إيمان خالد
سد النهضة الأثيوبي الكبير المعروف سابقًا باسم سد الألفية هو سدٌ على النيل الأزرق في إثيوبيا تحت الإنشاء منذ 2011. يقع السد في منطقة بنيشنقول-قماز الإثيوبية على بعد 15 كم (9 أميال) شرقًا من الحدود الإثيوبية السودانية
الغرض الأساسي من إنشاء السد هو توليد الكهرباء لتعويض النقص الحاد في الطاقة في إثيوبيا، ولتصدير الكهرباء إلى البلدان المُجاورة. من المُتوقع أن يكون السد أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا وسابع أكبر محطة في العالم بسعة مُخططة تبلغ 6.45 جيجاواط.
بدأ ملء الخزان في يوليو 2020
ومن المتوقع أن يستغرق اكتمال الخزان ما بين 5 إلى 15 عامًا، وذلك اعتمادًا على الظروف الهيدرولوجية خلال فترة الملء، والاتفاقيات بين مصر وإثيوبيا والسودان.
يحتوي تصميم السد علي 16 وحدة كهربائية، قدرة كل منها 350 ميجاوات، عبارة عن 10 توربينات من نوع عنفة فرنسيس على الجانب الأيسر من قناة التصريف، و6 توربينات أخري من نفس النوع على الجانب الأيمن، باجمالي 6 450 ميجاوات، مما يجعل سد النهضة في المرتبة الأولي أفريقيا والعاشرة عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء.
تبلغ تكلف سد النهضة نحو 4,8 مليار دولار أمريكي، والتي من المتوقع أن تصل في نهاية المشروع إلي حوالي 8 مليارات دولار
التأثير الدقيق للسد على دول المصب غير معروف. مصر تخشى من انخفاض مؤقت من توافر المياه نظراً لفترة ملء الخزان وانخفاض دائم بسبب التبخر من خزان المياه. يبلغ حجم الخزان حوالي ما يعادل التدفق السنوي لنهر النيل على الحدود السودانية المصرية (65,5 مليار متر مكعب). من المرجح أن تنتشر هذه الخسارة إلى دول المصب على مدى عدة سنوات. وقد ورد أنه بخلال ملء الخزان يمكن أن يُفقد من 11 إلى 19مليار متر مكعب من المياه سنوياً، مما سيتسبب في خسارة مليوني مزارع دخلهم خلال الفترة من ملء الخزان. ويزعم أيضاً، بأنها ستؤثر على إمدادات الكهرباء في مصر بنسبة 25 % إلى 40 %، في حين يجري بناء السد حالياً
في 15 يوليو 2020 أعلن وزير الري الأثيوبي عن البدء في ملئ سد النهضة رغم عدم التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا مؤكداً أن صور الأقمار الاصطناعية الأخيرة لسد النهضة كانت صحيحة. وأعلنت بعدها وزارة الري والموارد المائية السودانية تراجع منسوب مياه نهر النيل الأزرق بما يعادل 90 مليون متر مكعب مما يؤكد إغلاق بوابات سد النهضة.
قال موقع “أفريكا إنتليجنس” الفرنسي المقرب من عدة دوائر مخابرات غربية، إن مصر تخطط لعقد مؤتمر كبير حول ملف المياه، في أكتوبر المقبل، بحضور عدد كبير من رؤساء الدول الأفريقية، والذي يهدف لخلق أسواق جديدة للشركات المصرية في هذا الشأن، وحشد الدعم لتنظيم عملية الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي.
وذكر الموقع الاستخباراتي في تقريره أن وزارة الري المصرية شكلت لجنة للإشراف على دبلوماسية المياه، والتأكد من عدم إتمام إثيوبيا المرحلة الثالثة من ملء سد النهضة المقرر له العام المقبل، دون التوصل لاتفاق ملزم.
وتنظم مصر مؤتمرا حول قضايا المياه في الفترة من 24 إلى 28 أكتوبر، وذلك لتعزيز دور القاهرة في الإدارة المستدامة للمياه، على عكس السلطات في إثيوبيا التي تقوم بتبذير موارد المياه من خلال سد النهضة الضخم.
وأشار التقرير إلى أن جزء من المؤتمر مخصص لتشجيع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي لأغراض الري، وكذلك تحلية مياه البحر.
وتعمل شركات مصرية عدة في سوق تحلية المياه من خلال عقد شراكات مع مجموعات أجنبية، كما تنفذ هذه الشركات مشاريع أخرى خارج مصر، مثل دولة الكونغو، حيث تعمل على تحسين إمكانات الطاقة الكهرومائية في هذا البلد.
في وقت سابق، أعلن الجيش الإثيوبي شن هجوم كبير علي سد النهضة من قبل جبهة تيجراي ووقعت مواجهات أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين.
وقال الجيش الإثيوبي في بيان إن 50 مسلحا قتلوا وأصيب 70 آخرون من عناصر الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي من قبل أديس أبابا، شنت هجوم كبير علي سد النهضة عقب التسلل عن طريق منطقة المحلة على الحدود السودانية.
وكشف منسق العمليات بمنطقة متكل باقليم بني شنقول، العقيد سيفي إنجي، أن هذه العناصر تسللت بهدف تعطيل عملية بناء سد النهضة الإثيوبي والقيام بعمليات تستهدف السد.
وأشار إلى أنها حاولت استخدام متفجرات صغيرة وثقيلة أثناء تسللها، إلا أنها لم تستطع مواجهة الجيش الإثيوبي الذي كان يراقب المنطقة ليل نهار.
ولفت إلى أن جبهة تحرير تيجراي ظنت أن معظم قوات الجيش الإثيوبي تحركت إلى الجزء الشمالي من البلاد، وحاولت التسلل لعرقلة عملية بناء سد النهضة.
وأوضح أن الجيش الإثيوبي وفرق المشاة والوحدات الآلية والقوات الخاصة لإقليم بني شنجول جموز مستعدة لتحقيق الأمن في المنطقة بحسب زعمه.