تقرير – سحر هجام
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم صاحب بصمة فنية حافلة، ومشوار فني مشرف الفنان الكبير فاروق الفيشاوي، بعد سنوات من الإبداع الفني، التي أبدع فيها في أدوار لا تنسى، أثبت فيها حضوره القوي وموهبته التي لا تخطئها العين، إذ قدم أعمالًا تركت أثرًا في ذاكرة الجمهور.
شارك الفنان في العديد من الأفلام والمسلسلات، التي جمعت بين الجرأة والصدق، وبين البساطة والعمق، منذ بداية شهرته فى فيلم “المشبوه”، والذي فتح له أبواب الشهرة مع الجمهور بشكل كبير مع الفنان الكبير عادل إمام، وشكلا معًا ثنائى ناجحًا فى السينما.
نشأته وحياته الشخصية
ولد محمد فاروق فهيم الفيشاوي في الخامس من شهر فبراير 1952 بسرس الليان، بمحافظة المنوفية في بيت مصري بسيط لديها خمسة أولاد كان فاروق أصغرهم، وقد توفي والده في الحادية عشرة من عمره، فتولى شقيقه الأكبر رشاد رعايته وتربيته، حصل على البكالوريوس في الطب وقبلها على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس.
كما التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحصل على درجة البكالوريوس فيه، مما يدل على اهتمامه بالفن والتمثيل بجانب دراسته للطب، كما تزوج من الفنانة سمية الألفي وأنجبا كلًا من “أحمد وعمر”، واستمر زواجهما لمدة 16 عامًا، ثم بعد انفصاله عن “الألفي” تزوج من سهير رمزي واستمر زواجهما 5 أعوام، ثم انفصلا.
حياته الفنان الفنية
قدم “الفيشاوي” العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات كان من بينهم مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرًا” إذ برز من خلال مشاركته فيه مع الفنان عبدالمنعم مدبولي، ولفت أيضًا الأنظار من خلال مشاركته في مسلسل “ليلة القبض على فاطمة”، ثم بدأ بعد ذلك انطلاقته في بداية الثمانينات في فيلم “المشبوه” مع الزعيم عادل إمام.
بداية الفنان في المسرح وألقابه
حمل “الفيشاوي” عدة ألقاب منها “البرنس، والحاوي، والولد الشقي”، وكانت بداياته المسرحية على يد المخرج الراحل عبدالرحيم الزرقاني، الذي اكتشف موهبته من خلال إحدى المسرحيات التي قدمت على مسرح جامعة القاهرة، وخلال مسيرته الفنية مع المسرح قدم اعمالًا منها “عيني في عينك، البرنسيسة، الرجل الصعيدي، شباب إمرأة، والناس اللي في الثالث”.
بداية الفنان في المسلسلات
أما على صعيد المسلسلات قدم فاروق الفيشاوى ما لا يقل عن 100 عمل درامى، ظل أغلبها محفورا فى وجدان الجمهور. جسد العديد من الأدوار في مسلسلات مختلفة منها “لدينا أقوال أخرى، حكاية بندق، ألف ليلة وليلة، البحث عن عبده، مخلوق اسمه المرأة، أدهموزينات وثلاث بنات، رأس الغول”.
بالإضافة إلى “الشارع اللى ورانا، بعد البداية، أهل الهوى، الأصدقاء، شمس الأنصاري، خيال الظل، قاتل بلا أجر، دموع صاحبة الجلالة، ليلة القبض على فاطمة، في بيتنا رجل، علي الزيبق، أنا القدس، عوالم خفية، كناريا وشركاه، الدم والنار، قصر العشاق، أبنائي الأعزاء شكرًا، طيور بلا أجنحة، الحاوي، الدم والنار، ليل الثعالب، أبناء العطش، عطفة خوخة”.
بداية الفنان في الأفلام
لعب الفنان العديد من الأدوار في الكثير من الأفلام التي لاقت نجاحًا كبيرًا، وجعلته واحدًا من أبرز نجوم الفن، ومن ضمنها “ليلة هنا وسرور، الجاسوسة حكمت فهمي، الجينز، ياتحب ياتقب، رغبات، ليلة القتل، الكنز، فرسان أخرالزمان، ليه يا بنفسج، تحقيق مع مواطنة، الزوجة تعرف أكثر، لعبة الكبار، العبقري والحب، مهمة صعبة جدًا، عندما يبكي الرجال، الخونة، لعبة الكبار”.
ومنها أيضًا “الهانم بالنيابة عن مين، نساء خلف القضبان، السكاكيني، وحوش الميناء، كيدهن عظيم، الذئاب، تجيبها كده تجيلها كده هي كده، المشبوه، الباطنية، عذاب الحب، المنتقمون، الحساب يا مدموازيل، بدون زواج أفضل، الأشجار تموت واقفة، غاوي مشاكل، فتوة الجبل، الطوفان، حنفي الأبهة”، وغيرها.
فيلم حنفي الأبهة
أما عن فيلم حنفي الأبهة فقد لاقى نجاحًا كبيرًا، إذ تتمحور أحداث الفيلم حول حنفي الذي يقوم بسرقة محل مجوهرات مع شركائه الثلاثة، ويستحوذ على الحقيبة المسروقة، ويخفيها لدى أخيه أحمد قبل القبض عليهم يتمكن شركاؤه الثلاثة من الهروب ويخطفون دعاء زوجة أحمد حتى يستعيدوا الحقيبة.
وبعد مرور الأحداث تصل الحقيبة للصوص، ويقوم خيري بخداع زميليه رشاد وبدوي ويقتلهما ويحاول الهروب بالحقيبة ويقتل خيري ويعود إلى السجن، كما يعتبر الفيلم من بطولة “عادل إمام، فاروق الفيشاوي، رجاء الجداوي، علا رامي، هدى رمزي، يوسف فوزي، محمد إمام، نعيم عيسى، صلاح صادق”.
مرض الفنان ووفاته
أعلن الفنان في 3 أكتوبر 2018 بعد تسلمه درع تكريمه من مهرجان الإسكندرية عن إصابته بمرض السرطان، الأمر الذي أصاب الحضور بالصدمة، وقال فاروق الفيشاوي في كلمته أثناء المهرجان: “بعد بعض التحاليل والفحوصات والأشعة، طبيبي المعالج أخبرني أنني مصاب بالسرطان، سأتعامل مع هذا المرض على أنه صداع، وبالعزيمة والإصرار سأنتصر على هذا المرض، سأهزمه وسأحضر الدورة القادمة لمهرجان الإسكندرية لأكون معكم وأهنئ زميلًا آخر على تكريمه”.
وفي الساعات الأولى من صباح الخميس 25 يوليو 2019، رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 67 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، رحل في هدوء كما يرحل الكبار دائمًا، لكن صمته لم يطفئ حضوره، فقد ترك خلفه إرثًا فنيًا وسيرة إنسانية خالدة.