تقرير – رحمه السعداوي
تعد صناعته من الشواهد المميزة للحضارة المصرية القديمة، حيث يعبر عن مدى التطور والرقى، وصناعته رغم أنها أبسط أشكال الفن، ولكن في الواقع من أصعب الحرف التي عرفها المصريون القدماء.
بدأت صناعة الفخار منذ العصور القديمة، حيث عرف المصريون القدماء صناعة الفخار في أزمنة مبكرة تعود إلى فترة ما قبل الأسرات “4400، 3000 ق.م”.
يُعتبر الطين المكون الرئيسي لصناعة الفخار، ويتم اختياره بعناية لخصائصه التشكيلية والتجفيفية، ويحتوي على عدة أنواع مختلفة التي تدخل في صناعة الفخار.
ساهمت البيئة المصرية في تنوع المنتج الفخاري، والطينات أنواع فهى “طينات جيرية، وطينات كوالينية، وطفل أبيض” وغيرها، ويمكن خلط طينة بطينة أخرى للحصول على تركيبة طينية جديدة، أما الطينات المستعملة فى صناعة الفخار فى عهد المصرى القديم فهى “طمى النيل، وطينات قنا والبلاص والتبين”.
ويعتبر “الخزف” نوع من الطين يحتوي على مكونات إضافية مثل الفلسبار والكوارتز لتحسين خصائص الفخار، و”التربة الصلصالية” تستخدم لإعطاء الفخار لونًا وخصائص خاصه بصناعته.
وبالإضافة إلى ذلك يتم إدخال “مواد مضافة” مثل الرمل أو رواسب عضوية لتحسين خصائص الفخار، وهذه المواد تتفاعل معًا في عملية الإنتاج لخلق القطع الفخارية بأشكالها المختلفة ولأغراض متنوعة.
يتم بداية صنع الفخار بإختيار المواد الخام، إذ يعتمد على الطين والخزف والتربة الصلصالية كمواد خام أساسية، وفي الخطوة الثانية يتم التشكيل، إذ يتم تشكيل الفخار بواسطة اليدين أو باستخدام أدوات مختلفة لإنشاء الأشكال المطلوبة
وتأتي الخطوة الثالثة وهى التجفيف، إذ يتم وضع القطع في مكان جاف للسماح لها بالتجفيف بشكل صحيح قبل دخولها لعمليات الحرق، وفي الخطوة الأخيرة وهى الحرق، حيث يتم وضع الفخار في فرن خاص للحرق، وتتم عملية الحرق بدرجات حرارة مختلفة حسب نوع الفخار.
يُحتمل أن الأدوات الفخارية أن تكون هشة وعرضة للكسر، وهذا يتطلب التعامل بحذر لتجنب التلف، ويتأثر بدرجات الحرارة العالية، ولذلك يجب تجنب تغيير درجات الحرارة الكبيرة بشكل مفاجئ.
ويمتص الفخار الروائح بسهولة، وذلك الذي يؤثر على نكهة الطعام في استخدامات لاحقة، وقد لا تكون الأدوات الفخارية مناسبة لطهي بعض الأطعمة التي تتطلب حرارة عالية وتحتاج إلى أوعية ذات قاعدة سميكة.
يُساعد الفخار في توزيع الحرارة بشكل متساوي على سطح الطهي، مما يحسن جودة الطهي، ويُساعد أيضًا في احتفاظ الطعام بالرطوبة أثناء الطهي، مما يجعل الأطعمة أكثر ترطيبًا ونكهة.
ويُمكِّن أدوات الطهي من طهي الطعام ببطء، مما يسمح بتعزيز نكهات الطعام بشكل أفضل، ويمتاز الفخار بمقاومته للتلوث وامتصاص الروائح، مما يساعد في الحفاظ على نقاء نكهات الطعام.
ويعتبر الفخار خيارًا بيئيًا وصحيًا، حيث يتم صنعه من مواد طبيعية ولا يحتوي على مواد ضاره، ويُتيح للحرفيين إضافة تفاصيل جمالية وزخارف فنية إلى أدوات الطهي.
تدخل “مصر” ضمن تاريخ طويل من إنتاج الفخار، وتشتهر بفخارها التقليدي الفني، و”الهند” التي تتمتع بتقاليد قديمة في صناعة الفخار، وتشتهر بالأواني التقليدية الهندية.
وتشتهر “إيران” بالزخارف المعقدة والألوان الجميلة، بالإضافة إلى “اليابان” التي لديها تقاليد فريدة وتقنيات في صناعة الفخار، مع فخار ياباني تقليدي فني، وكذلك “المكسيك” المعروفة بفخارها الفني والتقليدي، خاصة في مناطق مثل تلاكواكا وتونالا.