كتبت – حسناء منصور
تحل اليوم ذكرى وفاة الممثل صلاح منصور، والذي قدم العديد من الأدوار الجيدة والتي ستظل محفورة في وجدان المشاهد العربية.
ودخل الفنان صلاح منصور لمستشفى العجوزة، وكانت معه زوجته، وابنه الأكبر مجدي، وكانت آخر كلماته التي قالها لهم وفقاً لزوجته: “لا تبكي .. فقد عشت عمري وأنا أكره الدمع في عيونك ولن أحبه بعد موتي” كانت تلك آخر كلمات صلاح منصور لزوجته وهو علي فراش الموت، عندما أيقن أن تلك هى لحظاته الأخيرة ولم تستطع زوجته أن تتمالك دموعها.
ورحل صلاح منصور في يوم الجمعة 19 يناير عام 1979 عن عمر يناهز 56 عاما، وبعد وفاته تقدمت أرملة الفنان الراحل بطلب للرئيس السادات لصرف معاش استثنائي بسبب ضيق ذات اليد، ووافق السادات على طلبها، تقديراً لما قدمه الفنان صلاح منصور لمصر وللفن.
ولقب الممثل صلاح منصور بعمدة السينما المصرية، وذلك بعدما جسد دور العمدة عتمان في فيلم الزوجة الثانية، لشكري سرحان، وسعاد حسني، ذلك الدور الذي يعتبر نقطة فارقة في حياته الفنية، بل يعتبر علامة من علامات السينما المصرية، فقد أستطاع أن يجسده ببراعة تجعلنا نتذكر كلماته إلي الآن، وبسبب هذا الدور ظل “منصور” محصور في أدوار الشر لفترة كبيرة لعل نظرته الحادة المعبرة أيضاً كانت سبباً في حصره في تلك الأدوار .
وبالإضافة إلى أن صلاح منصور عشق التمثيل منذ طفولته، ووقف على المسرح لأول مرة وهو في عمر 15 حيث قدم دور هاملت، وألتحق في أول دفعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والذي تخرج معه فاتن حمامة، وشكري سرحان، وعمر الحريري، وفريد شوقي، ولعل نجوميته قد تأخرت عنهم بالرغم من موهبته الكبيرة حتى ظل يقدم أدوار صغيرة لفترة طويلة، ولكن كان دائماً يسعى أن يترك بصمة في تلك الأدوار حتي لو كانت أدوار صامته.
ويذكر أن صلاح منصور عاش حياة حزينة، حيث فقد ابنين له الأول وهو طفل حيث كان يعاني من ضمور في أعضاءه، وبدأ منصور معه رحلة العلاج، وكان يسافر إلى لندن كل عام حتى يستكمل رحلة علاجه حتى صرف كل نقوده فطلب العلاج على نفقة الدولة، وبالفعل تم صرف ثلاثة أشهر له لكنهم رفضوا تجديده.
وجدير بالذكر أن في إحدى المرات وهو في لندن تقابل مع الرئيس السادات الذي طلب منه علاج ابنه على نفقة الدولة ووافق فطلب منه أن يكتب تلك الموافقة، أما ابنه الثاني فقد أستشهد في حرب أكتوبر وعندما أبلغوا بالخبر وزع الشربات ورفض أن يستلم مكافأته ومعاشه وتبرع بهم للجيش المصري.
ولم يستطيع أن يتحمل صلاح منصور كل هذا الحزن وأصيب بعدة أمراض، وتمكن السرطان منه حتى توفى على أثره في مثل هذا اليوم تاركاً ورائه أعمالاً لا ينساه تاريخ السينما المصرية ولا ينساه المصريين.