تحقيق – سوزان الجمال
يعتاد بعض الأشخاص على إشعال البخور في المنزل باستمرار، نظرًا لرائحته العطرة، دون العلم أن استنشاق الدخان المتصاعد منه لفترة طويلة، قد يشكل خطرًا جسيمًا على صحة الجهاز التنفس.
وحرق البخور شعيرة أساسية في كثير من الديانات الشرقية “أسوشيتد برس”، فالدخان المنبعث من البخور المحترق يمكن أن تكون له مخاطر صحية، أكتشف العلماء أنه يمكن أن يحتوي على مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية الخطيرة.
بما في ذلك بعض الشائع منها الموجود في السجائر، فقد قام فريق من الباحثين في جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا وشركة تبغ كبيرة، بدراسة نوعين من أكثر أنواع البخور المعطرة شيوعًا في الأسواق، هما خشب الصندل والعود، ووجدوا أن دخانها يحتوي على مهيجات ومركبات سامة.
قال “حسين البس”: “أعاني من حساسية في الصدر من رائحة البخور وضمن الأعراض المرتبطة هي ظهور طفح جلدي، وحكة، والإحمرار علي الجلد، وانتفاخ حول العين، وسيلان واحتقان الأنف، والكحة، وصعوبة التنفس، وزغللة في العين، والغثيان، والدوخة”.
أوضحت “وفاء العسكري”: “عند تشغيل أقراص البخور يكون الوضع عادي جدًا، ولكن مع مرور الوقت يحدث أحمرار وتهيج الأنف بشكل غير طبيعي، وهذا يحدث مجرد ما أقوم بشم رائحة البخور لأني مريضه جيوب أنفية، موضحه إلى أن هذا الحالة تحدث إلى مرضى الجيوب الأنفية فقط”.
أشارت “العسكري”: “إلى أن حالات الحساسية من رائحة البخور تحدث في الاغلب إلى مرض الجيوب الأنفية، لأنه يتحسس من الروائح عمومًا، مضيفة أنه عند التعرض إلى اي رائحه يتم أحمرار وتورم منطقة تحت العين وتهيج الأنف.
أضافت “وفاء العسكري”: “أنه يتم قطع النفس نهائيًا ويلزم بي الأمر للتنفس من الفم، وللعلاج المؤقت دون اللجوء إلى طبيب يتم أنعزلي في غرفة معلقة بعيدة عن أي روائح ومع التنفس بهدوء شهيق وزفير يتم التنفس بشكل طبيعي تدريجيًا”.
قالت “نعمة عبد الفتاح” أم لطفلين: “من أسباب الحساسية الشديدة للأطفال بنسبة 90% الجينات الوراثية، موضحه أن أطفالها الاثنين لديهم حساسية وراثية، وعندما تأتي الأزمة إلى أطفالها يجب على الفور أن يأخذوا جلسات استنشاق، وتكون عبرة عن محاليل وتتكون من الملح ومادة الفاركولين وبرموكود”.
أوضحت”عبد الفتاح”: “عند تعرض أطفالها إلى دخان البخور، البرد الشديد، الدخان، العطور، الأتربة، هذا الأشياء تكون مؤذية لهما بنسبة 100%، لأنه تسبب لهما السعال الشديد طول اليوم، وضيق التنفس، لذلك من الضروري ارتداء الملابس القطنية، لأن الملابس الصوف ترفع نسبة الحساسية، مشيرة إلى أن مرض الحساسية يبدأ يخف تدريجيًا في سن 12”.
أكد الدكتور “أسامة الحبيشي”: “اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، أن البخور يمكن أن يؤدي إلى حدوث حالات غير صدرية، كالتهاب الأنف التحسسي الذي يعتبر بمثابة مهيج أو مقدمة لحدوث الربو القصبي، مؤكدًا أن التعرض للبخور بشكل متكرر يؤدي إلى ديمومة أعراض التهاب الأنف التحسسي، على الرغم من أنتظام المريض في أخذ علاجة وتناولة أدوية ممتازة”.
وأشار “الحبيشي” إلى أنه لاتوجد دراسات علمية محلية حول البخور، ولكن يؤكد من خلال مشاهدة الكثير من المرضى الذين يعانون من أمراض الانسداد الرئوي المزمن ومرض انتفاخ الرئة من غير المدخنين، وخصوصًا السيدات المواطنات استخدامهن للبخور بصفة مكثفة”.
وأوضح طبيب أنف وإذن والحنجرة: “أن البخور يحتوي على زيوت عطرية طيارة تعطي البخور نكهتة المعروفة، إضافة إلى احتواء دخانة على مركبات كيميائية ناتجة عن احتراق خشب البخور، وتتشابه هذه المركبات مع أغلب مكونات دخان التبغ وأهمها القطران، حيث يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي، بأضرار بالغة منها الربو وحساسية الجيوب الأنفية وفي بعض الحالات”
وتابع “أسامة الحبيشي”: وخصوصًا عند الأستعمال اليومي المتكرر والمبالغ فيه يمكن أن تؤدي إلى أضرار التدخين نفسها، إذ أن للدخان عنصرين، النيكوتين والقطران، والنيكوتين يؤدي إلى مضاعفات معروفة منها تنفسية ومنها وعائية كأمراض القلب والضغط وتصلب الشرايين، أما القطران فهو يؤدي إلى تهيج في الأغشية المخاطية إجمالا، وهذا التهيج يؤدي بدوره إلى زيادة أعراض مرض موجود مسبقًا كالربو”.
وقال الدكتور “الحبيشي”: إنه لا توجد دراسات علمية مؤكدة تثبت أن دخان البخور يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب، ولكنه يبقى دخان البخور مضرًا كما هو حال أي دخان، وإذا لم يكن سببًا رئيسيًا للإصابة بتلك الأمراض كما هو حال دخان السجائر، فإنه من الممكن أن يساعد على ظهور تلك الأمراض”.
وأضاف الطيب المتخصص”: المواد الكيماوية أيًا كانت وأينما وجدت فهي سامة للجسم، ومن الخطأ التركيز على الدخان فقط، فالمادة الموجودة في الدخان إذا وجدت في أي منتج آخر فهو ولا شك مضر، وهذه المواد لها تأثيرات كثيرة كالحساسية أو التليف الرئوي أو السرطان”.
وأوضح “الحبيشي”: أن البخور قد يؤثر على بعض الأشخاص المصابين ببعض الأمراض ومنها الربو، الجيوب الأنفية، التهاب الشعب الهوائية خاصة وأن مستخدمي البخور يتعمدون استنشاق الهواء الذي يخرج منها، ما يؤدى إلى حدوث التهابات رئوية حادة والتهابات أخرى في القصبة الهوائية، فضلًا عن تهيج في الشعب الهوائية ثم التهابها ويؤدى في النهاية إلى حدوث انسداد رئوي”.
أشار “أسامة الحبيشي”: “إلى أن الأبحاث العلمية أكدت أن الروائح النفاذة تعتبر من المستنفذات غير النوعية التي تتسبب في نوبات حساسية وربو شعبي، بالإضافة إلى أن الدخان المباشر الذي يخرج من أعمدة البخور ومسحوق البخور الشعبي، الذي يتم إشعاله عن طريق الفحم يضر الجهاز التنفسي، ويؤدى بدوره إلى إحداث تغيرات في أنسجة الشعب الهوائية”.
وأوضح دكتور الأنف والأذن والحنجرة، أن التعرض لدخان البخور لفترات طويلة قد يتسبب في حدوث انسداد في الشعب الهوائية بشكل قوي، ويؤدى إلى إرتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وبالتالي نقص نسبة الأكسجين فيه، مشيرًا إلى أن الجهاز التنفسي يعد أشد الأجهزة تأثرًا بعادة إستخدام العطور والبخور، حيث التعرض المباشر أو غير المباشر لها يسبب تهيج الشعب الهوائية.
وبالتالي قد تسبب الإصابة بأزمة ربوية حادة لدي مرضى حساسية الشعب الهوائية، حيث يشعر المريض بعد التعرض لهذه المواد بضيق شديد في التنفس، يصحبة سعال جاف وأزيز للصدر، وهو ما يطلق عليه أزمة ربوية حادة خاصة لدى الأطفال والعائلات ذات التاريخ المرضي، الأمر الذي يستدعي استشارة طبية.
وأضاف الدكتور “أسامة الحبيشي”: “أن العطور والبخور يسبب أيضًا عدم السيطرة على علاج مرض الربو الشعبي، وحساسية الصدر في بعض الأحيان، حيث يحتاج المريض إلى مضاعفة جرعات العلاج، وذلك للسيطرة على الأعراض الجانبية تهيج الشعب الهوائية، كما أن التعرض للبخور والعطور يسبب حدوث احتقان مزمن في الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، الأمر الذي قد يودى إلى الإصابة بالالتهابات الفيروسية المتكررة للجهاز التنفسي”.
وقال “علي العطار” أحد تجار البخور: “البخور أنواع فالبخور الكمبودي جودتة تعتمد على درجة اللون الداكن والسواد فيه وأيضًا ثقلة في الوزن، ويمكن التعرف على البخور الجيد إما بالاستنشاق فإن دمعت العين فيدل على جودتة، وأيضًا وضع كسرة صغيرة بكوب ماء فإذا طفي فوق دل على جودتة”.
وتابع “علي العطار”: أفضل طريقة لمعرفة جودة دهن العود الأصلي وعدم وجود، أي مخلوطات معه وضع قطرات بكأس ماء، فإذا شوهدت بقع زيت حوله دل على أن هناك مواد مخلوطة، وأفاد أيضًا بأن دهن العود الأصلي، هو الذي يبقي على الشماغ والملابس، ويصل إلى ثمانية أيام دون أن يفقد رائحتة”.
وأضاف”العطار”: يجب حفظ البخور في مكان جاف ويمكن زيادة، جودتة بسكب بعض من الزيوت العطرية “ليس شرطًا أن يكون من الزيوت الغالية”، عليه وغلق العلبة، حيث يبدأ البخور بامتصاصه وعند حرقه سوف ينبثق منه الرائحة الزكية”.
وأشار تاجر البخور: “إلى أن بعض ضعفاء النفوس من تجار العود يلجأون إلى حشوه بمادة الرصاص من أجل زيادة وزنه وبالتالي يتضاعف الضرر؛ فمادة الرصاص مادة سامة لها أضرار كثيرة تؤدي إلى التهاب الأعصاب، وشلل الأعصاب وإلى آلام باطنية وإلى انحلال الدم وتسممة”.
وتابع “علي العطار”: “هذا كله يعتمد على نسبة وجود هذا المحتوى ومدة التعرض له، فإذا ما كانت النسبة قليلة فمدة التعرض هي المهمة هنا، أما إذا كانت نسبة الرصاص عالية فمدة التعرض لا أهمية لها، لأن النسبة القليلة على المدى البعيد تترسب وتتراكم في الجسم وتؤدي إلى تسمم مزمن، وإذا كان لا بد من استخدام البخور فالأفضل ألا يتم استخدامه بكثافة، لأن التعرض له دوريًا وباستمرار أو عن طريق حرق كميات كبيرة منه مضر بالتأكيد”.
فقد قام فريق من الباحثين في جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا وشركة تبغ كبيرة، بدراسة نوعين من أكثر أنواع البخور المعطرة شيوعًا في الأسواق، هما خشب الصندل والعود، ووجدوا أن دخانها يحتوي على مهيجات ومركبات سامة.
حرق البخور شعيرة مهمة في كثير من الديانات الشرقية، وكذلك عند الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وبعض الطوائف الأنجليكانية، وقد أكتشفت نماذج لهذه الشعيرة في مواقع الآثار المصرية القديمة، وأشارت التجارب التي أُجريت على بعض الحيوانات إلى أن الدخان المتصاعد من البخور، يحتمل أن يغير المادة الوراثية مثل الحمض النووي، وبالتالي يسبب الطفرات.
وقال كبير الباحثين في الجامعة: “من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من التوعية والإدارة للمخاطر الصحية، المرتبطة بحرق البخور في البيئات المغلقة، مشيرًا إلى أن حرق البخور شعيرة مهمة وأساسية في كثير من الديانات الشرقية، وكذلك عند الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وبعض الطوائف الأنجليكانية، وقد أكتشفت نماذج لهذه الشعيرة في مواقع الآثار المصرية القديمة”.
وفي تجارب معينة أجراها فريق الباحثين، وجد أن سمية البخور أعلى من الموجود في دخان عينة من السجائر بالجرعة نفسها، فاهذه الدراسة هي الأولى التي تقيم المخاطر الصحية من إستخدام المنتجات المعطرة داخل البيت، وفي السابق كان البخور مرتبطا بتطور سرطان الرئة وسرطان الدم في مرحلة الطفولة وأورام المخ.