إيمان كامل
كشفت حماس مؤخرًا عن شرائح جى بى إس وضعتها إسرائيل تحت جلود جنودها الاسرائيليين لكى تتمكن من اكتشاف أمكان الجنود أينما ذهبوا .
يذكر أن حماس عمدت إلى انتزاع 203 شريحة من الجنود الذين اسرتهم منذ السابع من أكتوبر , وفى إطار الحرب النفسية التى اتقنتها حماس فى طوفان الأقصى , قامت بتضليل الجيش الإسرائيلى ,ووضعت هذه الشرائح فى مكان واحد, ولكن الغريب فى الأمرأن الجيش الإسرائيلى تعمد قصف المكان وقتلهم جميعا . ونتساءل هل ماحدث من أجل من أجل القضاء على ورقة الضغط التى تستخدمها حماس ضدهم نهائيًا أم ماذا؟
وللاجابة على هذا السؤال لابد أن نعود إلى التراث الدينى اليهودى , لاشك أن نتنياهو يعانى من هوس المحرقة والابادة التى عانت منها أسرته وجميع اليهود على يد هتلر, فنتنياهو هو إفراز هذا المجتمع النازى, وعندما أصبح فى مكان قيادى أصبح ينفذه فبشكل أكثر هستيرى على الفلسطينيين , وليس هذا فحسب بل أيضًا هذا التطرف له بعد دينى.
فقد ورد فى كتاب شريعة الملك الذى ألفه أثنان من أخطر الحاخامات فى إسرائيل استنادًا إلى مصادر التراث الدينى اليهودى مايلى : ” طالما أن هناك اُناسًا أشرارًا في العالم مستعدين للانتصار فى الحرب بكل السُبل , فإن كانت هناك قيودًا على طريقة حرب الصالحين , لكانت النتيجة انتصار الأشرار , لذلك فإن من الأفضل للبشر فى الحرب هو الهجوم بما في ذلك التضحية بمواطنينا لضرورة الانتصار في الحرب”.
وهذا ما يوضح قرار نتنياهو الذى اتخذه بقصف مكان الجنود دون أن يأبه بأهمية مواطنيه, وذلك لكى يستمر فى الحرب دون ضغوط من حماس من أجل الانتصار فى الحرب . فنتيناهو يعتمد على خلفية دينية لما يقوم به فى غزة الآن . فيقوم بقصف المستشفيات الفلسطينية وقتل الأطفال والنساء وسرقة جثامين الشهداء ومنع الطعام والماء والكهرباء والاتصالات وعزل قطاع كامل من السكان ,وعمل إبادة جماعية لسكان غزة , إذًا فالحرب على غزة هى حرب دينية كما ذكرت ذلك الاستاذ الدكتور ليلى إبراهيم أبو المجد استاذ الدراسات التلمودية فى جامعة عين شمس فى لقائها على قناة ten .
يُذكر أن نتنياهو يعتمد على سياسة الاسقاط فى كافة الأمور , فيقدم جنود الاحتلال الذى ضحى بهم بعد أمره بقصفهم وإلصاق ذلك فى المقاومة الفلسطينية ,وأن المقاومة تسعى إلى تدمير اليهود والتخلص منهم نهائيًا فى إشارة منه إلى معادة السامية . وهو فى ذلك يشبه سياسة جوزيف ستالين أو يوسف ستالين القائد الثانى للاتحاد السوفيتى , فقد تمت إدانة أسلوب حكمه الشمولي على نطاق واسع بسبب إشرافه على القمع الجماعي والتطهير العرقي وعمليات الترحيل ومئات الآلاف من عمليات الإعدام والمجاعات التي أودت بحياة الملايين فى عصره , فستالين عانى من حالة العبودية والطرد والمذلة , فكلاهما نتيجة إفراز المجتمع العنصرى .
و ينكشف أسلوب نتنياهو الاسقاطى ,فهو يسقط أفعاله الوحشية على الجانب الآخر, لتبرير ما يفعله ضد الفلسطينيين بأنه فى إطار الدفاع عن النفس كما فعل ستالين , فى محاولة منه لإنهاء حياة الفلسطينيين فى أرضهم والتخلص منهم بشتى الطرق الممكنة من خلال إبادتهم أو ترحيلهم إلى الجانب المصرى وإلى الأردن وبذلك تتحقق صفقة القرن.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلى تغير فى السنوات الثلاثة وثلاثين الماضية , واصبحت طبقة الضباط الاساسية الداخلية قوة دينية يمينية متطرفة , ونظرًا لأن لكل مواطن حاخام فى إسرائيل , فاعتمد جزء كبير من هذه الشريحة على حاخامات متطرفين يسقطون حكم عماليق على الفلسطينيين وأنه يجب إبادتهم , على الرغم من أن الفلسطيين ليسو بعماليق نهائيًا .
و يتفق هذا أيضًا مع هدف تيارصهيونى متنامى يحلم بإقامة معسكرات إبادة للعماليق الفلسطينيين بحسب ما ورد فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية فى يناير 2011 .
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذُكر فى المقال الذى كتبه الكاتب “يئير اتينجر” بأن الحاخامات من اتباع اليمين المتطرف بقيادة الحاخام شوئيل إلياهو , يقولون أنهم غير مهتمين بالجار الأجنبى , أين سيعيش العماليق (الفلسطينيين)؟ فيما تم الكشف عن منشور تم توزيعه فى المعابد اليهودية الصهيونية عن أن مايليق بالعماليق هو “معسكر إبادة لهم”.