تقرير – أحمد محمود
يقضى الكثير من الأفراد معظم أوقاتهم اليومية على مواقع التواصل الإجتماعى، سواء للدردشة مع أصدقائهم وأفراد عائلتهم أو لكتابة منشورات ومشاركتها أو لمشاهدة أحدث مقاطع الفيديوهات والصور الخاصة بمجال معين أو شخصية معينة، ليكتشفوا في النهاية بأنهم أهدروا ساعات كثيرة على هذه المواقع دون استفادة.
فتُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي من الأدوات الهامة والمفيدة في الحصول على المعلومات، والتسويق الإلكتروني، والحصول على دخل ولكنّها سلاح ذو حدين، إما أن نستخدمها بطرق إيجابية كوسيلة للوصول إلى المعرفة فقد تكون بمثابة التقدم العلمي، ولكن إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح وبطريقة غير إيجابية سيصبح لها أضرار كثيرة وآثار جانبية سلبية عديدة.
لقد أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إلا أن الإفراط في الإهتمام فيها والإطلاع عليها لفترات طويلة يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والجسمية والجسدية، والعديد من المشاكل الأخرى التي ممكن أن تصيب الفرد باستخدامه المفرط لهذه المواقع.
فالإستخدام المفرط لمواقع التواصل الإجتماعى والإعتماد عليها كجزء من حياة الفرد اليومية يمكن أن يصل به إلى حد الإدمان لهذه المواقع، وهذا الإدمان هو نوع من الإعتماد النفسي والسلوكي على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُعرف أيضاً باضطراب الإدمان على الإنترنت، ويعرف عامة بأنه الإستخدام القهري لمنصات التواصل الاجتماعي والذي ينتج عنه ضرر فادح في أداء الأفراد في مختلف مجالات الحياة لمدة طويلة.
يمكن أن يكون لمواقع التواصل العديد من الفوائد في حال إستعمالها باعتدال دون إفراط، ومن الممكن أن تعتبر ضرورة في ظروفنا الحالية، لكن في حال استعمالها بشكل صحيح.
إن استخدام مواقع التواصل الإجتماعي بشكل غير مفرط أمر غير ضار، لكن هناك أثار سلبية لفرط إستعمال مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن تضر بالشخص المدمن لهذه المواقع، ومن هذه الأثار السلبية:
نقص تقدير للذات، ويتم ذلك عن طريق الأفكار المغلوطة بأن حياة الأشخاص الآخرين أفضل من حياتك الشخصية، بالأضافة إلى زيادة العزلة والوحدة، والقلق أو الاكتئاب.
الخوف من فوات الشيء، وهو يؤدي إلى زيادة إستهلاك مواقع التواصل، وخلل في نمط النوم، خاصةً في حال إستعمال مواقع التواصل مباشرةً قبل النوم.
نقص النشاط الجسدي، والذي قد يؤدي لأضرار تمس الصحة العامة، ونقص الدرجات المدرسية أو نقص الأداء الوظيفي في العمل، وتجاهل العلاقات في الحياة الحقيقية، ونقص القدرة على التعاطف مع الآخرين.
هناك العديد من الأعراض التي تُبين إذا كان الشخص يعاني من إدمان لمواقع التواصل الإجتماعي أم لا، ومن هذه الأعراض التي تظهر
على الشخص المدمن لمهذه المواقع:
زيادة عدد الساعات أمام الإنترنت بحيث تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه.
التوتر والقلق الشديد في حالة وجود أي عائق للاتصال بالإنترنت وقد تصل إلى حد الاكتئاب.
إهمال الواجبات الإجتماعية والأسرية والوظيفية،
والحديث المتكرر عن الإنترنت في الحياة اليومية،
ورغبة ملحة لاستعمال الإنترنت على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل فقدان العلاقات الاجتماعية والتأخر عن العمل.
النهوض من النوم بشكل مفاجئ، والرغبة بفتح البريد الإلكتروني أو رؤية قائمة المتصلين.
تغير مفاجئ في المزاج، وقلق شديد حول ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي مما يؤثر على تركيز الشخص.
الحاجة لاستخدام الهاتف أو الإنترنت بشكل أكبر مما سبق للحصول على نفس الشعور بالسعادة والراحة.
الشعور بأعراض مشابهة لأعراض إنسحاب المواد المخدرة، مثل الآلام الجسدية، والاكتئاب، والشعور بعدم الراحة، عند استخدام الهاتف أو الإنترنت لوقت أقل من المعتاد.
وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى إكتساب عادات سيئة منها عدم النوم مبكراً، وعدم الالتزام بالمواعيد، والخمول الجسدي، وقلة الحركة، والصداع، والشعور الدائم بالتوتر والتعب خصوصاً عند انقطاع الإنترنت.
إن الإدمان على مواقع التواصل الإجتماعي لا يقل خطراً عن الإدمان على الكحول أو المخدرات، فالإقلاع عن مواقع التواصل الإجتماعي أصبح أصعب من الإقلاع عن التدخين والكحول والمخدرات.
احذف تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي من هاتفك الذكي، وأبقِ عليها في جهاز الحاسوب الخاص بك، فإبعادها من الهاتف قد يقلل من مقدار الوقت الذي تقضيه فيها.
قم بإيقاف تشغيل هاتفك المحمول أو ضعه صامتًا أثناء العمل أو الدراسة أو أثناء الأنشطة الترفيهية والجلسات العائلية، أو قم بتعطيل الإشعارات الخاصة بكل تطبيق والتي تسحبك في كل مرة إلى استخدام هذه التطبيقات.
ضع حدودًا واضحة وخصص وقتًا محددًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو على الأقل لا تستخدمه قبل النوم إطلاقًا.
مارس هواية جديدة لا تتعلق بالتكنولوجيا، كالرياضة مثلًا، و حاول أن تتواصل مع أصدقائك وجهًا لوجه إن كان ذلك ممكنًا.
من المهم أن تأخذ فترات استراحة منتظمة ومتكررة من مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعثر على ما هو أساسي في الحياة الواقعية.
وقالت الدكتورة ولاء محمد دكتورة علم النفس في كلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق:”أنه توجد علامات جسدية تظهر على الشخص الذي يستخدم مواقع التواصل الإجتماعى بشكل كثير، وتشمل هذه العلامات اضطرابات في النوم، وإجهاد العين، والصداع، وهناك علامات عقلية مثل الارتباك، وقلة التركيز وصعوبات في التفاعل مع الآخرين وجهاً لوجه، والإفراط في مقارنة الذات بالآخرين المتواجدين على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضافت دكتورة علم النفس:”أن الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي معرضون بشكل كبير لخطر القلق والاكتئاب”.
وأشارت “ولاء”:” أنه يجب على الشخص فحص ما يفعله وقت الجلوس على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديد الحدود التي يريد أن يضعها لنفسه خلال فترة الجلوس أمام شاشة الهاتف”.
وأكدت الدكتورة:”أنه يجب على الشخص أن يحدد ساعات معينة للجلوس أمام مواقع التواصل الإجتماعى خلال اليوم، مثلاً إذا كان الشخص يقضي 6 ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيحاول تقصيرها إلى ساعتين أو ثلاثة على الأقل، وأن يستخدم الشخص الهاتف للتنبيه بانتهاء عدد ساعات الجلوس أمام مواقع التواصل الاجتماعى”.