تحقيق ـ بسمة البوهي
تشكل جرائم خطف الاطفال واحدة من أكبر الكوابيس التي يمكن أن تواجة أي أسرة، وهي واحده من أكثر الجرائم البشعه التي تثير الخوف والقلق في قلوب الأهالي وهي تلك الجرائم التي تستهدف براءه الأطفال، وتترك أسرهم في حاله من الحيره والذعر، وتلك اللحظات المرعبه التي يختفي فيها الطفل عن أهله تكون لحظات مؤلمة وحزينه لا توصف بالنسبه لأسرتة.
وبالحديث مع الآباء والأمهات حول قضية خطف الاطفال تقول إحدى الأمهات (ه.م) “انا أشعر بالغضب حول هذه الجرائم حيث تجعلنا نقلق على أطفالنا حتى وإن كانوا في المدارس أو الدروس ومن شده خوفي أرفض أن يلعبوا في الشارع وإن فعلوا أجلس لأراقبهم واطلب منهم أيضاً ألا يبتعدوا عن المنزل”.
وأكد (م.س) “عندما أسمع عن هذه الجرائم وإن أُخذ طفل من بين أحضان أمه وأبوه أدعو لهم كثيراً للعثور عليه وأنبه على أولادي ألا تذهبوا مع أحد لا تعرفونه، وأنبه على زوجتي أيضاً إلا تترك الأولاد يلعبون في الشارع ويبتعدون كثيراً، ومن كثر خوفي عليهم أشتري العاباً كثيره حتى يلعبوا في البيت ولا يحتاج أن يكون خارج المنزل مع انني اعلم أن هذا أمر خاطئ ولكن أفعل هذا لخوفي عليهم”.
وأضاف (أ.ع) “انا طالبه جامعيه أخاف أن أركب مع سواق توك توك لأن معظم الخطف يحدث به ولا أتحدث مع أحد لا أعرفه ولا حتى المتسولين، ومن فتره حدث موقف أن سيده تسأل عن الأوراق المطلوبه لتقديم في الكليه ابتعدت عنها وتعمدت أن ألا اتحدث معها، واكتفيت بأن أقول لها اذهبي إلي الكليه بالتحديداً في الشؤون وهعرفي كل الأوراق المطلوبة”.
وتابع (ح.س) “إن هذه الجرائم مخيفه جداً حيث يتنكر الرجال في لبس حريمي ونقاب أيضاً ثم يأخذ الأطفال بكل سهوله، وأن البعض الأخر يفعل كأنه يتسول وعندما يرى طفل يكون مستعد حيث يجهز المنديل الذي يكون به مخدر، وهذا الفعل جعلنا ألا نصدق المتسولين وحتى إن كانوا محتاجين فعلاً وهناك مثل يقول «إن الناس المحترمه تاهو وسط الناس المجرمه»”.
وأوضح (ح.ح) “مع كثره هذه الجرائم لم أعد أثق أن أولادي يذهبون خارج المنزل بمفردهم، لدرجه إنني أذهب معهم للمدرسه كل صباح واحذرهم عدم الخروج من المدرسه أو تناول أي طعام أو حلوى يقدمها لهم أحد حتى أعيادهم للمنزل، وكما أنني أطلب من المعلمين المجيء الى المنزل للتدريس لأولادي حتى يكونوا أمام عيني”.
أساليب وخدع عديدة لخطف الأطفال
يتنكر المجرم في ملابس محترمه ويظهر عليه الاحترام ثم يبدأ بأستدراج الطفل عن طريق إعطائه الألعاب أو الحلويات أو إقناعه بأنه سوف يذهب لأمه، ومن الممكن أن امرأه تقف أمام مدرسه تبيع المناديل وتكون إحدى هذه المناديل بها مخدر وعندما يشتري أحد منها تنتظر ليفتحها وتقع الضحيه أرضاً ثم تدعي أنها ابنتها وتقنع الناس ثم تأخذها بواسطه أحد كان ينتظرها.
وبالإضافة إلى أن هناك خطف بالقوه وهو إستخدام المجرم قوته لخطف الأطفال و وضعهم في سياره أو توك توك، ويعتبر التوك توك هو الاداه المستخدمه للخطف لأنها خفيفه وسريعه، أو يقوم الخاطف بأستدراج الطفل بحجه أنهم يسألون عن مكان معين وينتظرون الوقت المناسب ليأخذهم، والغريب أن بعض الخاطفين يريدون سن معين و مواصفات معينه في الطفل للأستفاده منه اكثر.
وأشار بعض الناس أن ليس الخطف بغرض تجاره الأعضاء فقط بل هناك خطف للمساومة، وهو خطف للحصول على فديه أو غرض معين مقابل إطلاق سراحه حيث يتفاوض المجرم مع الأهل لتلبية طلبه والاتفاق على مكان تسليم الطفل وأخذ الفديه التي طلبها، وهناك خطف بسبب مشاكل عائليه مثل زوج يهدد زوجته بأولاده أو العكس.
اختلفت الأساليب والطرق والنتائج واتفق الهدف
من الممكن أن تكون الدوافع من بين الأسر حيث يعانون من فقر شديد واحتياجهم للمال يجعلهم يتجهون لخطف الأطفال و يتم بيعهم لتجاره الاعضاء البشريه أو ايا كان ما يفعلونه بالاطفال المهم كسب المال، أو من الممكن توجد خلاف بين شخص على أموال أو صفقات في عملهم وهذا يوجه تفكير أحدهم في خطف طفل الآخر لتلبيه رغبته، أو من الممكن أن يوجد مشاكل عائليه بين الزوجين فتؤدي إلى خطف أطفالهم للحصول على الحضانه كما حدث في الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن اباً خطف بناته تحديداً في الاسانسير لحرق قلب أمهم عليهم ويدعي أنه يريد أن يحصل على حضانتهم، أو يعاني الخاطف من اضطرابات نفسية أو يتعاطى المخدرات لهذا يقوم بخطف الأطفال للحصول على المال.
أصبحت هذه الجرائم تثير حاله من القلق في نفوس الأهالي خاصه بعد ما سادت حاله من الزعل مؤخراً بعد مقتل طفل شبرا الخيمه وانتزاع أحشائه بغرض بيع أعضائه، وليس هذا فقط بل تم تصوير الجريمه كامله وبيع مقطع الفيديو حيث تم التمثيل بالجثه على «الدارك ويب» او ما يسمى بالانترنت المظلم لجمع المال وليس لتجاره الاعضاء فقط.
وأضافت بعض الناس أن في وسط كل هذا الخوف والقلق على أولادهم الا أن هناك بعض المختلين عقلياً يصنعون فيديوهات لخطف الأطفال وكانه فيلم وثائقي، ويتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيك توك والفيس وغيرهم من الوسائل، وعند مشاهدة هذه المقاطع هناك بعض الناس تصدق هذا و يزداد قلقهم أكثر، وأنهم يفعلوا هذا لزيادة المتابعين وكسب المال.
التأثيرات النفسية على الضحايا وأسرهم
تُصاب الأطفال الذين يتعرضون للخطف صدمه نفسيه حيث تتمثل في القلق والخوف مما سيحدث لهم، وفي ذلك الوقت تصبح الأهالي في صدمة وعدم تصديق لما حدث ومن الممكن أن تصيبهم اضطرابات نفسية ثم يتخيلون سيناريوهات بشعه وتذكيرهم بأن اطفالهم سوف يحدث لهم كما حدث في الأطفال الاخرين وليس ذلك فقط بل يشعرون بالذنب والعجز في كيفيه إرجاعهم.
الجانب القانوني في جرائم خطف الأطفال
وبالانفراد بالحديث مع المستشار “حسام الشتري” أوضح أنه يجب أن يقوم بمراجعه الأدلة المتاحة مثل الشهود أو كاميرات المراقبة وجمع المعلومات الكافية ويقوم بتحليل الادله، وفي نفس الوقت يعمل على دعم الأهالي وتقديم النصائح لهم ويسألهم أيضاً أن هناك عداوه بينكم وبين أحد، ومن الذين تشكون انه من الممكن أن يفعل هذا هل أحد من الجيران أو فرد من العائله.

المستشار “حسام الشتري”
عقوبه خطف الأطفال لأغراض تجاره الأعضاء
وأضاف “المستشار القانوني” أنواع خطف الأطفال كثيرة وتختلف العقوبات، أولاً الخطف لغرض تجاره الأعضاء وتعتبر من أشد الجرائم التي يتم فيها استغلال الأطفال للحصول على اعضائهم وهذا يعرض الطفل للخطر الشديد الذي يؤدي إلى موته، وعقوبتها بتختلف ولكن تصل إلى الإعدام.
عقوبه الخطف للأبتزاز
وبخصوص ثاني أنواع الخطف هو الخطف لطلب فديه وأنه يتم إبتزاز الأهالي والحصول على فديه مالية كبيرة لإسترجاع الطفل، والعقوبه تكون مشدده من الممكن أن تصل إلى 25 سنه وإذا حدث شيء للطفل تصل إلى الإعدام.
عقوبة الخطف الذي يسبب عاهه
أما ثالث أنواع الخطف هو الخطف الذي يسبب عاهه، وهو يقوم الخاطف بخاطف طفل معين لأخذ عضو من اعضاء واعادته لأهله، هذا الفعل يجعله يتعرض للخطر ومن الممكن ان يؤدي الى موته، والعقوبه 25 عام وتصل الى الاعدام، وهناك نوع آخر وهو الخطف بسبب الخلافات العائليه وهي الانتقام بين الزوجين في حاله الطلاق أو المشاجره، والعقوبه تصل للسجن على فترات متفاوته وغرامه ماليه وتضم إجراءات حمايه للطفل بعد عودته.
رأي الطب النفسي في تأثير جرائم الخطف
يقول الدكتور “عبد الحميد” طبيب نفسي إن هذه الظاهرة تجعل الأطفال يدخلون في حاله من الخوف والقلق من الناس وأنها تجعل سلوكهم يتغير مثل الانعزال الاجتماعي والتصرفات العدوانيه، ويجعلهم يفقدون الثقه في الاخرين وهذا يؤثر على علاقتهم الاجتماعيه وأداؤهم الدراسي وهذه الجرائم تجعل الأهالي يخافون بشده على أطفالهم طوال الوقت وينبهون عليهم ويحذروهم من الناس.
ويضيف “الدكتور النفسي” أن واجب على الأهالي مساعدة الأسرة التي حدثت الجريمه معهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي والمادي لمساعدتهم في تخطي الموقف والتعافي منه وممارسه حياتهم الطبيعية.
كيف يمكن للأسر أن تحمي أطفالها من هذا الكابوس
يجب على الأهالي توعيه أبنائهم في عدم التعامل مع الغرباء وتحفيظهم أرقام الهاتف الخاصه بالوالدين وعنوان المنزل حتى يعود للمنزل إذا ضلوا الطريق، وتعليمهم كيفيه التعامل مع الغرباء مثل من يقدم له الهدايا او ركوب سياره مع شخص غريب، وأن يظلوا مع زملائهم إذا كان في اللعب أو المدرسه، وعدم التجول في الشوارع المظلمه ويجب على الأسر مصاحبه أطفالهم حتى يتمكنوا من معرفه مخاوفهم والتحدث معهم بأرتياح دون خوف.
سيبقى موضوع خطف الاطفال جرحاً ينزف في قلب المجتمع ويجب علينا أن نقف صفاً واحداً ويد في يد لمكافحتها، وأن حمايه الاطفال مسؤوليه جماعيه تبدأ من داخل الاسره وتمتد إلى المجتمع، ولابد أن ننشر الوعي بين الناس وتنفيذ الإجراءات الوقائيه التي تعمل على تقليل هذه الجرائم وضمان سلامه أطفالنا، إما دور الحكومات في هذه الجريمه تنفيذ أشد العقوبات على المجرم وتعذيبه كما يعذب الأطفال حتى يكون عبره لأمثاله، وسيبقى السؤال هل ستنتهي هذه الظاهره أم ستتوسع وتكون أكثر بشاعه وجراءه.