تحية محمد
ولدت خديجة بنت خويلد في مكة قبل ولادة الرسول محمد بخمسة عشر عاما، أي على وجه التقريب ولدت في عام 556م، نشأت وترعرعت في بيت حسب وإيمان وطهارة وسلوك، حتى سميت الطاهرة وعرفت بهذا اللقب قبل الإسلام، وكانت كثيرا ما تتردد على ابن عمها ورقة بن نوفل تعرض عليه أحلامها، وكل ما يمر بها من إحساس ورؤيا تراها، أو هاجس.
السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، وهي أم أولاده إلا إبراهيم فإن أمه مارية القبطية رضي الله عنها.
كانت خديجة ذات شرف وجمال ومال، تستأجر الرجال ليتجروا بمالها، فلما بلغها عن محمد صلى الله عليه وسلم صدق حديثه ،وعظم أمانته ،وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجراً ،تعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار، فقبل وسافر معه غلامها ميسرة ، وقدما الشام، وباع محمد صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد من السلع، فلما رجع إلى مكة وباعت خديجة ما أحضره لها تضاعف مالها ،وقد حصل محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة على فوائد عظيمة بالإضافة إلى الأجر الذي ناله، إذ مر بالمدينة التي هاجر إليها من بعد وجعلها مركزاً لدعوته، بالبلاد التي فتحها ونشر فيها دينه، كما كانت رحلته سبباً لزواجه من خديجة بعد أن حدثها ميسرة عن سماحته وصدقه وكريم أخلاقه ،
رأت خديجة رضي الله عنها في مالها البركة ما لم تر قبل هذا، و أُخبرت بصفاته الكريمة، تحدثت برغبتها في زواجه إلى صديقتها نفيسة أخت يعلى بن أمية
وإن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في تجارة لها رضي الله عنها إلى سوق بصرى، ف ربح ضعف ما كان غيره يربح
قالت نفيسة أخت يعلى بن أمية : فأرسلتني خديجة إليه وأنا خفية، أعرض عليه نكاحها، فقبل وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والذي زوجها عمها عمرو لأن أباها كان مات في الجاهلية، وحين تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أيماً بنت أربعين سنة، وكان كل شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها، فآثرت أن تتزوج برسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابت بذلك خير الدنيا والآخرة
وقد توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل معراج النبي – صلى الله عليه وسلم ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالحجون، لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرة عطرة، فرضي الله عنها وأرضاها