تحقيق – وفاء العسكري
ظهر في الآوانة الأخيرة مصطلح “هرمون السعادة”، والشائع أنه هرمون السيروتونين، ولكن في الحقيقة هى مجموعة من الهرمونات، والنواقل العصبية الكيميائية المسئولة عن شعورنا بالسعادة، أهمها: “السيروتونين”، و”الإندروفين”، و”الدوبامين”، و”الأوكسيتوسين”.
وقالت روان السيد: “حدد الدكتور محمد طه استشاري الطب النفسي في كتابه “علاقات خطرة”، الصادر في خمس طبعات حتى الآن، 26 علاقة خطرة يمكن علاج بعضها، أو محاولة إصلاحها، في حين لايسعنا إلا أن نحاول الهروب من تلك العلاقات، دون أن تترك أثرًا عالقًا بنا منها، وأبرز تلك العلاقات هى العلاقة المؤقتة أو ما تعرف بالسامة”.
وتابعت روان: “قرأت أيضًا كتاب أحببت وغْدًا “التعافي من العلاقات المؤذية”، وتحدث دكتور عماد رشاد عثمان في الكتاب عن الرجل الأسطوري، وأيضًا عن الشخصية النرجسية، والشخصية السيكوباتية، وكلهم شخصيات تؤثر في العلاقات، وتجعلها مؤقته وسامة”.
وفسرت ولاء صبحي: “أن العلاقات المؤقتة تعطي للإنسان الشعور بالراحة، والأطمئنان والسعادة أيضًا، لأن وجود شخص بجانبك، ويستمع لك حتى لو كانت العلاقة مؤقتة، فهو أفضل بكثير من الوحدة، ولايجب الحكم أن كل العلاقات مؤقته أو سامة، لأن هنالك علاقات تدوم وتنجح”.
تابعت ولاء: “ولكن هى أشياء نادرة الحدوث، وفي الأغلب من يقع في العلاقات المؤقته أو السامة هم “المراهقين”، وذلك لعدم وعيهم الكامل بنتائج تلك العلاقات، هم يريدون الحاضر ولا ينظرون للمستقبل، وماذا سيحدث به، هما يرون أن كونهم بداخل علاقة مع طرف أخر يجعلهم أشخاص أكثر استقلالية”.
أكملت ولاء صبحي: “وذلك بسبب وجود شخص أخر معاهم، فيشعرون بالمسئولية تجاه الطرف الأخر، ولكنه شعور وهمي لايوجد في أرض الواقع، ولكن هذا الشعور يجعلهم في حالة راحة نفسية، ويشعرون أنهم في كامل بلوغهم العقلي، ويمكن القول أن وجود طرف أخر يشعر الإنسان بالأمان”.
تحدثت ياسمين الشناوي طالبة العلاقات العامة عن أن هنالك أسباب للعلاقات المؤقته، قائلًا: “العلاقة المؤقتة أسبابها كثيرة على حسب المواقف والظروف التي يمر بها الشخص، فهنالك من يدخل علاقات مؤقتة ليشعر أنه شخص محبوب، ليعوض بعض النقص في العلاقات الأخرى”.
تابعت ياسمين: “وهنالك من يريد أن يشعر أنه في حالة جيدة، ويحب ذاته أكثر، وبرغم رفض الشخص للعلاقات المؤقته، إلا أنه يكمل بها، لأنه يريد العيش مثل الأخرين، ويريد الاهتمام والشعور أنه مرغوب به بينهم وأن له أهمية، ولم يتوقف هذا على علاقات الحب ولكن في الصداقة أيضًا”.
أكملت طالبة العلاقات العامة: “يرى الشخص أنه عندما يكون صداقات جديدة، يصبح كامل، ويفعل هذا لأنه يريد تغيير الروتين الذي يعيش فيه، وفي النهاية كل هذا ما هو إلا تدمير للذات، ويعتقد أنه يفعل الشئ الصحيح، ولكنه في الواقع يفعل العكس تمامًا، فهو يقتل ذاته بالبطئ”.
أضافت الشناوي: “ومع الوقت يفقد الشخص الثقة في ذاته، لذلك يجب أن نتعلم كيف نحب أنفسنا أكثر من أي شئ، ونعلم أن كسرها ليس بتلك السهولة، وأن من يريدنا ليس بسهولة أيضًا، لأن الإنسان بطبيعته يريد الشخص المحافظ على شخصيته، الذي يرى أنه جوهرة ثمينة، يهتم بذاته ويقدرها، والناس تنظر إليك مثل نظرتك لنفسك”.
قالت أمال شريف: “رأيت في أحد المقالات المتعلقة بالعلاقات السامة أن هنالك دكتورة تدعى إليزابيث سكوت تقول إن العلاقات السامة هى التي تنطوي على الإساءة الجسدية أو اللفظية، تصنف بالتأكيد على أنها شديدة الخطورة، ولكن هناك علامات أخرى أكثر دقة للعلاقة السامة”.
وأضافت أمال: “والدكتورة هنا أوضحت بعض العلامات للعلاقة السامة، ومنها الشعور بالضعف والاستنزاف، وزعزعة الثقة بالنفس، والشعور المستمر بعدم الاحترام، وعدم تلبية احتياجات الشخص، والشعور بحالة التأهب لأي هجوم مفاجئ”.
تابعت أمال شريف: “بالإضافة إلى الشعور بالاكتئاب أو الغضب أو التعب بعد التواجد مع الشخص السام، وبذل جهد كبير في محاولة إرضاء، وإسعاد الطرف الآخر، وتغذية المشاعر السلبية مثل القسوة والحقد والكراهية والألم، والشعور باستنزاف الطاقة، والراحة النفسية ولكن بشئ خطأ”.
أوضحت الدكتورة بسمه فهمي استشارية الطب النفسي أن هنالك أسباب تجعلنا ننجذب للعلاقات المؤذية، قائلًا: “أول تلك الأسباب هى العلاقة بين والدين قد تكون سامة، ويجب ألا ننسى بأن العلاقات التي نمر بها، تشبه بشكل كبير العلاقات التي كانت في المنزل، فإذا كان الأب والأم تربطهم علاقة زوجية تفتقر للاحترام، فسيظهر هذا في الأبناء”.
أكدت الدكتورة: “هذا ما يدفعهم للإنجذاب إلى مثل هذه العلاقات السامة، لاعتقادهم بأن هذه هى طبيعة العلاقات الصحيحة، كما أن الوالدين اللذان تربطهم علاقة سامة، يكون لدى أطفالهم احتياجات عاطفية، لايقومون بتلبيتها، وفقدان أحد الوالدين الذين تربطهم علاقة سامة، يجعلك تشعر بالهجر والفراغ وتغدو باحثًا عن الشفاء من جروحات الماضي”.
تابعت الدكتورة بسمه: “لكي تشفى من الجرح الماضي، يعمل عقلك على جذب لصفات تشبه صفات أحد والدين السامين، وستبحث عن شريك حياة سام، لاقتناعك بأن هذا هو الشكل الطبيعي للعلاقة، لذلك ستذهب لنفس النوعية من الأشخاص الذين يمكن أن يؤذوك، كما تأذيت من أهلك السامين”.
أكملت بسمه فهمي: “وواحدة من أبرز الشخصيات البارزة في العلاقات السامة هى العلاقة النرجسية، لأنها معروفة في استراتيجيتها التي تلجأ إلى الرومانسية، إذ تجعل الطرف الآخر يصدق، ويكون في حالة حب، ويستجيب في أمور يعرف أنك تريدها كي يجذبك له، حتى أنه يطلب أن تمضوا في ارتباط رسمي ما بينكم، كي يضمن وجودك”.
أضافت الإستشارية النفسية: “ولتكشف حينها سقوط القناع عنه، ورؤيته على حقيقته، والتي يكون فيها أكثر عنفًا، وتستمر العلاقة لأن بدايتها كانت رومانسية وخيالية بشكر كبير، ما يجعلك تتعلق بها، لأنهم يبقون على تلك الذكريات، ويحاولون إرجاعك إلى المرحلة الأجمل في العلاقة، التي كانت قائمة على استراتيجية النرجسي للإيقاع بك وليست حقيقة”.
أوضحت ياسمين المهندس طالبة دراسات عليا في علم النفس: “وفي الجانب الجسدي لتأثير العلاقات المؤقته، تتحكم بعض الهرمونات في ديناميكية العقل والشعور، ومن أبرزهم هرمون السيروتونين الذي يرتبط مع الشعور بالثقة بالنفس والإنتماء، حيث أن إفرازه يعزز هذين الشعورين، كما يعتبر السيروتونين من مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعًا، ويستخدم في علاج اضطرابات الأكل، والهلع، والوسواس القهري”.
تابعت طالبة الدراسات العليا: “والإندروفين وهو من أكثر الهرمونات المعروفة في السياقات العامة بين البشر، تنتجه الغدة النخامية، ومعروف كمضاد الألم، وأكثر المحفزات إفراز الإندورفين في أجسامنا هي ممارسة النشاطات البدنية الشاقة، ورياضة الركض بشكل خاص ترفع من مستوى إفراز الهرمون”.
أضافت ياسمين: “وهنالك هرمون الدوبامين الذي يرتبط بالأساس بالمواد الإدمانية كالميثامفيتامين والكوكايين، حيث تقوم هذه المواد الإدمانية عند تعاطيها على زيادة الدوبامين في الجسم والدماغ، ويرتبط الهرمون بشكل وثيق مع شخصية الفرد، حيث تشير الأبحاث إلى كون الأشخاص ذوي الشخصية المنفتحة، يحظون بمستويات أعلى من الدوبامين من الشخصيات الانطوائية”.
وأكملت المهندس: “وأخيرًا هرمون الأوكسيتوسين وهو الشعور بأن العناق يزيد من السعادة، والأوكسيتوسين يسمى أيضًا بهرمون الحب أو هرمون العناق، حيث أن إفرازه يتأثر في التواصل الجسدي بين الشريكين، ولازالت الأبحاث لليوم تدرس مدى تأثير هذا الهرمون على الرجال والنساء، إن كان متساويًا أم متفاوتًا”.