داليا حسام
اعتذرت شركة فيسبوك عن واقعة قامت فيها أنظمتها الإلكترونية بتسمية مقطع فيديو لرجال ذوى بشرة داكنة بأنهم قرود، معترفة أنه خطأ غير مقبول وإنها تبحث في ميزة التوصية لمنع حدوث ذلك مرة أخرى.
وحسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن المستخدمين الذين شاهدوا مقطع الفيديو يوم 27 يونيو الذي نشرته الصحيفة البريطانية ديلي ميل قد سُألوا عما إذا كانوا يريدون المواصلة في مشاهدة مقاطع فيديو عن القرود.
ووفقًا لما ذكره موقع البوابة العربية للأخبار التقنية، قال متحدث باسم الشركة: إن فيسبوك قامت بتعطيل ميزة توصية الموضوع بالكامل فى لحظة إدراكها ما كان يحدث، ونعتذر لأي شخص قد يكون قد رأى هذه التوصيات المسيئة.
وأضاف المتحدث: من المؤكد أن هذا خطأ غير مقبول، وتحقق الشركة في السبب لمنع حدوث السلوك مرة أخرى، وكما قلنا، قمنا بإجراء تحسينات على الذكاء الاصطناعي لدينا، وقد نعلم أنه ليس مثاليًا، لكن لدينا المزيد من التقدم الذي يتعين علينا تحقيقه.
وخضعت جوجل وأمازون وشركات تقنية أخرى للتدقيق لسنوات بسبب التحيز داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي، لا سيما فيما يتعلق بقضايا العرق.
وأوضحت الدراسات أن تقنية التعرف على الوجه متحيزة ضد الأشخاص الملونين ولديها مشكلة أكبر في التعرف عليهم. مما يؤدي إلى حوادث تعرض فيها ذوى البشرة الداكنة للتمييز أو الاعتقال بسبب خطأ في الحاسب.
وقد قامت جوجل بحدث شبيه بهذا فى عام 2015 وقدمت الإعتذار بعد أن قام تطبيق صور جوجل بوضع علامة على صور للأشخاص ذوي البشرة الداكنة على أنهم غوريلا.
وتمتلك فيسبوك أحد أكبر مستودعات العالم للصور التي يمكن من خلالها تدريب خوارزميات التعرف على الوجه والأشياء.
وتسأل الشركة، التي تخصص المحتوى للمستخدمين بناءًا على عاداتهم السابقة في التصفح والمشاهدة، أحيانًا ما إذا كانوا يريدون في الاستمرار في مشاهدة المنشورات ضمن الفئات ذات الصلة.
وتعرضت الشركة وتطبيق مشاركة الصور، إنستجرام، مشاكل أخرى متعلقة بالعرق. وبعد بطولة أوروبا لكرة القدم خلال شهر يوليو، على سبيل المثال، تعرض أعضاء من فريق كرة القدم الوطني في إنجلترا لإساءات عنصرية عبر الشبكة الاجتماعية بسبب الإخفاق في ركلات الترجيح في مباراة البطولة.
وتسببت القضايا العرقية أيضًا في حدوث صراع داخلي في الشركة، وفي عام 2016، طلب مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي، من الموظفين التوقف عن حذف عبارة حياة السود مهمة Black Lives Matter واستبدالها بـ All Lives Matter في مساحة مشتركة في مقر الشركة في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا.
كما نظم مئات الموظفين إضرابًا افتراضيًا العام الماضي احتجاجًا على تعامل الشركة مع منشور من الرئيس دونالد ترامب بشأن مقتل جورج فلويد في مينيابوليس.
وقامت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية في شهر أبريل بالتحذير من أن أدوات الذكاء الاصطناعي التي أظهرت تحيزًا عرقيًا وجنسانيًا قد تنتهك قوانين حماية المستهلك، وذلك في حال تم استخدامها لأخذ القرار بشأن الحصول على الائتمان أو الإسكان أو التوظيف.