حسناء منصور
ألقى اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، كلمة خلال المؤتمر عبر فيها عن خالص امتنانه للمشاركة في الملتقي الحالي تمهيداً للنسخة الثامنة من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية، كما قدم الشكر لإدارة الملتقى ومنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على إتاحة الفرصة لوزارة التنمية المحلية المصرية لكي تتشارك مع الحاضرين التجربة المصرية في تطوير الإدارة المتكاملة والمستدامة للمخلفات الصلبة.
وشارك “شعراوى”اليوم الإثنين عبر الفيديو كونفرانس في المؤتمر الثالث لملتقي المدن الأفريقية النظيفة والذي يعقد في تونس بحضور كل من رئيسة وزراء جمهورية تونس الشقيقة و وزير البيئة دولة اليابان ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشريةونائب رئيس هيئة التعاون الدولي اليابانية “جايكا” و عمدة مدينة يوكوهاما وعمدة العاصمة التونسية.
وأضاف وزير التنمية المحلية لقد جاءت إستراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030 لتسلط الضوء علي تطوير منظومة إدارة المخلفات الصلبة عبر أهداف ومؤشرات مختلفة تقيس أداء إدارة المخلفات على المستويين المحلي والوطني، وانطلاقاً من إيمان الدولة المصرية بأن الإدارة المرنة والفعالة والمبتكرة للمخلفات الصلبة تعد موردًا لاقتصاد دائري، وعاملًا مهمًّا في إنشاء وظائف خضراء، وتعزيز سبل العيش والدخل لفقراء المناطق الحضرية .
وأشار” شعراوي” إلي أن مصر ، تبنت عدد من المشروعات والبرامج لإدارة المخلفات الصلبة تستند على تمكين الإدارة المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى ودعم المحافظات في مراحل الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة ، مشيراً إلي أن أهم هذه الجهود هي تطوير منظومة المخلفات الصلبة الشاملة والمتكاملة والمستدامة منذ عام 2019، وذلك من خلال العمل على عدد من المحاور، منها رفع كفاءة عمليات الجمع والنقل ورفع كفاءة عمليات المعالجة والتخلص الآمن والتوسع في استخدام التكنولوجيات الحديثة لمعالجة وتدوير المخلفات وتحويلها إلى طاقة وإحكام عمليات الرصد والرقابة وتقييم أداء مقدمي الخدمات بالإضافة إلي رفع الوعي البيئي العام وتحسين السلوكيات في التعامل مع المخلفات بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني وخلق فرص اقتصادية من خلال مشروعات إدارة المخلفات.
وأوضح وزير التنمية المحلية، أن هذه الجهود تضمنت عدة مشروعات لرفع كفاءة البنية التحتية إنشاء مصانع المعالجة والتدوير، وكذا المدافن الصحية الآمنة، وتوريد محطات وسيطة ثابتة ومتحركة، فضلًا عن إعادة تأهيل مصانع للمعالجة والتدوير والمحطات الوسيطة ورفع كفاءة المعدات، بإجمالي استثمارات تعدت 12 مليار جنيه، لافتاً إلي أنها أسهمت بالفعل في التقليل من الممارسات السلبية السابقة في إدارة المخلفات وتقليل نسب الانبعاثات الضارة كنتيجة مصاحبة للحرق المكشوف للمقالب العشوائية من خلال التدخل السريع لرفع المخلفات من المقالب العشوائية وإغلاقها غلقاً تاماً .
وأكد “شعراوي” إنه تمهيداً لأستضافة مؤتمر المناخ في نوفمبر القادم فقد استندت جهود إدارة المخلفات الصلبة على تمكين الإدارة المحلية من للاستفادة من الابتكار والتقنيات الجديدة لتحقيق اقتصادات حضرية أكثر إنتاجية وازدهارًا ومرونة على المستوي المحلي في مجال المخلفات الصلبة.
وقام الوزير بمتابعة وأداة الإدارة الذكية للمخلفات هي أداة تشخيصية تطبقها المدن لتقييم أداء إدارة المخلفات الصلبة المحلية واستخدامها كأساس لتخطيط إدارة المخلفات الصلبة المستدامة، وتعد نموذجاً لأحد أهم الأدوات والمنهجيات العامة التي تمكن المستويات المحلية من تحليل الوضع الراهن للمخلفات الصلبة بشكل تفصيلي وتحديد الفجوات في المنظومة الحالية بالإضافة إلى التعرف على مدى كفاءة المدن في عمليات إعادة التدوير .
وأشار وزير التنمية الي أنه كانت أهم هذه النتائج أن إجمالي المخلفات الصلبة في مدينة الإسكندرية هو 5134 طن/يوم وان إجمالي المخلفات التي تم جمعها تصل إلى 4300 طن/يوم، وأن معدل إهدار الطعام للفرد يومياً هو 0.39 كجم/فرد. كما أن معدل الاسترداد لمدينة الإسكندرية يصل إلى 21%.
وأوضح وزير التنمية المحلية، أن هذه التجربة تعكس ريادة مصر في توطين أهداف التنمية المستدامة ولاسيما الهدف رقم 11 المتعلق بجعل المدن والمستوطنات البشرية مستدامة وشاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود، مشيرًا الي أن العدد الحالي للمدن التي تم تطبيق الأداة فيها يقارب حوالي 45 مدينة على مستوى العالم، فيما أن الدولة المصرية ستضيف ما يقارب من 25% إلى هذا العدد، والذي من شأنه سيسهم في مساعدة الحكومة المصرية في توصيف وكتابة التقارير ذات الصلة بعملية توطين أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي وكذا جهود مصر في تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة.
وأكد”شعراوي” علي دعم مصر الكامل وحرصها على نقل هذه التجربة الرائدة لاستخدام الأداة الذكية في ادارة المخلفات للدول الأخرى في قارتنا الأفريقية.
واقترح الوزير خلق مجتمع من ممارسي الأداة الذكية بالإدارة المحلية على غرار منصة المدن النظيفة لتصبح آلية لتبادل الممارسات والدروس المستفادة بشأن الإدارة المتكاملة والمستدامة لإدارة المخلفات الصلبة، لتضم الدول الأفريقية المعنية وتجتمع بشكل نصف سنوي للمضي قدماً وتعزيز تبنى نهج تكاملي ومستدام لإدارة المخلفات الصلبة لاسيما من خلال استخدام الأداة الذكية لإدارة المخلفات.
جاء ذلك في إطار رؤية مصر 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستراتيجية الدولة للتغيرات المناخية، تمهيداً لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ في نوفمبر القادم.