تقرير – حسناء منصور
مخاطر كثيرة يسببها وضع هاتفك المحمول بجانبك أثناء النوم، وهى عادة يمارسها الكثيرون رغم كونها خطيرة للغاية على الصحة العامة أثناء النوم، إذ إن الترددات اللاسلكية التي تخرج من الهاتف يمتصها الجسم ويسبب أمراضًا خطيرة، وتنصح الكثير من الدراسات بضرورة جعل الهاتف في وضع الطيران عند النوم.
أعلنت الدكتورة ماريا إيغناتيفا، أخصائية طب الأعصاب، أن إشعاع التردد اللاسلكي المنبعث من الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى، تمتصها أنسجة الجسم، ويمكن أن يكون لها تاثير سلبي في الصحة بشكل عام.
كشفت الدكتورة، عن المخاطر الناتجة عن النوم بجوار هذه الأجهزة، وما هى المشكلات الصحية التي تهدد الأشخاص المدمنين على الهواتف الذكية حتى أنهم لا يتركونها دقيقة واحدة.
المؤكد أنك إذا ذهبت يومًا إلى فراشك من أجل النوم مبكرًا، لوجدت نفسك تتجول عبر وسائل التواصل الإجتماعي، إذ أصبح من الصعب عليك تسجيل الخروج وترك هاتفك في غرفة أخرى ولو لساعات قليلة، فهل تعلم أن استخدام الهاتف قبل النوم مباشرًة يؤثر على صحتك أكثر مما تظن ومن هذه المؤثرات مايلي:
يضر العين، في حالة أصبحت رؤيتك ضبابية فجأة بعد أن قضيت ساعات في تصفح جهازك فإن هذه الحالة لا تخصك وحدك، إذ إن استخدام الهاتف الذكي وأنت مجهد سيؤدي بدوره إلى إجهاد العينين، وهو ما يعرف أيضًا بالعيون المتعبة والمرهقة، ولحماية عينيك حاول خفض سطوع شاشة الهاتف، وتجنب استخدامه لفترات طويلة.
يسبب آلام الرقبة، إذا كنت تعاني من الإحساس بآلام الرقبة وكانت تزعجك بإستمرار فإن استخدام الهاتف قبل النوم سيفاقم الوضع أكثر، فعندما تحني رأسك نحو الأمام باتجاه الهاتف فإن هذه الوضعية تسبب مزيد من الضغط على عضلات الرقبة، وهو الأمر الذي يسبب ألمًا أكثر، وفي هذه الحالة إذا كنت لا تستطيع أن الذهاب إلى فراشك دون تصفح هاتفك فحاول أن تتخذ وضعية مريحة بجعل الهاتف في مستوى عينيك لتجنب إجهاد عضلات الرقبة.
يسرّع شيخوخة الجلد”البشرة” إذ أن الكثير من الأموال قد تنفق على مستحضرات العناية بالبشرة ذات الأثمان الباهظة، ثم يأتي أمر بسيط مثل استخدام الهاتف قبل النوم لينسف كل جهودك، فعندما تحدق فيه لفترات طويلة فإن ذلك يؤدي إلى ظهور خطوط وتجاعيد على رقبتك تجعلك تبدو كأنك تقدمت في السن قبل الأوان.
في سياق متصل أنه يسبب اضطراب في النوم، عندما تخلد إلى النوم بعد يوم طويل قد يكون من المغري أحيانًا تمضية بعض الوقت في تصفح الأخبار وتفقد الرسائل، لكن هذه العادة التي قد لا تبدو ضارة قد تحرمك من الحصول على نوم جيد ليلًا، إذ إن الضوء الأزرق الصادر من الهواتف الذكية لا يؤثر على الرؤية فحسب، بل يمكن أن يسبب أيضًا اضطرابًا في النوم أو ما تعرف باضطرابات دورة النوم والاستيقاظ، وهذا بدوره يتسبب في مزيد من المضاعفات الصحية.
قال الدكتور أشرف عبدالمنعم، أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب جامعة المنصورة، قائلًا: “لم يثبت علميًا حتى وقتنا الحالي من خلال أبحاث علمية موثقة أن هناك أضرارًا خطيرة أو غيرها جرّاء النوم بالقرب أو بجوار الأجهزة الإلكترونية”.
أضاف الدكتور أيمن ثروت، أستاذ مساعد الحالات الحرجة والتخدير بجامعة عين شمس، قائلًا: “إن النوم بجانب الأجهزة الإلكترونية قد يسبب خطرًا شديدًا على الصحة العامة، إلا أن الأبحاث العلمية لم تُثبت حتى الآن أن النوم بجانب الأجهزة الإلكترونية قد يتسبب في الإصابة بالأمراض السرطانية، ولم يثبت أنها تدمر خلايا المخ كما يشاع، لكن يجب تجنب فعل ذلك بكل تأكيد”.
أشار”ثروت” إلى أن بعض الدراسات ربطت بين النظر في شاشات التليفون بشكل طويل واحتمالية وجود صلة بين نقص الميلاتونين وبعض الأمراض، كالسمنة والسكري، وحتى بعض أنواع السرطان.
كما أن الهاتف المحمول يصدر ما يسمى بالضوء الأزرق، وهذا الضوء يؤثر على هرمون الميلاتونين الذي يعمل كمنبه للجسم، فهو يتحكم في عملية النوم والاستيقاظ، والخلل في هذا الهرمون قد يؤدي إلى أضرار عديدة لجسم الإنسان.
لفتت الدكتورة ماريا إيغناتيفا، إلى أن الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز العصبي والمناعة، هم أكثر حساسية لمجالات التردد اللاسلكية، ولكن لا توجد إلى الآن بيانات موثوقة عن تاثير إشعاع التردد اللاسلكي المنبعث من الهواتف الذكية في جسم الإنسان.
أضافت الدكتورة، أن الشيء الأكثر خطورة على صحة الأطفال والبالغين على حد سواء، هو استخدام الهواتف الذكية في الظلام.
تقول”ماريا”: “اللون الأزرق لشاشة الهاتف الذكي يؤثر سلبًا في العيون، والإيقاعات البيولوجية، ويسبب الأرق والصداع ويسبب إنخفاض الأداء واضطراب الذاكرة، ويحفز الإصابة بأمراض العين التنكسية”، لذلك يجب أن يترك الهاتف الذكي على مسافة جيدة من مكان النوم ومفصولًا عن الشبكة الكهربائية.
على الرغم من عدم وجود رابط قاطع بين استخدام الهواتف وهذه الأمراض، فإن ذلك لا يمنعنا من تقليل التعرض للترددات اللاسلكية، فقط لكي نكون في الجانب الآمن، ولذلك أصدرت الإدارة الصحية التوصيات التالية:
ابق هاتفك بعيدًا عن جسمك، حتى بضعة أقدام فقط ستحدث فرقًا كبيرًا، واستخدم سماعة بلوتوث قدر الإمكان، وأرسل رسائل نصية بدلًا من التحدث على الهاتف، وابق الهاتف بعيدًا عنك أثناء تنزيل أو إرسال ملفات كبيرة كما يتعين عليك حمل هاتفك في حقيبة ظهر أو محفظة بدلًا من الجيب أو الحزام أو حمالة الصدر.
وتجنب استخدام هاتفك المحمول عندما يرسل مستويات عالية من الترددات اللاسلكية، ويحدث هذا عندما تكون الإشارة ضعيفة”شريط واحد أو اثنين فقط من الخدمة”، وإذا كنت في سيارة سريعة فتجنب بث الصوت أو الفيديو أو تنزيل الملفات كبيرة الحجم أو إرسالها.
ولا تنام والهاتف في سريرك أو بالقرب من رأسك، ما لم تحوله إلى وضع الطائرة، ويتعين عليك وضعه على بعد بضعة أمتار على الأقل، وهذا يعني أنه لا نوم والهاتف تحت الوسادة بعد الآن.
ويجب خلع سماعة الرأس عندما لا تكون قيد الإتصال، حيث تصدر سماعات الرأس مقدارًا صغيرًا من الترددات اللاسلكية حتى في حالة عدم استخدام هاتفك، على الرغم من أنها أفضل من حمل الهاتف إلى مستوى الرأس، فإن عليك الحد من التعرض للتردد اللاسلكي قدر الإمكان.
ولا تعتمد على”درع إشعاعي” أو غيرها من المنتجات التي تزعم منع طاقة الترددات اللاسلكية أو المجالات الكهرومغناطيسية أو الإشعاعات من الهواتف الخلوية، وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، فإن أي منتج يتداخل مع إشارة الهاتف قد يجعله يعمل بخطورة أكبر وربما تنبعث طاقة أعلى من التردد الراديوي من أجل البقاء على اتصال، مما يأتي بنتائج عكسية.
وجدير بالذكر أن الأطفال معرضون لخطر أكبر من البالغين، لان أدمغتهم وأجسادهم أصغر بكثير وأقل تطورًا، بحيث يكون للكمية نفسها من الترددات اللاسلكية تأثيرًا أكبر عليهم.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه الأبحاث بشأن تأثير الترددات السلكية على الأطفال قليلة، فإن الدراسات المتاحة حاليًا ذكرت أن الأمر قد يعرض الأطفال والمراهقين لـ”فقدان السمع أو الرنين في الأذنين، والصداع، وتراجع الصحة العامة”.
وقبل أن تفزع وتسرع من أجل بيع جهازك الذكي والحصول على هاتف أرضي عوضًا عنه، تذكر أن العلم لا يزال يتطور وأن الأمر مرهون بالاستخدام المتزن لهذه الأجهزة، والأهم من ذلك هو أن تنام بعيدًا عن هاتفك.