بسملة الجمل
يبدأ ياس سوروب المدير الفني الدنماركي الجديد للنادي الأهلي، رحلة جديدة في القلعة الحمراء محملًا بخبرة أوروبية واسعة وشخصية فنية متزنة تجمع بين الفكر الحديث والانضباط الكلاسيكي، ويأتي تعيينه ليكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الأحمر الساعي لتجديد أسلوبه، مع الحفاظ على هويته البطولية.
ويتدرج سوروب في عالم التدريب بخطوات ثابتة منذ أن كان لاعبًا في خط الوسط بفريق إف سي كوبنهاجن، قبل أن يتجه مبكرًا للتدريب بسبب إصابة أنهت مسيرته كلاعب، ويبدأ مشواره التدريبي في الفئات العمرية لنادي كوبنهاجن، ثم ينتقل لتدريب لينجبي، وميتلاند، وأخيرًا يقود آرهوس، أحد أعرق الأندية الدنماركية، حيث ترك بصمة واضحة في الأداء الجماعي والصلابة الدفاعية.
ذكاء التحليل وهدوء القرار.. سر نجاح سوروب في أوروبا
كذلك يركز ياس سوروب في فلسفته الفنية على الانضباط التكتيكي، والاعتماد على بناء اللعب من الخلف بتمريرات قصيرة وسريعة، مع مرونة في التحول بين الدفاع والهجوم، ويفضل الاعتماد على اللاعبين الشباب، ويمنحهم الثقة داخل الملعب، وهو ما جعله يلقب في الدنمارك بـ”مهندس العقول الهادئة”.
ويتميز المدرب الدنماركي أيضًا بقدرته على قراءة المنافسين بذكاء، واعتماده الكبير على التحليل الرقمي والإحصاءات الدقيقة قبل المباريات، كما يصفه النقاد في أوروبا بأنه من “المدربين الواقعيين”، الذين لا يبالغون في المغامرة الهجومية، بل يوازن بين الجمال التكتيكي والنتائج العملية.
رهان الأهلي على الهدوء الدنماركي لإحياء البريق القاري
ويستعد سوروب الآن لمهمته الكبرى مع النادي الأهلي، وهو يدرك أنه يقود فريقًا اعتاد الفوز ولا يعرف الأعذار، ويدخل التجربة في أجواء مليئة بالتحديات بعد موسم صعب محليًا وإفريقيًا، ويأتي تعيينه في وقت يسعى فيه مجلس إدارة الأحمر لإعادة البناء الفني وإعادة ضبط الإيقاع بعد رحيل المدرب خوسيه ريبييرو.
كذلك يراهن جماهير المارد الأحمر على قدرته في إعادة الانضباط التكتيكي، واستثمار طاقات اللاعبين الشباب، وخلق أسلوب لعب يجمع بين الضغط العالي والتمرير السريع، وهو ما قد يعيد للأهلي بريقه القاري.
ويؤمن سوروب بأن التدريب في أفريقيا فرصة فريدة لاكتشاف مدارس مختلفة، وقد أعلن سابقًا بأنه “يحترم تاريخ الأهلي العظيم ويؤمن أن النجاح لا يأتي إلا بالعمل الجماعي والصبر”، وبينما يراقب الجميع بدايته المرتقبة في الدوري، يبقى السؤال هل ينجح الهدوء الدنماركي في إعادة الهيبة إلى القلعة الحمراء.