إيمان خالد
تتميز محافظة الشرقية بأنها غنية بالعديد من الآثار القبطية والإسلامية والحديثة، ترجع لحقب من تاريخ مصر.
ونعرض لكم اليوم أحد أهم المعالم الأثرية الموجودة في محافظة الشرقية:-
تل بسطة:-
“بوبسطه” (بالمصرية القديمة “باستيت”) مركزاً دينياً هاماً وإحدى عواصم مصر القديمة.
تل بسطة منطقة أثرية هامة في الشرقية، والاسم مشتق من الكلمة المصرية القديمة “بير باستيت” بمعنى بيت أو معبد الآلهة باستيت، آلهة السعادة والسرور لدى المصريين القدماء، موضحًا أن المؤرخ التاريخي هيرودوت، حينما زار المنطقة قديمًا قال إن المعبد الوحيد الذي ما إن تزوره يدخل السرور إلى قلبك هو معبد باستيت، لذا يعرف المكان بـ”تل فرحة”.
ونظراً لموقعها على مدخل مصر الشرقي فقد واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وقد تشرّفت بأنهــا كانت معبراً ومقراً مؤقتاً للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح ” عليهما السلام ” عند قدومهما إلى مصر.
توجد خارج مدينة الزقازيق أطلال مدينة “بوباستيس” وهى واحدة من أكبر المدن القديمة في مصر وتُعرف الآن باسم “تل بسطة”، والمعبودة العظيمة لتلك المدينة القديمة “بوباستيس” كانت القطة الرشيقة الإلهة باستيت إلهة الحب والخصوبة.
ويقال أن المهرجانات التي أقيمت على شرفها قد جذبت أكثر من 700,000 من المحتفلين في العصور القديمة، كانوا يفدون إلى بوباستيس ويغنون ويرقصون ويحتفلون بهذه الإلهة، ويستهلكون كميات كبيرة من النبيذ ويقدمون قرابين للإلهة. وقد صارت بوباستيس عاصمة للبلاد حوالى عام 945 ق.م في عهد الملك شيشنق الأول مؤسس الأسرة الـثانية والعشرين، ثم خُربت المدينة بعد ذلك على يد الفرس حوالى عام 350 ق.م.
وكان معبد الآلهة باستيت هو جوهرة بوباستيس المعمارية، وكان يقع بين قناتين تحيط به الأشجار وتطوقه المدينة التي كانت مبنية على مستوى أعلى من مستوى المعبد، مما كان يسمح برؤية المعبد بوضوح من المدينة، لأنه كان يقع أسفلها على مستوى أقل ارتفاعاً.
بدأ تشييد معبد باستيت في عهد الملك خوفو والملك خفرع من الأسرة الرابعة، ثم قام الملوك الفراعنة من بعدهما من الأسر الـسابعة عشر والـثامنة عشر والـتاسعة عشر و الأسرة الـثانية والعشرين بوضع أبنيتهم وإضافاتهم على المعبد على مدى حوالي 1700 سنة.
وقد كتب المؤرخ هيرودوت أنه وبالرغم من وجود معابد أخرى أكبر وأعظم شأناً وأعلى تكلفة، فإنه لا يوجد واحد من هذه المعابد يسر الناظر برؤياه أكثر من معبد باستيت في مدينة بوباستيس , وقد أصبح المعبد الآن كومة من الأنقاض.
المكان يضم كم كبير من الآثار، منها معبد الملك “بيبي الأول” من عصر الأسرة السادسة من أندر المعابد في مصر، بالإضافة إلى تمثال “ميريت آمون”، والذي يُعرف باسم “تمثال الملك” ويعرفه الأجانب باسم تمثال “كارو ماما”، أكبر تمثال عثر عليه في الوجه البحري ككل، وطوله 9 أمتار، ووزنه 63 طن، مصنوع من حجر الجرانيت الوردي الأكثر صلابة، جاء عن طريق فرع النيل البوباسطي، من محاجر جبال السلسلة من أسوان، وتظهر خلاله الملكة ترتدي رداء حاجب طويل ضيق شفاف يظهر جسد الملكة الرشيق وتمسك بيديها اليمنى علامة “الميكس”، وبيدها اليسرى زهرة اللوتس، وهو تمثال ثلاثي.
أما أكثر المواقع التي تستحق الزيارة في بوباستيس اليوم فهو مقبرة أو جبانة القطط، حيث تم العثور على العديد من التماثيل البرونزية لقطط وذلك في سلسلة من القاعات اُكتشفت تحت الأرض.