رضا أحمد
أشار خبير أوبك فى مؤتمر دولى بعنوان “تطورات الهيدروجين فى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، إلى تسارع الدول العربية نحو الاستثمار بمشاريع الهيدروجين فى ضوء الزخم العالمى غير المسبوق، وذكر أن إجمالى عدد المشاريع والخطط المعلنة بالمنطقة العربية بلغ نحو 28 مشروعاً وهى تضم حزمة متنوعة من مشاريع إنتاج الهيدروجين، كما تعد الأكبر من نوعها على مستوى العالم، وهى تضم الهيدروجين “الأخضر والأزرق والأمونيا الزرقاء والخضراء” وذلك بإجمالى 26 مشروعاً موزعة فى 8 دول عربية وهى “الإمارات، الجزائر، السعودية، العراق، مصر، عمان، المغرب، موريتانيا”، كما تم بالفعل التشغيل التجريبي لهما فى كل من الإمارات والسعودية، مؤكداً أن مصر تتصدر قائمة الدول العربية فى عدد من المشاريع والخطط وذلك بإجمالى 7 مشاريع.
كما قدمت الورقة الرئيسية بالمؤتمر بعنوان” الوضع الراهن والتحديات والخطوات المستقبلية لبناء اقتصاد للهيدروجين في الدول العربية” وقد قدمها المهندس “وائل حامد عبد المعطي”، خبير صناعات غازية بالمنظمة، وذلك لطرح رؤية أوابك حول التحديات والفرص والإجراءات المطلوبة للإسراع ببناء اقتصاد للهيدروجين فى المنطقة العربية.
وفى ذات السياق أوضح المهندس وائل حامد، أن السوق الحالية للهيدروجين هو سوق ضخم حيث وصل فية الطلب بنحو 90 مليون طن سنوياً وذلك عام 2020، كما أنه يعتمد على استخدام الهيدروجين كمادة خام فى القطاع الصناعى، مشيراً بأنه من المتوقع حدوث تضاعف لعده مرات ليصل إلى 650 مليون طن سنويا بحلول عام 2050، وذلك فى ضوء الاهتمام الدولى المتزايد نحو الإعتماد على الهيدروجين كمصدر للطاقة فى المستقبل، ومن هنا تأتى أهمية المنطقة العربية لما تملكة من مقومات جاذبة للاستثمار وذلك يرجع لتوافر مصادر الطاقة المتجددة بها كأرتفاع سرعة الرياح بها وأيضا معدل الإشعاع الشمسي، كما لديها من موارد كبيرة من الغاز وبنية تحتية ضخمة يمكن استغلالها كركيزة أساسية لتطوير قطاع الهيدروجين فى المستقبل.
وخلال المؤتمر استعرضت ورقة “أوابك” أربعة تحديات رئيسية أمام بناء قطاع الهيدروجين وهي ارتفاع التكاليف الرأسمالية فى مشاريع الإنتاج، وأيضا الحاجة إلى سن العديد من التشريعات والإجراءات التنظيمية لتغطية الجوانب التجارية والوظيفية ومواصفات الأمن والسلامة، ومتطلبات التكنولوجيا مثل المياه المطلوبة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، وأخيراً الحاجة إلى تأهيل كوادر وطنية للإلمام بالتكنولوجيا واكتساب الخبرة التشغيلية اللازمة.
وللتغلب على تلك التحديات فقد طرحت ورقة أوابك استراتيجية من ثلاث مراحل على مدار 15 سنة تمكن من الإسراع ببناء اقتصاد للهيدروجين فى الدول العربية وتأسيس بنية تحتية وتشريعية له، وذلك لتتمكن من المنافسة فى تصديره إلى مراكز الطلب المحتملة مثل السوق الآسيوي والسوق الأوروبي، ولعب دور ريادي فى التجارة الدولية للهيدروجين فى المستقبل.