داليا حسام
بعدما أوضح تطبيق واتساب أن الرسائل بين الطرفين مشفرة تمامًا ولا يستطيع أحد اختراقها، تعرضت “واتساب”لانتقادات كثيرة، بسبب تقرير جديد كشف أن مشرفو واتساب قادرون على اقتحام الشخصية وقراءة رسائلنا.
فقد حذر تقرير لـ “ProPublica” من وجود فعلي لما يسمى “مشرفين” ضمن فريق “واتساب” قد يقومون بتسليم بعض البيانات (Meta data) إلى سلطات إنفاذ القانون، مؤكدًا أن الشركة شاركت بيانات عدد من المستخدمين منذ فترة طويلة.
وقد يعني التقرير المذكور أن ذلك قد يخلق الكثير من الالتباس حول ما تعنيه شركة “فيسبوك” المشغلة للتطبيق عندما تقول “تشفير من طرف إلى طرف” (end-to-end encryption)، والذي يعني بحكم التعريف أن المستلم والمرسل فقط يمتلكان رموزاً رقمية تسمح للرسالة بأن تصبح مقروءة، وذلك وفقًا لما قاله موقع “Gizmodo”.
وتابع أنه يوجد ما لا يقل عن ألف مشرف وظفتهم شركة أكسنتشر (Accenture) التي تتعاقد مع مشرفي فيسبوك، يقومون بمراجعة المحتوى الذي أبلغ عنه المستخدم والذي تم وضع علامة عليه بواسطة نظام التعلم الآلي الخاص به.
وقد كشف هذا أن هؤلاء يراقبون الرسائل المزعجة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية والتهديدات الإرهابية المحتملة ومواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والابتزاز وغيرها من الأشياء التى تشابه ذلك.
ومن خلال ما تم طرحه، فإنه بإمكان المشرفين حظر الحساب أو وضع المستخدم “تحت المراقبة” أو تركه وشأنه، وهذا يختلف عن فيسبوك أو إنستجرام اللذين يسمحان أيضاً للمشرفين بإزالة المنشورات الفردية.
من جهة أخرى، أوضح التقرير إلى أنه في حين يوافق الكثيرون ربما على ضرورة مراقبة الصور العنيفة ومواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والإبلاغ عنها، لكن برنامج الذكاء الاصطناعي للتطبيق يرسل للمشرفين عدداً هائلاً من المنشورات غير الضارة ايضا، وبمجرد وصول المحتوى الذي تم الإبلاغ عنه إليهم، يمكنهم رؤية آخر خمس رسائل في سلسلة الرسائل المرسلة.
وقد ذكر تطبيق واتساب أنه قال فى شروط الخدمة الخاصة به، أنه عند الإبلاغ عن حساب معين، فإنه يقوم بتلقي آخر الرسائل من المجموعة أو المستخدم المبلغ عنه زيادة على ذلك يقوم واتساب بتلقي أيضًا “معلومات حول تفاعلاتك الأخيرة مع المستخدم المبلغ عنه”.
لكن هذا لا يعني أن واتساب قادرة على مشاهدة خصوصية كل فرد من أرقام الهواتف وصور الملف الشخصي وحسابات فيسبوك وإنستجرام المرتبطة، وعنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الخاص بالمستخدم.
كما أشار التقرير أن واتساب لا يكشف حقيقة امكانية جمعه بيانات تعريف المستخدمين بغض النظر عن إعدادات الخصوصية الخاصة بهم.
ولكن لم يقدم التطبيق توضيحاً يذكر فيه الآلية التي يستخدمها لتلقي الرسائل التي تم فك تشفيرها، ماعدا أن الشخص الذي ينقر على زر “إبلاغ” يقوم تلقائياً بإنشاء رسالة جديدة بينه وبين واتساب. ويبدو أن هذا يشير إلى أن واتساب يستخدم نوعاً من وظيفة النسخ واللصق، لكن التفاصيل ما زالت غير واضحة.
ووفقًا لموقع “جيزمودو”، أعلنت فيسبوك أن “واتساب” يمكنه قراءة الرسائل لأنها تعتبر نسخة من المراسلة المباشرة بين الشركة والمراسل.
كما أوضح أن المستخدمين الذين يبلغون عن المحتوى يتخذون خياراً واعياً لمشاركة المعلومات مع فيسبوك بحكم منطقهم، لذا فإن جمع فيسبوك لتلك المواد لا يتعارض مع التشفير التام بين الطرفين. وبالتالي، تستطيع واتساب رؤية رسائلك دون موافقتك.
على الرغم من أن موقع فيسبوك كان رفع راية الخصوصية الخاصة به على واتساب، مؤكدا أنه لا يستطيع التجسس عليها.
كما قال مارك زوكربيرغ، خلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ عام 2018، بإن شركته لا يمكنها رؤية أياً من المحتوى على واتساب، لأنه مشفر بالكامل.
لكن عندما يقوم المستخدم بفتح أي تطبيق، يطالعه نص حول شروط الخدمة وسياسة الخصوصية، بنص يقول
” لا يمكننا قراءة محادثاتك الشخصية أو الاستماع إليها، لأنها مشفرة بين الطرفين”.
غير أن هذا الإشعار يبدو في بعض الحالات، حبرًا على ورق.