تقرير – أحمد محمود
يعرف الذكاء الإصطناعي بأنه الذكاء الذي تستخدمه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج، كما أنه يقوم بصنع حواسيب وبرامج قادرة على إتخاذ سلوك ذكي يحاكي سلوك الإنسان البشري تماماً.
ويخشى البشر في الوقت الحالي أن يصل تطور الذكاء الإصطناعي ذات يوم إلى درجة ينقلب فيها على مخترعيه ويدمر البشرية ويقضي على العناصر البشرية، وبقدر ما للذكاء الإصطناعي من فوائد لاحصر لها للبشرية فإن له مخاطر كبيرة يجب الحذر منها.
حيث من أبرز مميزاته أنه يسهل ويسرع خطوات كثيرة كانت تستهلك جهداً ووقتاً كبيراً ويساعد الأشخاص على تطوير قدراتهم، كما يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي استخدام تعلم الآلة وشبكات التعليم العميق في حل المشكلات المعقدة بذكاء يشبه ذكاء العنصر البشري.
ويؤثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا بشكل كبير، حيث يمكنه تحسين كفاءة العمل وتوفير الوقت والجهد، كما يستخدم في العديد من المجالات المتنوعة مثل الطب والتعليم والنقل والتسوق
كما يقوم الذكاء الإصطناعي بتحليل البيانات بشكل سريع ودقيق واتخاذ القرارات الأمثل، ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بشكل مسؤول وبطريقة سليمة لضمان عدم تأثيره على العمالة وحماية الخصوصية.
يُمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على عكس العناصر البشرية بدون أن تنخفض معدلات الأداء، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أداء المهام اليدوية بلا أخطاء، كما يقوم بتقليل أعباء عمل الموظفين وفي الوقت نفسه وتيسير جميع المهام المتعلقة بالأعمال.
وكما أن للذكاء الإصطناعي العديد من المميزات العديدة إلا أن مخاطره تهدد صحتنا العقلية والنفسية، فالذكاء الإصطناعي سلاح ذو حدين إما تطوير قدراتنا أو تدمير صحتنا النفسية.
فقد يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على طبيعة العمل، مما يؤدي إلى القضاء على المهام المتكررة وربما يؤدي إلى إزاحة الوظائف نهائياً، كما يمثل تهديداً لبعض المهن فيجد الموظفون أنفسهم أمام تهديد خارجي بسبب مخاوف فصله من العمل نتيجة إحلال الذكاء الاصطناعي محله في الكثير من الوظائف.
وأكدت بعض الدراسات أن الذكاء الإصطناعي ربما يتسبب في تدهور الصحة النفسية للموظفين الذين يعملون في أماكن عمل تستخدم التكنولوجيا في كل التفاصيل فيجد الموظفون أنفسهم في حالة عزلة داخل مكاتبهم مع الآلات والروبوتات فينعدم التفاعل الاجتماعي فيشعر الموظف بالعزلة والوحدة ويدخل في حالة اكتئاب.
وقالت الدكتورة ولاء محمد دكتورة علم النفس بكلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق: “أن هناك آثاراً سلبية للذكاء الاصطناعي منها الإفراط في استخدامه ليصل إلى حد الإدمان، وذلك بسبب تخوف الفرد من أن يحل الذكاء الاصطناعي محله”.
وأضافت دكتورة علم النفس:”أن هناك نقطة مهمة وهي يمكن أن تظهر مشكلة نفسية متعلقة بإدمان الذكاء الإصطناعي، وهي التوتر والقلق فيلجأ الفرد للطب النفسي، إما للطبيب بشكل مباشر أو يتجه للذكاء الإصطناعي للحصول على استشارات نفسية وهنا تظهر الكارثة الحقيقية”.
وتابعت “ولاء”:” أن دور الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالصحة النفسية يتعلق فقط بإرشادات ونصائح عامة من خلال تطبيقات الصحة النفسية وليس للتشخيص، وأنا أنصح بضرورة مواكبة التطور والتكنولوجيا مع وضع حد لاختراق الذكاء الإصطناعي لعقولنا”.
وتحدث محمد خالد “مهندس برمجة” بجامعة الأزهر عن خطر الذكاء الإصطناعي فقال : “أن الذكاء الاصطناعي لديه ما يلزم كي يُشكل خطراً على البشرية، لكن سواء كان سيشكل خطراً كبيراً أم لا، فهذا يعود إلى طريقة تعاملنا معه، فالذكاء الإصطناعي خطير بالفعل على البشر”.
وأضاف “خالد”:” أن الذكاء الإصطناعي طالما هو أذكى من البشر، بالتأكيد سيؤثر على البشر سلبياً، لذلك يجب أن يحاول البشر أن تصبح أذكى منه، بدلا من تضييع الوقت و الأمل أن يطمأنك أحدهم و يقول لك لاتخف، أنه لن يؤثر عليك، و طالما أننا كبشر، في معظمنا أغبياء، فإنه سيؤثر علينا، في معظمنا، و لكن ليس كلنا”.
وعن إمكانية أن يحل الذكاء الإصطناعي محل الوظائف البشرية قال:”نعم، سيحل الذكاء الإصطناعي محل العديد من الوظائف البشرية، ولكن ليس كل الوظائف، وهذا لن يؤدي إلى طرد الناس من هذه وظائفهم، بل سيؤدي إلى تحفيزهم لكي ينتقلوا إلى المستوى الأعلى من إمكاناتهم الوظيفية، وذلك من خلال تعلم مهارات جديدة لا يستطيع الذكاء الصناعي تقليدها”.
وتحدث أحمد حسن “طالب بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة الزقازيق” عن رأيه بنظام الذكاء الإصطناعي قال:”أن نظام الذكاء الإصطناعي سيغير نمط التكنولوجيا الحديثة بشكل كبير مستقبلاً لما يصل اليه من تطور كبير وسريع للغاية”.
وتابع “حسن”:”أن الذكاء الإصطناعي سيعمل على تسهيل الأعمال علينا بشكل كبير، وسوف يقوم ببعض الأعمال التي قد تشكل خطراً على البشر لتوفير الأمان لنا وغيرها الكثير من الأمور الأخرى”.
وعن سؤاله عن إمكانية أن يقوم الذكاءالإصطناعي بتعويض البشر أوضح:”بالفعل قد يقوم بتعويض البشر و هذا لأنني وجدت أحد تطبيقات التواصل الإجتماعي تخصتص فقط في مراسلة الذكاء الإصطناعي”.
وأضاف:”وجدت بعض الناس يشعرون بالمتعة في مراسلة هذا الذكاء أكثر من محادثتهم مع البشر لكن بمجرد إدراكك أنه ذكاء اصطناعي يصبح الأمر مملاً للغاية”.