة هو “أين كانت هذه المياه مخزنة”، فإذا كانت المياه مخزنة في زجاجات أو عبوات بلاستيكية.
فالسؤال المهم الذي يطرح نفسه هو “ما مدى أمان شرب الماء من العبوات البلاستيكية”، فأن لأمور تتعلق بالراحة والسعر، يميل كثير من الناس إلى شراء المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية معدة للاستخدام لمرة واحدة، ومن المعروف أن الشركات المنتجة للمياه تميل إلى نوعين من أنواع تعبئة وتخزين المياه، فإما أن تعبئها في عبوات زجاجية أو في عبوات بلاستيكية.
ومع ذلك تتجه الغالبية العظمي إلى الخيار الأرخص، وبالتالي يميلون إلى شراء العبوات بلاستيكية، فما مقدار الأمان في المياه المعبأة بالعبوات البلاستيكية، ومن المعروف أن معظم المواد البلاستيكية يتم تصنيعها عبر سلاسل طويلة من جزيئات الهيدروكربون، وقد أضيفت معظم المواد الكيماوية لتحسين مرونة أو حتى لون تلك العبوات.
وكذلك تختلف سلامة وجودة العبوات البلاستيكية باختلاف نوع البلاستيك المستخدم، فالمنتجات منخفضة الجودة قد تحتوي على مشكلات صحية خطيرة قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل السرطان، وفقًا للدراسات، ومن المعروف لكثيرين أن معظم العبوات البلاستيكية المتوافرة في الأسواق مخصصة للاستخدام الفردي، أي لمرة واحدة.
ولكن من الشائع جدًا أن يعيد الناس استخدام هذه المواد البلاستيكية المصنوعة من “البولي إيثيلين تيريفثالات” لتخزين المياه، وبصرف النظر عن التلوث البيئي الناجم عن هذه العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، فإن تكرار استخدام هذه العبوات، قد يؤدي إلى تعرضها للحرارة أو أشعة الشمس وبالتالي تتسرب مواد كيماوية واختلاطها في الماء.
وقد ينجم عن بعض هذه المواد الكيماوية اضطرابات محتملة في الغدد الصماء، مثل مضاعفات الحمل: أثبتت مادة “ثنائي الفينول”، المستخدمة في صناعة عبوات المياه البلاستيكية من النوع 7، أنه يسبب مضاعفات للحوامل والجنين.
ووفقًا لدراسات، فإن ثنائي الفينول يحاكي هرمون الاستروجين، وقد هذا “الاستروجين الزائف” إلى تشوه في الكروموسومات، مما يؤدي إلى عيوب خلقية لدى الأجنة، والبلوغ المبكر أو المتأخر: نتيجة محاكاتها لهرمون الاستروجين، فإن التعرض للمواد الكيماوية سيغير توقيت البلوغ.
تأثيرات سلبية لشرب الماء من الزجاجات البلاستيكية
من المواد الكيميائية الموجودة في الزجاجات البلاستيكية مثل Biphenyl A، مادة تحاكي هرمون الإستروجين، تسبب مشاكل صحية مثل مرض السكري والسمنة ومشاكل الخصوبة والمشاكل السلوكية والبلوغ المبكر عند الفتيات.
والتعرض للمواد الكيميائية التي تدخل في صناعة زجاجات المياه البلاستيكية يمكن أن يسبب الربو عند تعرض الأجنة لها داخل الرحم، بالرغم من أن هذه المادة تم إزالتها من البلاستيك إلا أن بعض الدراسات الحديثة، تؤكد أنه يوجد مواد أخرى تتسرب إلى الطعام من الأدوات المصنوعة من البلاستيك وزجاجات الشرب، لذا من الأفضل الحد من استخدام البلاستيك لأنه يضر بصحتنا.
أثبتت الدراسات أن مادة “ثنائي الفينول”، المستخدمة في صناعة عبوات المياه البلاستيكية، قد تسبب مضاعفات للحوامل والجنين، حيث تحاكي هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى تشوه في الكروموسومات، وبالتالي عيوب لدى الأجنة.
والشرب من عبوات بلاستيكية رخيصة الجودة، يؤثر بالسلب على نظام المناعة لدى الأشخاص، لأن المواد الكيميائية من البلاستيك يتم ابتلاعها في أجسامنا، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة.
وجود مادة كيميائية تسمى “الفثالات” في البلاستيك، قد يسبب مشاكل مثل سرطان الكبد وتقليل عدد الحيوانات المنوية عند الرجال، قد تؤدي الزجاجات البلاستيكية إلى إطلاق مواد كيميائية ضارة، عند التعرض المباشر للشمس، مثل الديوكسين، والذي قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وبصرف النظر عن ذلك، يمكن أن يقلل أيضا من الخصوبة، ويزيد الدهون في الجسم ويؤثر على الجهاز العصبي، وكذلك يمكن أن تكون الخاصية الشبيهة بالإستروجين في مادة ثنائي الفينول الكيماوية ضارة للغاية على الأطفال في مرحلة النمو.
ويمكن للشرب من عبوات بلاستيكية رخيصة الجودة أن يؤثر سلبا على نظام المناعة لدى المرء، ذلك أن ثنائي الفينول يؤثر على جهاز المناعة ويضعفة، وبالتالي يعرض الجسم للأمراض المختلفة، بالنظر إلى الآثار الجانبية المحتملة الناجمة عن مياه الشرب المعبأة في عبوات بلاستيكية، هناك وسائل يمكن تبنيها للابتعاد عن الضرر الناجم عن ذلك.
من الأفضل استخدام الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، ويجب تجنب العبوات التي تحتوي على رموز إعادة التدوير من 3 أو 7، إذا لم يكن هناك بديل للزجاجات البلاستيكية، يمكن استخدم العبوات التي تحتوي على رموز إعادة التدوير 2 و4 و5، لأنها أكثر أمانًا.
من الضروري تجنب استخدام زجاجة الماء البلاستيكية أكثر من مرة، نظرا لأنها تصلح للاستخدام مرة واحدة فقط، حتى لا تكون عرضة للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك وتكوين البكتيريا بمرور الوقت.
ونظرًا لأضرار البلاستيك العديدة، فإن أفضل وسيلة للحفاظ على الصحة والبيئة، وفقًا للأطباء، هي تجنب المياه المعبأة في عبوات من البلاستيك، وعبر التخلص من تلك العبوات البلاستيكية، فأنت لا تقوم فقط بتحسين صحتك، بل تقوم أيضا بتوفير المال وإنقاذ الأرض.