كتبت – وفاء العسكري
تحل اليوم، الذكرى الـ 35 لوفاة الفنان الكبير توفيق الدقن، والذى أثرى السينما المصرية بالعديد من الأعمال الفنية العظيمة، حيث قدم ما يقرب من الـ 350 عملاً سينمائيًا.
وبرع من خلالهم في تقديم الأدوار المختلفة والمتنوعة، ما بين الشرير والشرير الكوميدى، وأيضًا قدم أدوار لشخصيات طيبة، ومع ذلك كان للدقن بصمة خاصة في تجسيد الشخصيات التى كان يقدمها على شاشة السينما.
وتحكي الفنانة الكبيرة الراحل نادية لطفى، في مذكراتها “اسمى بولا” لأيمن الحكيم، عن الفنان الراحل توفيق الدقن، حيث تقول: “شهادتى فى الدقن مجروحة، كانت له منطقته الخاصة والمتفردة وأدواره التي لا يمكن أن تتخيل غيره فيها، ومازالت الناس تحفظ حركاته وإيفيهاته وترددها وتضحك معه من قلبها”.
وأضافت: “سافرت مرة إلى العراق لحضور أسبوع الفيلم المصري ولن أنسى ضحكات الحمهور العراقي الصاخبة كلما ظهر توفيق على الشاشة، وكادوا يقعون تحت الكراسي من فرط الانبساط وهو يردد عباراته الكوميدية “يا همبكة”، و”يا اه يا اه”.
وتابعت: “توفيق الصديق فهو حدوتة أخرى لا تقل روعة وسخرا، ووجوده في البلاتوه كان ككفيلا بأن يجعل من أيام التصوير متعة متصلة، وقد لا تصدق عندما أقول إن هذا الرجل الذى اشتهر بأدوار الشر كان من أطيب خلق الله، وأذكر اننا قرننا أثناء تصوير فيلم “قاع المدينة” أن نتشارك في تدير “مقلب” طريف فيه، فاخترعنا شخصية سفاح وسميناه على ما أتذكر سيد أبو شفة، يتصل به تليفونيا ويهدده بأنه سينتقم منه إذا لم يدفع مبلغا من المال إتاوة، وكلما جاء توفيق إلى البلاتوه نخبره أن شخصا اسمه أبو شفة كان ينتظره ويبدو أنه ينوى به شرا، فيصدقنا توفيق بلا تفكير”.
وقالت: “بدأ يتعامل مع الأمر بجدية خاصة أن المتصل يعرف كل شيء عنه، فيطعى له أمارات صحيحة عن الملابس التي كان يرتديها وعن تفاصيل يومه، فبات على قناعة انه يراقبه فعلا، وعندما اتصل به السفاح الوهمى يهدده بأنه عرف أنه سيصور مشهدا خارجيا غدا في منطقة شعبية مفتوحة، وهى فرصته لينفذ انتقامه إذا لم يأت له بالإتاوة خاف توفيق فعلا، وجاء إلى التصوير متنكرا، وأشفقنا عليه من حالة الذعر الحقيقى التي عاشها، وكشفنا له المقلب، فجرى وراءنا في الشارع يريد ضربنا من شدة غضبه وغيظه لكنه سرعان ما نسى وانفجر معنا من الضحك”.