تقرير – بسمة غربية
يعتقد البعض إعتقاد خاطئ وهو أن الإعاقة تتعارض مع الإبداع والموهبة وأن الأشخاص ذوي الإعاقة ليس لديهم القدرة على التفكير الابتكاري والإبداعي، حيث يتلقى الأطفال الموهوبون ذوو الإعاقة اهتمامًا متزايدًا بإعاقتهم أكثر من الاهتمام بمواهبهم سواء داخل الأسرة أو في المدرسة، فيتم تسليط الضوء على الإعاقة بدلاً من الموهبة.
أشارت بعض الدراسات إلى أن ما يتراوح من 5-10% من الأطفال الموهوبين يعانون من إعاقات، هذه الإعاقات تشمل الخلل الحسي أو الإعاقة الجسدية أو صعوبات التعلم الخاصة.
تؤكد إحصاءات أخرى أن هناك نسب تتراوح من 2-5% من الأطفال المعاقين هم موهوبين، ويقدر بعض الباحثون أن 2-10% من مجموع الطلاب المسجلين في برامج الموهوبين لديهم صعوبات في التعلم (رضوان، 2011)، ويطلق على هذه الفئة من الأفراد مصطلح “الموهوبون من ذوي الخصوصية المزدوجة” وهم الذين لديهم نواحي تفوق في مجال ما، ونواحي قصور في جانب آخر (الدسوقي واسماعيل، 2019).
تختلف فئات الموهوبين من ذوي الخصوصية المزدوجة، حيث تندرج تحت هذه الفئة الموهوبون ذوو صعوبات التعلم، والموهوبون ذوو الإعاقة الجسمية، والموهوبون ذوي الإعاقات الحسية (السمعية والبصرية)، والموهوبون ذوو متلازمة اسبيرجر، والموهوبين ذوو الاضطرابات السلوكية والانفعالية، والموهوبون ذوو اضطراب الانتباه المصحوب بفرط النشاط (الدسوقي واسماعيل، 2019)، وقد صنف الصمادي (2015) الموهوبين من ذوي الإعاقة إلى ثلاث فئات، وذلك وفقاً لتصنيف المنظمة العالمية للأطفال الموهوبين (1993).
تعد عملية اكتشاف الموهوبين عملية في غاية الأهمية والتعرف عليهم يمثل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم، ومن أهم المشكلات التي تعوق عملية التعرُّف على هذه الفئة من الموهوبين وتحديدهم بدقة استخدام أدوات ومقاييس أعدت بالفعل لأقرانهم غير المُعاقين، فهم لا يُظهرون مؤشرات واضحة تعكس قدراتهم مقارنة بأقرانهم غير المُعاقين، وعند مقارنتهم بأقرانهم غير المُعاقين قد يتسمون بالبطء؛ بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم، وقد يكون لديهم جوانب قوة في بعض الحالات وجوانب قصور في مجالات أخرى، إلاّ أنَّ الفجوة بين الجانبين تعمل على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح.
يحجب مواهب الأطفال ومقدرتهم الفعلية طبيعة العجز، وفرط انشغال المعلمين والأسرة بمظاهر العجز وما يترتب عليه يؤدي إلى عدم التفاتهم وانتباههم إلى ما قد يتمتع به الطفل من قدرات ومواهب أخرى غير ظاهرة، ووجود قيود منزلية ومدرسية مفروضة على الطفل لا تُتيح له سوى عدد قليل من الفرص لإظهار مواهبه المكنونة، واستخدام أدوات وطرائق وإجراءات تقييم غير ملائمة لهم، والاقتصار في الحكم على مستوى الطفل على بعض بيانات جزئية أو غير شاملة لمختلف جوانب شخصيته. (متولي والقحطاني، 2016).
يجب على الآباء أن ينتبهوا للحاجات النفسية للطفل حتى تنمو موهبته ويبدع، فيجب تقليل الإحباط وزيادة الدافعية، وتوظيف مواطن القوة لتخفيف من جوانب الضعف.
توظيف الأنشطة الجماعية للتغلب على مواطن العجز والضعف، والتركيز على اكتشاف الطفل لمواهبه وجوانب القوة المرتبطة فيها، وتقديم نماذج إيجابية من الأطفال الموهوبين والاستفادة من خبراتهم، وتعزيز الثقة بالنفس وتدعيم الشعور بالأمن ومفهوم الذات (دبابنه والعطية، 2015).
أثبتت نتائج عديد من الدراسات، دبابنه والعطية (2015) أن الاهتمام بتنمية الموهبة والإبداع لدى الأفراد ذوي الإعاقات له أثر كبير في تنمية الأداء الأكاديمي لديهم، وتحسين مفهوم الذات والشعور بالأمن، وأظهرت نتائج دراسات أخرى أثر تنمية الموهبة والإبداع لدى الأشخاص ذوي الإعاقات على تحسين المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل لديهم والمهارات اللغوية، والعيش بطريقة أكثر انتاجية.