تقرير – رحمه السعداوي
يذهب الجميع للبحث عن تفسير لهذه الظاهرة الغريبة، التي جعلت الأشخاص يعتقدون بأنهم مرُّو بنفس المواقف من قبل، وكلًا منهم لا يستطيع تمييز إذا كان هذا حقيقي أم وهم، ولكن علم النفس كان له رأي آخر في هذه الظاهرة، التي وصفها الكثير بأنها خارقة عن الطبيعة أو ما وصفه الكثير أنها من ظواهر ما وراء الطبيعة.
أفاد أطباء علم النفس عن تعريف ظاهرة الديجاڤو: “هى ظاهرة نفسية تظهر في الشعور بأن الشخص قد عاش أو شاهد موقفًا أو تجربة معينة من قبل، على الرغم من عدم وجود أي ذكريات سابقة لهذا الموقف في الأساس، و يعتبر الديجاڤو شعورًا يكون الشخص متأكد بأن الشخص قد عاش هذا اللحظة مسبقًا، وهو يشعر بالتعرف على المكان أو الحدث أو الشخص بشكل لا يمكن تفسيره بالطرق العادية”.
ووصفها علم النفس: “هى ظاهرة حقيقية يشعر بها الأفراد، وليست مجرد اضطراب عقلي، العديد من الأشخاص يشعرون بالديجاڤو في فترات مختلفة من حياتهم، وهذا الشعور قد يكون مؤقتًا، وغير مرتبط بأي اضطراب عقلي أو نفسي، يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك التشابه بين الأحداث الحالية والذكريات السابقة، أو التركيب العصبي في الدماغ.
وقال علم النفس أن: “قد يثير تأثيرات نفسية وعقلية مختلفة على الأفراد، ومن بين هذه التأثيرات: الارتباك والقلق فقد يشعر الشخص بالارتباك أو القلق، نتيجة لتجربة الديجاڤو، حيث يثير هذا الشعور بالتشويش على الذاكرة والواقعية للفرد، يمكن أن يؤدي الديجافو إلى البحث عن التفسير لهذه الظاهرة، مما قد يشمل التفكير في الأسباب المحتملة والنظريات المختلفة للديجاڨو”.
وأضاف الأطباء أن من أعراضه: “الاضطراب العقلي، ففي بعض الحالات قد يسبب الديجافو اضطرابًا عقليًا مؤقتًا، حيث يشكك الشخص في واقعيته ويشعر بالإلتباس بين الخيال والحقيقة، والتأثير على الذاكرة والتركيز، فقد يؤثر الديجاڤو على قدرة الشخص على التركيز والذاكرة، حيث يمكن أن يشتت انتباهه ويؤثر على قدرته على استرجاع الذكريات بشكل صحيح”.
وتابع ذو الخبرة النفسية: “ومن أعراضه التأثير على المزاج، قد يؤثر الديجاڨو على مزاج الشخص، حيث قد يشعر بالارتباك أو الضيق أو الغموض، مما قد يؤدي إلى تغيرات في المزاج والانفعالات، التأثير على الثقة بالنفس، قد يؤثر على ثقة الشخص بنفسه، حيث يمكن أن يشعر بالارتباك أو الضيق، بسبب عدم فهمه للظاهرة وتأثيرها على تصوره للواقع”.
ولفت الأطباء إلى: “يجب ملاحظة أن تأثيرات الديجاڤو قد تكون مؤقتة، تختلف من شخص لآخر، تعتمد على عوامل مثل السياق، الخلفية الشخصية والعوامل البيئية، أو حتى الضغط النفسي المؤقت، يوجد تفسيرات ترتبط بعلاقة بين الديجاڤو وعملية الذاكرة، هناك نظريات تقترح أن الديجاڤو قد يكون ناتجًا عن تشويش أو تفاعل في عملية تخزين، واسترجاع المعلومات في الذاكرة”.
وشارك بعض الأشخاص تجاربهم مع هذه الظاهرة حيث قالت “أ.ع”: “أشعر بأن الديجافو يضيف لحياتي لمسة من الغموض والإثارة، فهو يجعلني أتساءل عن طبيعته وسبب حدوثه في بعض الأحيان، عندما يحدث لي يشعرني بأنني متصل بشيء أكبر من الواقع الملموس، كما لو كانت هناك أبعاد أخرى غير معروفة، يجلب لي الكثير من التساؤلات حول طبيعة الزمن والواقع، ويجعلني أفكر في معنى الحياة بشكل أعمق”.
وكانت ضمن المواقف قصتها علينا “و.ا”: “أحيانًا يكون تجربة مرعبة، خاصة عندما يحدث في الأحلام، فهو يخلق شعورًا بالخوف والقلق، يجعلني أتساءل عما إذا كان هناك تفسير علمي وراء هذه التجربة، أم أنها مجرد تجربة غامضة نحن لا نعرف كيف نفسرها، لأنني أشعر كأنني في مكان مألوف، كما لو كانت هذه التجربة جزءًا من رحلة طويلة ومثيرة”.
وأضاف “م.ع”: “الموقف يجعلني أتساءل عن مفهوم الزمن والذاكرة، فهو يبعث في نفسي الفضول لاستكشاف هذه الظاهرة بشكل أكبر، لأنها تتردد بشكل متكرر، ويثير في نفسي مزيجًا من الدهشة والارتياح، فهو يبعث في نفسي شعورًا بالتواصل مع العوالم الأخرى، يشعرني بأنني جزء من تجربة أكبر، كما لو كانت هناك خيوط غامضة تربطني بالماضي والحاضر”.
وفسَّر العلماء أن: “من النظريات التي أوضحت هذه الظاهرة نظرية الذاكرة القديمة المُحفوظة، “Old Memory Activation Theory”، تقترح هذه النظرية أن الديجاڤو قد يحدث عندما يتم تنشيط ذكريات قديمة في الدماغ بطريقة مشابهة للموقف الحالي، مما يخلق شعورًا بالتعرف على الموقف، ونظرية الانحراف في عملية الإدراك”.
وأكمل علم النفس: “وتدعى هذه النظرية Perception Distortion Theory، التي تقترح أن الديجاڤو يمكن أن يكون ناتجًا عن انحراف في عملية الإدراك، حيث يمكن للذاكرة القديمة تشويش الإدراك وتحريف تفسير الموقف الحالي، نظرية الذاكرة القصيرة المدى Short-Term Memory Theory.
وتقترح هذه النظرية: “أن الديجاڨو يمكن أن يكون ناتجًا عن اضطراب مؤقت في عملية تخزين المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى، مما يؤدي إلى تكرار تجربة الموقف مرة أخرى، يُعتبر الديجاڤو ظاهرة عقلية طبيعية تحدث للعديد من الأشخاص، وقد تكون مجرد تجربة سريعة ومؤقتة دون أي تأثير سلبي على الصحة العقلية”.
توجد عدة ظروف وعوامل قد تزيد من احتمالية حدوث الديجاڤو: “من بين هذه الظروف، التعب ونقص النوم قد يزيد من فرصة حدوث الديجاڤو، حيث يؤثر الإرهاق على عملية الإدراك والذاكرة، والإجهاد النفسي الشديد والضغوطات النفسية قد تزيد من استجابة الدماغ للمواقف بشكل غير عادي، مما يؤدي إلى حدوثه والتشابه بين المواقف”.
وأشاد علم النفس أنه: “عندما تكون الأحداث الحالية متشابهة بشكل كبير مع ذكريات سابقة، يمكن أن يشعر الشخص بالديجافو، التوتر العصبي والتوتر العاطفي، قد يؤثران على عملية التذكر والتفكير، اضطرابات النوم إذ أن الاضطرابات في نمط النوم مثل الأرق أو الأحلام الكابوسية قد تؤدي إلى حدوث هده الظاهرة نتيجة لتأثيرها على وظائف الدماغ والذاكرة”.
واستكمل أن من أسباب الديجاڤو: “تناول بعض الأدوية قد تسبب بعض الأدوية الجديدة أو التغييرات في الأدوية الشائعة اضطرابات في الدماغ، تؤدي إلى حدوث الديجافو كآثار جانبية، الأماكن المألوفة أو البيئات المعتادة يمكن أن تثير الذكريات المشابهة الشعور بالتعرف على المواقف بشكل خاطئ، هذه الظروف قد تؤدي إلى تشديد الديجافو أو زيادة تكراره في حالات معينة، وقد تختلف تأثيراتها من شخص لآخر”.
ونوَّه عن علاج هذه الظاهرة: “حتى الآن لم يتم تحديد علاج نفسي محدد أو دوائي لمعالجة الديجاڨو بشكل مباشر، حيث أنه غالبًا ما يعتبر ظاهرة طبيعية ومؤقتة لدى العديد من الأفراد، ومع ذلك قد يتم توجيه العلاج النفسي للأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية معينة مثل القلق أو الاكتئاب والتي قد تكون مرتبطة بتجارب متكررة للديجافو تسبب لهم اضطرابات نفسية”.
وأكد علم النفس أن: “العلاج النفسي يمكن أن يتضمن العلاج السلوكي المعرفي CBT، والذي يهدف إلى مساعدة الفرد على فهم وتغيير التفكير والسلوكيات السلبية المرتبطة بالديجاڨو، وتعزيز التعامل الصحيح مع هذه التجارب، كما يمكن أن يكون الدعم النفسي والتفسير النفسي مفيدًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من الديجافو بشكل متكرر”.
وأفاد الأطباء: “بالنسبة للعلاج الدوائي، فلا يوجد دواء معين موصى به لعلاج الديجاڨو، ومع ذلك قد يتم وصف الأدوية في بعض الحالات لمعالجة الحالات النفسية المرتبطة بالديجافو مثل القلق أو الاكتئاب، وذلك بوصفة من قِبَل طبيب نفسي متخصص بعد تقييم دقيق للحالة الفردية.
وصرح الأطباء بأن: “على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يربطون الديجاڤو بظواهر خارقة للطبيعة، إلا أن العلم يعتبرها ظاهرة طبيعية ويفسرها عادةً بموجب العمليات العقلية الشائعة، تفسيرات العلم للديجافو تشمل العديد من النظريات، مثل نظرية التشابه في الظروف، حيث يعتقد البعض أن الديجاڤو يحدث عندما تكون الأحداث الحالية مشابهة بشكل كبير لذكريات سابقة”.
وتابع علم النفس: “وذلك مما يثير الشعور بالتعرف على الموقف، هناك نظرية أخرى تقترح أن الديجاڤو يمكن أن يكون ناتجًا عن تشويش في عملية تخزين واسترجاع المعلومات في الذاكرة، بشكل عام يعتبر الديجاڤو ظاهرة عقلية طبيعية، وليس لها علاقة مباشرة بالظواهر الخارقة للطبيعة كالأشباح أو الأرواح، يمكن للأشخاص الذين يؤمنون بالأبعاد الخارقة للطبيعة أن يربطوا الديجاڨو بتفسيرات خارقة للطبيعة هذا يعتمد على المعتقدات الشخصية والثقافية.