تحقيق ـ بسمة البوهي
يعد إختيار نوع الدجاج أمرًا مهمًا جدًا سواء للتربية أو الإستهلاك، حيث تختلف نوعية الفراخ عن بعضها في العديد من الجوانب منها القيمة الغذائية وسرعة النمو والطعم، والفراخ عمومًا تعد من أهم المصادر الغنية بالبروتين سواء من خلال إنتاج اللحم أو البيض، وهذا يتوقف على الإختيار المناسب لنوعية الدجاج.
أيهما أفضل الفراخ البيضاء أم الفراخ البلدي
الفراخ البلدي
يعتبر هذا النوع من الفراخ يربى في بيئة طبيعية، ويتم تربيتها في المنازل وأحيانًا في المزارع، وتتميز بقدرتها العالية على البحث عن غذائها بنفسها مما يجعلها أكثر صحة وأقل تعرضًا للمواد الكيميائية والمضادات الحيوية.
وتتميز بمقاومتها العالية للأمراض لأنها تتميز بجهاز مناعي قوي مما يجعلها أقل عرضة للأمراض الشائعة، ويمكنها التكيف مع البيئات المختلفة دون الحاجة إلى رعاية عالية، وتختلف عن بقية الفراخ بأنها لها نكهة قوية بسبب التغذية الجيدة والطبيعية، مما يجعلها مفضلة عند البعض وتعد أكثر نشاطًا وحركة مما يساعدها في تحسين جودة اللحم والبيض.
نفور الناس من الفراخ البلدي.. “عيوبها”
يمثل هذا النوع من الدجاج أنها بطيئة النمو وتحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى الوزن المناسب والذي يستغرق من 120 إلى 150 يوم أي ما يقرب ما بين 4 شهور أو أكثر، وتستنفذ أموال كثيرة لتغذيتها حتى تصل إلى وزن معين، وإنتاجها للبيض مقارنة ببقية السلالات قليل جدًا.
ونظرًا أن الفراخ البلدي كثيرًا ما تربى في البيوت فلذلك يقدم لها بواقي أكل البيت، والذي يكون في معظم الأحيان متعفن، ومن الممكن عدم تناول الفراخ الطعام مباشرةً ومع إرتفاع درجة الحرارة تتكون بكتيريا سامة مثل “الافلاتوكسين” الذي يفرز من بعض أنواع البكتيريا الموجودة في الأكل.
ويعد الافلاتوكوسين “Aflatoxin” هو فطر سام ينتج عن أنواع فطريات، ويعتبر من المسرطنات القوية وقد يسبب السرطان لدى الانسان والحيوان، ويمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد وضعف المناعة، ويوجد في عدة أشكال وهي “B1” والذي يعد أكثر سمية وأنواع أخرى مثل B2، G1، G2.
الفراخ البيضاء
يعد هذا النوع من الدجاج يربى بشكل أساسي في المزارع، بهدف إنتاج اللحم ولها نظامًا غذائيًا خاصًا لضمان نمو سريع، ولها نوع علف معين والتي يضاف لها مكملات غذائية لتعزيز نموها.
تعتبر من الفراخ سريعة النمو التي تستغرق من 40 إلى 45 يوم لتصل إلى الوزن المناسب أو ما يسمى بوزن الذبح، ويستخدم أعلاف لمساعدتها للوصول إلى هذا الوزن، ونظرًا لسرعة نموها فإنها تحتاج إلى كمية أقل من العلف مقارنة بالسلالات الأخرى مثل الفراخ البلدي.
السبب وراء قلق الناس من الفراخ البيضاء.. “عيوبها”
تمثل الفراخ البيضاء أنها لا تتكيف مع الظروف البيئية، إذا كانت درجه الحراره منخفضة أو عالية في يجب أن تعيش في درجة حرارة معتدلة، وهي أكثر عرضة للأمراض وتحتاج إلى رعايه خاصة، وتستخدم أعلاف خصيصةً لها ولا تتحمل التربية السيئة مثلما يقولون انها “فراخ بلاستيك”.
هل الفراخ البلدي أكثر أمانًا دائمًا من الفراخ البيضاء
يتردد كثيرًا بين الناس القول الشائع “هات الفراخ البلدي أحسن وأنضف من الفراخ البيضاء” هذا تعبيرًا عن تفضيلهم للفراخ البلدي لإعتقادهم بأنها تربى في المنازل وهذه التربية تكون صحيحة، ونموها طبيعي بدون تدخل الهرمونات مقارنة بالفراخ البيضاء.
ويعتقد الكثيرون من الناس أن الفراخ البلدي هي الإختيار الأمن والصحي دائمًا، وأن الفراخ البيضاء مليئة بالهرمونات والأمراض، ولكن هذه المعتقدات خاطئة حيث أن هذه الفراخ من الممكن أن تكون غير صحية، بسبب الطعام الفاسد الذي يقدم لها والذي من المؤكد أحتوائه علي بكتريا الافلاتوكسين المدمرة ل صحة الانسان والحيوان، وسوء التربية مما يؤدي إلى ضعف المناعة والتي تجعلها عرضة لأي أمراض وهذا يؤكد أنها ليست أمنه دائمًا.
التلوث البيئي وعلاقته بجودة الفراخ
يمكن أن يكون للتلوث البيئي أثار سلبية على الدواجن، حيث يكون تلوث الهواء وإنبعاثات الغازات الضارة تؤثر على صحة الفراخ، ويسبب لها مشاكل في التنفس، وتلوث المياة تؤدي إلى إنتشار الأمراض وتؤثر على جودة اللحم وأيضًا على نموها.
ولتقليل التلوث البيئي على الفراخ يجب إتخاذ إجراءات مهمة، مثل تحسين التهوية وتنظيف الأدوات المستخدمة وضمان جودة المياة، وعمل الخلطات الطبيعية لرفع المناعة الفراخ حتى تقاوم أي أمراض ولا تتأثر بها.
فوائد وأضرار الفراخ البيضاء والبلدي على صحة الإنسان
تختلف فوائد وأضرار الفراخ على صحة الإنسان، حيث أن الفراخ البيضاء تحتوي على نسبة عالية من البروتين، وتعمل على تحسين صحة الدماغ لأنها تحتوي على فيتامينات مثل B12 والكولين التي تدعم وظائف الدماغ، إلا أن المخاوف التي تطارد الناس هي سر نموها السريع التي من الممكن أن يؤثر على صحتنا على المدى الطويل، لأنها تعمل على زيادة مقاومات البكتيريا للمضادات الحيوية أو تراكم المواد الكيميائية في الجسم، وتحتوي على نسبة الدهون العالية.
تعد الفراخ البلدي أقل ضررًا على صحة الإنسان، لأنها تربى في أماكن طبيعية وتغذية تقليدية، مثل بقايا الأكل المتواجد في المنازل مما يجعلها أقل في إحتوائها على الكيماوياتو الهرمونات، وتحتوي على نسبة دهون أقل، ولكن عندما يقل الإهتمام بها تقل مناعتها تكون أكثر عرضة للأمراض مما يؤثر على الإنسان بالسلب.
وبسبب إهتمام المزارع والبيوت بالفراخ البيضاء والخوف من إصابتها بالأمراض، فيقدمون لها مواد صحية تعمل على رفع مناعتها، فبالتالي لا تصاب بأي أمراض فتنمو بشكل صحي وأمن فبالتالي تكون أمنة علي صحة الإنسان.
كيف نحمي أنفسنا من مخاطرها
لتجنب الاصابه بأي أمراض تنتج عن الفراخ يجب إختيارها من مكان موثوق، و الحرص على أن تكون الفراخ طازجة، وتجنب شراء الدجاج المجمد لأنها تحتوي على مواد حافظة، ودهون مؤكسدة تزيد من مخاطرها.
تجنب الدجاج المعالج بالهرمونات لأنها تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم، ويجب طهيها عند درجة حرارة لا تقل عن 165 درجة مئوية لضمان القضاء على البكتيريا الضارة، والتخلص من الأجزاء الغير أمنة مثل الجلد والأمعاء والرقبة لأنها تحتوي على بكتيريا تؤثر على الصحه.
ولتقليل أضرار الفراخ التي تعرضت للهرمونات أو أدوية تؤثر على صحة الإنسان، يجب إزالة الجلد والعظام، لأننا علمنا أنها تتمركز بهما، فلهذا نعمل على تقليل أي تاثيرات سلبية من الممكن أن نقلق إتجاهها.
التربية الصحيحة لكلًا الفراخ البلدي والبيضاء
تمثل التربية الصحيحة للفراخ هو العامل الأساسي لإنتاج أفضل جودة مع إختلاف نوعيتها، أولًا الفراخ البلدي يجب توافر بيئة مناسبة وإيجاد مساحة كافية للحركة لأنها تساعد في جودتها، وتوفير التهوية الجيدة لتجنب الأمراض التنفسية، والحفاظ على تغذيتها السليمة وعدم إعطائها الأطعمة المنزلية الفاسدة لانها تؤثر بسلب على مناعتها وعلى الإنسان أيضًا، ويجب أن تكون البيئة نظيفة والمياة نقية من أي شوائب وتنظيف الأدوات المستخدمة للأكل بأستمرار.
تعد الفراخ البيضاء صعبة في تربيتها، لأنها تحتاج إلى إهتمام أكبر مقارنة بالبلدي، حيث يجب ضبط درجة الحرارة وتكون ثابتة ولا تتغير، وتوفير التهوية المناسبة وعدم إستعمال الهرمونات خاصةً في المزارع، ومراعاة جدول التطعيمات والوقاية من الأمراض والتأكد من جودة الاعلاف وتكون خالية من الهرمونات الضارة.
إختار طريقة التربية.. لا مجرد إسم
تكمن الحقيقة في أن إسم الفراخ سواء كانت بلدي أو بيضاء ليس العامل الصحيح لإختيار الدجاج المناسب، بل إن طريقة التربية هي التي تحسم الجدل، حيث التربية الصحيحة ونوعية التغذية ومستوى الرعاية عمومًا يسهم بشكل كبير في سلامتها وجودتها.
وفي النهايه نكتشف أن الفراخ البلدي والبيضاء كلًا منها لها مميزات وعيوب، سواء من حيث القيمة الغذائية أو طرق التربية المختلفة أو من حيث الطعم و النكهة، وبذلك نستنتج أن وعي المستهلك وأختياره المصدر الموثوق عاملان مهمان لأنهما يؤثران على كل الجوانب وعلى صحة الإنسان خاصةً.