إيمان خالد
تتبع قرية صان الحجر لمحافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية، وتقع على بعد 19 كيلومتر من مدينة الحسينية، كما تتواجد على بعد 25 كيلومتر من مدينة الجمالية، ولقد عُرفت هذه القرية بعدد من المسميات ولعلّ أهمّها مسمّى تانيس، ووردت في التوراة باسم صوعن، كما جاءت في الكتابات المصرية القديمة باسم جعنت، ويعود تأسيس القرية إلى أواخر عهد الأسرة العشرين، وأصبحت عاصمة شمال مصر خلال عهد الأسرة الحادية والعشرين، وتُعدّ صان الحجر مسقط رأس سمندس مؤسس الأسرة الحادية والعشرين، وبقيت تانيس عاصمة مصر السياسية خلال فترة الأسرة الثانية والعشرون، وكانت المدينة تحظى بأهمية استراتيجية وتجارية، ولكنّها هُجرت في القرن السادس الميلادي بعد تهديدها بأن تُغمر بمياه بحيرة المنزلة.
تبلغ مساحة صان الحجر حوالي 7.13 كيلومتر مربع. يصل عدد سكانها إلى ما يُقارب 25.000 نسمة تقريباً. يعود تاريخ صان الحجر إلى 4000 سنة قبل الميلاد. يُعزى سبب تسمية صان الحجر بهذا الاسم إلى كثرة الأحجار الموجودة فيها.
تتميز منطقة صان الحجر بآثارها المميزة، معابد كرست للمعبودات الآتية:
– آمون وهو أكبر المعابد بالوجه البحرى ومازالت أحجاره من لوحات وتماثيل مختلفه الأحجام والأشكال موجودة ويشمل المعبد بوابه جيرانيتيه ضخمة يتقدمها تماثيل ضخمه لرمسيس الثاني بصحبة زوجته المحبوبة مرين آمون وزوجته الحيثية كذلك ، وهناك تمثال علي شكل أبو الهول ويوجد بالمعبد البحيرة المقدسة والتي الي في أهميتها بحيره الكرنك بالأقصر وأسوار لبنية ضخمة يرجع تاريخها لسنة 1070ق.م تقريبا
– موت
– خونسو
– حورس
– الجبانة الملكية للأسرة الحادية والعشرين.
– بحيرة مقدسة. تماثيل للملك رمسيس الثاني.
– مقبرة أوسركون الثاني.
– مقبرة الملك ششنق الثالث.
– مقبرة الملك بسوسنس الأول
حيث يُشار إلى أنّ تاريخ آثار صان الحجر يعود إلى الفترة الممتدة من العصر المتأخر وحتّى العصر البطلمي.

“صان الحجر”
شهد عام 1859م المحاولات الأولى للتنقيب عن آثار صان الحجر، حيث قام ماريوت بالبحث والتنقيب لأول مرّة في المنطقة، وفي عام 1884م تولّى المهمة من بعده فلندرزبترى، ولكنّ بطل الاكتشافات الحقيقية في المنطقة هو عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه، والذي استمر 12 عاماً في البحث والتنقيب عن الآثار، واكتشف مجمعاً من المقابر الملكية يتكون من ثلاث غرف للدفن غير منتهكة الحرمة احتوت على ثروة أثرية ضخمة، مثل: الأقنعة الذهبية، وتوابيت مصنوعة من الفضة، وتوابيت حجرية رائعة الإتقان، والعديد من الأساور، والقلائد، والمعلّقات، والتمائم، وأدوات الطعام، هذا بالإضافة إلى احتوائها على آثار عديدة كالتماثيل، والمزهريات، والجرار، وما إلى ذلك، ويجدر القول أنّ جميع هذه الآثار نُقلت إلى المتحف المصري في ساحة التحرير
منطقة صان الحجر الأثرية التى تزخر بالعديد من المعـابـد الحجريـة الضخمـة، أبرزها المعبـد الكبير للإلـه آمـون بتماثيله ومسـلاته وآباره، وهو من أكبر المعابد فى الوجه البحرى، ويشمل المعبد بوابة جيرانيتية يتقدمها تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى بصحبة زوجته مريت آمون وزوجته الحيثية، ويوجد بالمعبد البحيرة المقدسة والتى تلى فى أهميتها بحيرة الكرنك بالأقصر، فضلا عن الأسوار اللبنية الضخمة والتى يرجع تاريخها لسنة 1070 ق.م تقريبا. الدكتور متولى صالح، مدير منطقة صان الحجر الأثرية، قال إن سياسة مصر الخارجية والداخلية كانت تدار من خلال مقر الملوك والوزراء بالمدينة، ومنهم الملك بسوسنس الأول، الذى حكم مصر ما يقرب من 50 عاما، وتم الكشف عن مقبرته سليمة، ويعرض المتحف المصرى بالتحرير، كنوزها الذهبية والفضية، إذ تم اكتشافها عام 1939، لافتا إلى أن المدينة كانت تلعب دورا هاما فى الحياة السياسية والاقتصادية لمصر حتى الفتح العربى، تارة عاصمة لمصر، وتارة أخرى عاصمة للإقليم.
حيث أن المنطقة تزخر بكمية ضخمة من المسلات، تضعها على قائمة أغنى المناطق فى مصر من حيث عدد المسلات، والتى تتميز بالضخامة، وكلها منقوشة بأسماء وألقاب رمسيس الثانى وانتصاراته وأمجاده، فضلا عن وجود 4 أبيـار مشيدة من الحجر الجيرى الأبيض.
منذ نهاية عام 2017 بدأت وزارة السياحة والآثار فى إعادة إحياء المنطقة، وفقا لخطة طموح لرفع المسلات والتماثيل والكتل وحمايتها من الأملاح، وإعادة شكل المدينة إلى وضعها الرائع فى العصور الفرعونية.
وأكد الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية في يوليو 2020
، أنه جار تنفيذ مشروعات جديدة لتطوير مركز ومدينة صان الحجر، أهمها محطات الصرف الصحى منها محطة مياه البكارشة بطاقة إنتاجية 51 ألف متر، بتكلفه مالية تبلغ حوالى 350 مليون جنيه، فضلا عن إنشاء شبكة طرق بمركز الحسينية ومدينة صان الحجر، وتم
ربطها بالطريق الدولى السلام بتكلفة حوالى 50 مليون جنيه.