إيمان كامل
4 أسرى فى وطنهم يعيدهم المعتدى إلى السجن الذى أقامه على أرضهم
فى حادثة فريدة من نوعها، وفى عيد “روش هشْانا” اليهودى، استيقظ العالم أجمع والأمن الإسرائيلي خاصة يوم الاثنين علىخبر انتزاع 6 من الأسرى الفلسطينيين لحريتهم من سجون القمع والاحتلال الإسرائيلية، من خلال نفق قاموا بحفره فىأرضية المرحاض فى زنزانتهم “وهذه الزنزانة كما أعلنت جريدة يديعوت أحرونوت أنها مبنية من 66 طنا من الخرسانة المصبوبة“.
فهناك علامات استفهام حول هذا، فكيف لهؤلاء الأسرى الذين لا حول لهم ولا قوة أن يقوموا بحفر هذا النفق بواسطة ملعقة! وأين هى الحراسة المشددة والأجهزة عالية الدقة فى الحراسة؟ وكيف قاموا بحفر النفق دون أن يلاحظ أحد مكان الحفر؟!
يذكر أن الأسرى الفلسطينين هم: “محمود عارضة ، محكوم عليه مدى الحياة منذ عام 1996″، “يعقوب قادرى، محكوم عليهمدى الحياة عام 2003″، “محمد عارضة محكوم عليه مدى الحياة منذ عام 2002″ ،“ايهم كمنجى، محكوم عليه مدى الحياةمنذ عام 2006″، “زكريا زبيدى، مايزال موقوفا منذ عام 2019″، “مناضل انفيعات، معتقل منذ 2019″.
وكأن ساعات الفرحة لم تقدر للفلسطينيين ولم تدم كثيرا، فبعد أن هلل الفلسطينيين فرحا بهروب الأسرى الـ6 من سجن جلبوعالإسرائيلى، والذى يعد شديد الحراسة مقارنة بالسجون الأخرى وبه أحدث الأجهزة والمراقبة عالية الدقة، وبعد خمسة أيام منهروب الأسرى، تم القبض على اثنين منهم وهما “محمود عارضة، ويعقوب قادرى“.
كشفت جريدة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ملابسات القبض على الأسيرين بعد التواصل مع أحد سكان الناصرة “والذين نفوا الإبلاغ عن الأسرى الذين لجأوا إليهم” مساء يوم الجمعة، وهم من “عرب 48″ وقد طلبوا منهم الطعام والمساعدة، ولكنسرعان ما قاموا بالإبلاغ عنهما، ومن ثم تم القبض عليهما فى مدينة الناصرة، وفى صباح اليوم التالى يوم السبت، أعلنت جريدة “يديعوت أحرونوت” أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تمكنت من القبض على أسيرين آخرين وهما “زكريا الزبيدى، ومحمدالعارضة” أثناء اختبائهم تحت عربات شاحنات فى موقف سيارات خلال جولة ميدانية وأضافت أن قوات الأمن استخدمت فى ذلك وسائل تكنولوجية متطورة ساعدتهم فى القبض عليهما.
وتصف جريدة “يديعوت أحرونوت” الحالة التى كان عليها الأسرى، بأنهم كانو خائفين ومرتبكين، جائعين و مهانيين، وساءت حالتهم كثيرا.
ولكن ما ظهر فى صورة الأسرى المعتقلين التى تداولت وفيديو القبض عليهما، يعكس كذب روايتهم، فظهر الأسيرين بصحة جيدة وملابس مرتبة وشكل مهندم، فلم يظهر عليهما أى علامات مهانة أو جوع أو اى مظهر من مظاهر التسول كما زعموا.
فما حدث يعد ضربة نفسية ومعنوية للفلسطينيين الذين احتفلوا بالهروب التكتيكى والبطولى للأسرى، وكأن ما أراد سطات الاحتلال الإسرائيلى توصيله للعالم العربى والشعب الفلسطينى خاصة أن من يتحدانا فسوف يذل ويهان و يتم خيانته ويسلم من بنى جنسه العربى الفلسطينى للعدو.
ومن يعلم فربما فى الساعات المقبلة تعلن قوات الأمن الإسرائيلية عن ماهية القبض على آخر أسيرين هربوا من سجن جلبوع.